29 يناير 2019
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال لقائه بالبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بمقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية: “إنني سعيد أن التقي قداستكم في الظروف التي تمر بها مصر حاليًّا”.
وتابع مضيفًا: “لقد كنت أتمنى رؤية قداسة البابا تواضروس نظرًا لأهمية الأقباط المصريين لفرنسا.. وأعلم جيدًا كم عانى الأرثوذكس في السنوات الأخيرة من الإرهاب.. ولكننا نشيد بالعمل الذي تقوم به الحكومة المصرية حاليًّا لضمان أمنهم”. موضحًا أنه حرص على زيارة الكنيسة الأرثوذكسية لما يكنه لها من احترام وللاعتراف بما تمثله من قيم ليس فقط لماضي مصر ولكن لمستقبلها أيضًا.
وقال البابا: “الواقع أن الكنيسة القبطية المصرية باعتبارها واحدة من أقدم المؤسسات في مصر وهي كيان شعبي قديم فإننا نرى أن المشكلة الأولى في المجتمع هي التعليم بكل جوانبه ونرى أنه مفتاح الحل، كما أن الاقتصاد مرتبط بالبيئة وهذا الترابط لا يتم إلا من خلال التعليم المستمر في المدرسة”.
وأضاف البابا: “إن مصر تعاني من الزيادة السكانية التي تؤثر على مشروعات التنمية، ولكن
جودة التعليم وتدريب المدرسين ونشر المدارس وتحديث المناهج كلها وسائل تساعد في
التغلب على هذه المشكلة، وتشرع الكنيسة والدولة في إقامة المدارس والمستشفيات التي
تساهم في الرعاية الصحية”، مشيرًا إلى أن السلام والاستقرار لا يأتيان إلا من خلال الحوار.
واستطرد البابا في الحديث قال: “إن الكنائس تعرضت لهجمات إرهابية كثيرة، ولكن هذه الهجمات كانت أساسًا ضد
الوحدة الوطنية الموجودة فى مصر.. فهنا بمصر نعيش حول نهر النيل الذي جعلنا وحدة واحدة، نحفظ الوحدة
الوطنية فيه وهذه سر وحدتنا وقوتنا، وإذا تجولت فى شوارع القاهرة أو أي مدينة لا
تستطيع أن تميز بين المسلم والقبطي في مصر إلا في المساجد والكنائس، فالوحدة
الوطنية المعيار والقيمة الأولى التي نحافظ عليها في مصر”.
وتابع الرئيس الفرنسي زيارته للكاتدرائية بزيارة الكنيسة البطرسية حيث وقع عمل إرهابي يوم 11 ديسمبر 2016، وراح ضحيته ما يقرب من ثلاثين شخصًا أغلبهم من الناس، وأصيب العشرات.