1 يوليو 2020
أيدت محكمة النقض، الأربعاء الموافق أول يوليو 2020، حكم الإعدام على وائل سعد تاوضروس الراهب السابق المسمى باسم أشعياء المقاري، وتخفيف حكم الإعدام إلى السجن المؤبد على الراهب فلتاؤس المقاري، واسمه بالميلاد ريمون رسمي، لاتهامهما بارتكاب جريمة قتل الأنبا إبيفانيوس أسقف ورئيس دير أبو مقار بوادي النطرون. كانت محكمة جنايات دمنهور قد قضت في 24 إبريل 2019 بالحكم بالإعدام شنقًا على الراهبين، وذلك في القضية المقيدة برقم 3067 لسنة 2018 جنايات وادي النطرون.
هذا، ووفقًا لإفادة من إيهاب سدره، محامي المتهم الأول، للمبادرة المصرية للحقوق الشخصية فإن حكم محكمة النقض صدر في الجلسة الأولى، وبدون منح هيئة الدفاع الوقت اللازم للحديث عن دفوعها، وبدون النظر فيها، وهو ما يُخلُّ بحق المتهم في محاكمة عادلة.[1]
كانت محكمة جنايات دمنهور برئاسة المستشار جمال طوسون وعضوية المستشارين شريف عبد الوارث فارس ومحمد المر، قد حكمت في 24 إبريل 2019 بالإعدام شنقًا على وائل سعد تاوضروس الراهب السابق المسمى باسم أشعياء المقاري، والراهب فلتاؤس المقاري واسمه بالميلاد ريمون رسمي، وجاءت جلسة الحكم بعد إحالة هيئة المحكمة أوراق المتهمينِ إلى فضيلة مفتي الجمهورية في شهر فبراير 2019، ذلك بتهمة القتل عمدًا المجني عليه الأنبا إيبفانيوس رئيس دير الأنبا مقار واسمه بالميلاد تادرس زكي تادرس مع سبق الإصرار والترصد، ذلك على أثر خلافات بينهما حال كونهم راهبين بالدير.[2]
قدمت هيئة الدفاع عن الراهبين مذكرة للطعن على الحكم إلى محكمة النقض، ووضعت هيئة الدفاع أسباب النقض على الحكم، ومن أهمها عدم قبول المحكمة الطلبات التي تقدمت بها هيئة الدفاع، وتناقض تقرير الطب الشرعي في واقعة القتل، والإخلال بحق الدفاع، والفساد في الاستدلال، والقصور في التسبيب، والخطأ في الإسناد بالنسبة إلى أقوال الشهود. وفي جلسة الأربعاء أول يوليو 2020 أيدت محكمة النقض الحكم بالإعدام على المتهم الأول وائل سعد تاوضروس الراهب السابق المسمى باسم أشعياء المقاري وتخفيف حكم الإعدام إلى السجن المؤبد على الراهب فلتاؤس المقاري، واسمه بالميلاد ريمون رسمي، لاتهامهما بارتكاب جريمة قتل الأنبا إبيفانيوس أسقف ورئيس دير أبو مقار بوادي النطرون.
تعود القضية إلى يوم 29 يوليو 2018، حيث تم العثور على جثمان الأنبا إبيفانيوس أسقف ورئيس دير أبو مقار بمنطقة وادي النطرون بمحافظة البحيرة، مهشم الرأس في الممر ما بين قلايته (مكان سكنه) وكنيسة الدير، وأعلنت الكنيسة الأرثوذكسية وفاة الأنبا إبيفانيوس، كما أعلنت لاحقًا وجود شبهة جنائية، وفي 5 أغسطس 2018، أعلنت الكنيسة الأرثوذكسية تجريد الراهب أشعياء المقاري، وقالت في بيان صادر عنها: “بخصوص الراهب أشعياء المقاري الذي تم تجريده اليوم ننوه إلى أن قرار التجريد تم لأسباب رهبانية بحتة، ولا علاقة للقرار بالتحقيقات التي تجري الآن، والخاصة بموضوع استشهاد نيافة الأنبا إبيفانيوس، ونود أن نوضح أن الراهب المجرد قد سبق وأن تم التحقيق معه من قبل لجنة شؤون الرهبنة والأديرة بداية العام الحالي 2018، وصدر قرار بإبعاده عن الدير لمدة 3 سنوات، وأشارت لجنة التحقيق وقتها إلى عدم التزام الراهب بقانونين من قوانين الرهبنة، هما الطاعة والتجرد ويرفض أن يتولى أي مسؤولية (داخل الدير) رغم صغر سنه”.[3]
وفي 9 أغسطس 2018، أعلنت النيابة العامة التحقيق مع 145 راهبًا وأسقفًا بدير الأنبا أبو مقار بوادي النطرون، وأن وائل سعد تواضروس (الراهب أشعياء سابقًا) اعترف بقتل الأنبا إبيفانيوس، واصطحبته النيابة إلى الدير لتمثيل مشهد الجريمة مرة أخرى، وأرشد عن أداة الجريمة، وهي عبارة عن قطعة حديدية، تم العثور عليها في مخزن للخردة بالدير.
وفي 11 أغسطس، قررت النيابة حبس وائل سعد تواضروس 4 أيام على ذمة التحقيق واتهامه بقتل الأنبا إبيفانيوس. وفي اليوم التالي، أمرت النيابة بحبس الراهب فلتاؤس، ونقله من مستشفى الأنجلو أمريكان إلى مستشفى قصر العيني وإبقائه تحت حراسة مشددة. وأوضحت النيابة أن المتهم أقر بمحاولات سابقة لقتل الأنبا إبيفانيوس، حيث حاول مرتين وفشل في المحاولة الأولى، حيث وجد رئيس الدير يصلي، والمحاولة الثانية نام واستيقظ متأخرًا فلم يتمكن من تنفيذ جريمته لأن رئيس الدير كان قد وصل إلى الكنيسة.
في 18 أغسطس 2018، أحال المستشار نبيل صادق النائب العام أوراق القضية التي قيدت برقم 3067 لسنة 2018 جنايات وادي النطرون إلى محكمة الجنايات
بالإسكندرية لتحديد جلسة عاجلة لمحاكمة كل من وائل سعد تاوضروس الراهب السابق باسم
أشعياء المقاري والراهب فلتاؤس المقاري وبالميلاد ريمون رسمي بتهمة القتل العمد مع
سبق الإصرار والترصد للأنبا إبيفانيوس أسقف ورئيس دير أبو مقار بوادي النطرون،
وذلك عقب انتهاء نيابة الإسكندرية من تحقيقاتها التي كشفت عن قيام المتهمينِ بقتل
الضحية على إثر خلافاتهما معه.
[1]اتصال هاتفي مع إيهاب سدره محامي المتهم الأول في اول يوليو 2020.
[2]لدى المبادرة المصرية نسخة من أوراق القضية وحيثيات حكم محكمة جنايات دمنهور القاضي بالإعدام للمتهمين.
[3]لمزيد من التفاصيل يمكن الرجوع لبيان المبادرة المصرية:
محكمة النقض تؤيد الحكم بإعدام راهب وتخفيف العقوبة عن الثاني في تهمة قتل الأنبا إبيفانيوس.. والمبادرة المصرية تجدد مطلبها بتعليق عقوبة الإعدام