23 إبريل 2019
قامت قوات الأمن بمحافظة القليوبية بوقف صلاة البصخة (إحدى صلوات أسبوع الآلام الذي يسبق عيد القيامة) بكنيسة تابعة لمطرانية شبرا الخيمة، ذلك بقرية ميت نما التابعة لحي شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية. وفي إفادة لأحد مسيحيي المنطقة، قال إن مطرانية شبرا الخيمة اشترت قطعة أرض بالمنطقة منذ 2001، وحصلت على كافة التصريحات والتراخيص اللازمة للبناء. ولكن فشلت كافة المحاولات في بناء الأرض، بسبب احتجاج مسلمين، وسبق وتعرضت الأرض لهجوم في 2001، مما ترتب عليه وقف الأمن للبناء.
وأضاف: اضطرت الكنيسة لشراء وتجهيز مبنى جديد لإقامة صلوات أسبوع الآلام، ثم فوجئ المصلون بالشرطة والأمن الوطني داخل المبنى الجديد، وطالبوهم بوقف الصلاة، وهو ما رفضه الأقباط واستمروا في الصلاةـ إلى أن تواصل الأمن مع الأنبا مرقس مطران شبرا الخيمة، وأبلغوه بموافقتهم على استئناف البناء في الأرض القديمة الحاصلة على التراخيص اللازمة، على أن يستمر إغلاق المبنى الجديد، وقام الأنبا مرقس بالاتصال بكاهن القرية وأبلغه بقرار الأمن، مطالبًا إياه باستئناف العمل في الأرض القديمة.
وأصر كاهن القرية والمسيحيون على البقاء بالمبنى الكنسي حتى تصل المعدات للأرض الفضاء ورفع الأنقاض والقمامة بها والتأكد من عدم وقوع أي مشكلات، لا سيما أن التحريض ضدهم أو تجمهرات للمتشددين ضد الأقباط.
فيما قال القس حبيب جرجس، كاهن الكنيسة؛ إن المطرانية قامت بشراء أرض والحصول على كافة التصريحات لها من المحافظ لبناء مبنى خدمات، وعند بدء العمل بها في 2001 تعرض العمال للاعتداء وتجمهر من قبل متشددين وافترشوا الأرض وأقاموا الصلاة فيها وفشلت كافة المحاولات بعد ذلك لتنفيذ القرار الرسمي ببناء المبنى، وعندما حاولنا البناء مرة أخرى بعد سنوات حدث تجمهر من جديد وتم وقف البناء.[1]
وتابع القس: “حاولنا إيجاد حل للأزمة، فكان الرد أن المبنى على الطريق العمومي ولا يمكن بناء كنيسة، فتم اقتراح بيع جزء من الأرض البالغ مساحتها الكلية 1721 مترًا والتي تقع على الطريق العمومي وأن يتم البناء في الجزء الخلفي. وبالفعل تم بيع الجزء الأمامي والبالغ مساحته 456 مترًا مربعًا وقام أحد المسلمين بشرائها حتى يضمن ألا تأخذها الكنيسة فيما بعد، ورغم ذلك لم يسمح لنا بالبناء في الجزء الخلفي”.
وتابع: مع استمرار تعليق الأمن وعدم وجود كنيسة بالمنطقة لخدمة 1500 أسرة، قام الأنبا مرقس بشراء مبنى جديد بالمنطقة وتم تجهيزه لإقامة صلوات أسبوع الآلام لرفع المعاناة عن الأقباط، حيث أقرب كنيسة تقع بمنطقة “منطاي” ويتم نقل المصلين إلىها بالسيارات، وخلال النقل والمرور بكوبري أعلى الترعة تتعرض فتيات الأقباط لمضايقات ومعاكسات فضلًا عن خطورة النقل في هذه المنطقة لهذه الأعداد الكبيرة، مؤكدًا أنه فوجئ بالأمن يطالب بوقف الصلاة في المبنى.
جدير بالذكر أن الكنيسة سوف تخدم أكثر من 2000 أسرة مسيحية بالقرية، خاصة أنه لا يوجد أي كنائس أو مبانٍ خدمية بالمنطقة أو بمحيطها مثل مناطق (أبو سنة، عزبة الجندي، عزبة سوارس، ميت حلفا).
وكانت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية رصدت مبنى الخدمات (كنيسة مار جرجس والأنبا إبرام) كنموذج ضمن تقريرها الإعلامي “مغلق لدواعي أمنية”، وقالت إن مساحة الأرض تبلغ 1531 مترًا خصصت لمبانٍ خدمية من مستوصف صحي وحضانة وطابق لإقامة الشعائر ولكن منذ يناير 2002 فشلت المطرانية فى تنفيذ القرار بعد تعنت ومماطلة من الجهات الرسمية، وفي الوقت الذي حاولت فيه الكنيسة البناء وفي يوم الجمعة 28 مايو 2010 تعرض العمال لهجوم ضخم من المتشددين وعددهم يقرب الـ 1000 شخص وقاموا بهدم ما تم بناؤه وردم الأساسات باستخدام “لودر”.
وقام متشددون بافتراش أرض المبنى وإقامة صلاة العصر بها دون اتخاذ أي موقف من الجهات الأمنية وتم وقف البناء، ومنذ ذلك الحين القرار الرسمي لم ينفذ رغم استغاثات الكنيسة.
وبحسب الموقع الرسمي للأنبا مرقس مطران شبرا وتوابعها؛ فقد سجل الموقع بيانات الكنيسة محل الخلاف كالتالي[2]:
اسم الكنيسة: مار جرجس والأنبا إبرام – ميت نما.
العنوان: حوض الورد رقم 8 ميت نما – قليوب – على ثلاثة شوارع رئيسية.
تليفون الكنيسة: 6094540
تاريخ بدء فكرة تأسيس الكنيسة: بعد افتقاد الأنبا مرقس للمنطقة فى شهر إبريل ومايو 2001 وجد أن منطقة ميت نما تحتاج لكنيسة ومن ذلك التاريخ يونيو 2001 بدأت الفكرة.
وعن بداية البناء والمراحل: بعد ستة أشهر من تاريخ الفكرة فى إبريل 2001، وبعد ذلك تقديم الأوراق إلى جهات عديدة
حتى صدور القرار رقم 291 لسنة 2005 تم تقديم الطلب كمبنى خدمات إلى السيد المحافظ لصدور القرار ببدء البناء.
[1]نادر شكري، أقباط ميت نما يطالبون بتنفيذ الوعود الأمنية ببناء مبنى خدمات بعد غلق كنيستهم، وطني، 4 مايو 2019.
[2]http://www.alanbamarcos.com/anbamarcos_ar/churchs_ar/church.asp?churchcode=17