12 مايو 2019
تعرض يوسف علام لمضايقات واعتداءات، بسبب معتقداته الدينية، حيث قام عدد من طلاب إحدى المدارس بمنطقة عين شمس بتهديده، والاعتداء عليه، واحتجازه، وتسليمه لقسم شرطة عين شمس بحجة أنه ملحد. وخلال الأيام السابقة لذلك تعرض علام لتحرشات لفظية داخل إحدى لجان الامتحان، لتناوله جرعة دواء أثناء نهار رمضان. هذا، وقام مسؤولو الأمن بالسماح له بمغادرة قسم الشرطة بدون العرض على النيابة.
وأفاد يوسف علام في شهادته للمبادرة المصرية للحقوق الشخصية:
في اليوم الأول لامتحانات الثانوية العامة تناولت دواء في لجنة الامتحان، فسأله أحد الطلاب: (إنت فاطر؟!)، بينما قال مراقب اللجنة: (إنت مش مكسوف من نفسك، وإنت شحط كده وما بتصومش)، وتلا ذلك قيام عدد من الطلاب باستفزازه بالأسئلة والغمز، ودار حوار بين الطالب ومراقب اللجان الذي سأله (إنت مش بتصوم ليه؟) فأجابه (اسأل ربنا ما تسألنيش أنا).
وفي اليوم الثاني، تحرش به عدد من الطلاب وقال بعضهم: “ده ملحد، والسلسلة اللي أنا لابسها اللي عليها هاري بوتر كانوا فاكرينها سحر”.
وأضاف:
في يوم الأحد 12 مايو 2019، لقيت 20 ولد داخلين، وأنا قاعد في اللجنة، وبيقولوا الملحد لازم يطلع دين أمه – الملحد لازم يتضرب). وحاوطوني من جميع الجهات وسألني أحدهم: (إنت ملحد؟) فقلت: (إنت مالك)، فقال: مفيش حاجة اسمها أنا مالي أنا مسلم ولازم أعرف. فقلت: (لأ مش ملحد)، فقال أحدهم: (طيب اتشاهد)، فقولت له: (ملكش دعوة دي حاجة ماتخصكش).
واستمر الاستفزاز والشد والجذب، وأخبرتهم بأني مسلم ولست ملحدًا، فسألوني: (طيب إنت فاطر ليه)، قلت لهم: (أنا حر)، فجاء طالب آخر في الفصل وقال: (هو حر وكل واحد يعمل اللي هوا عايزه) فتعرض هذا الطالب للشتم وتم دفعه بعيدًا.
تدخل بعض زملائي في اللجنة لتهدئة الأمر، وعندما دخل المراقب للجنة سأل عن سبب الضجة؛ فقلت له إني فقط تناولت الدواء في اللجنة ففهموا إني ملحد، فكذبني الطلاب مؤكدين له أنني ملحد، فسألني (إنت ملحد؟!)، قلت له: (كل واحد حر)، فقال: (لأ لازم تبقى مسلم!)
كان هذا في أثناء امتحان مادة التربية المهنية، وكان هذا الحوار أثناء وقت اللجنة ذاتها.
الخبر انتشر بين طلاب اللجان الأخرى، وانتظرتني أعداد كبيرة من الطلاب أمام اللجنة، (المدرسة إتلمت عليا في الطرقة إللي أمام اللجان)، وكان هنا فقط 5 أو 6 من الزملاء في اللجنة يحيطون بي ويحاولون حمايتي من باقي الطلاب، ومن بين كل الطلاب كان هناك خمسة يريدون الفتك بي تمامًا ويقولون: (يلا نرميه من هنا – من شرفة المدرسة)، وهؤﻻء الخمسة كانوا (بيتزقوا عليا من باقي الطلاب).
استمر الحال حتى توصلوا لقرار بتسليمي للشرطة، وخارج المدرسة كان هناك عدد كبير جدًّا من الطلاب والأهالي بانتظاري؛ فأخذني اثنان من الأهالي وسلموني لقسم شرطة عين شمس؛ أدخلوني في القسم إلى الحبس مباشرة ولم أعرف ماذا قال الأهالي للضباط حين تسليمي؛ وجاءني أمين شرطة يعرفني سألني عما ارتكتبه؛ فقلت له: (مفيش حاجة دول بس شافوني فاطر فبيقولوا عليا ملحد)؛ فتعجب وقال: (أنا افتكرتك سرقت حاجة ولا اغتصبت حد ولا حاجة)، ومكثت في القسم ساعة ونصف تقريبًا ثم جاءني الأمين وأخرجني وسمح لي بمغادرة القسم.