27 ديسمبر 2020
أكد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أنه لا محل ولا مجال أن يُطلق على المسيحيين الآن أنهم أهل ذمة، مجددًا التأكيد على أنهم مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات، معترًااً أن مفهوم أهل الذمة مثله مثل الجزية، “كان لهما سياق تاريخي وانتهى”.[1]
بحسب جريدة صوت الأزهر الناطقة باسم الأزهر، أن المواطنة لا تتوقف عند اختلاف دين أو اختلاف مذهب، فالكل متساوون فى الحقوق والواجبات، والجميع سواسية أمام القانون في الدولة، وعلى الجميع أن يدافعوا عن هذا الوطن، ويتحمَّلوا المسئولية الكاملة.
ويُعارض الإمام الطيب مصطلح الأقليات، مؤكدًا “أنه لا يُعبِّر عن روح الإسلام ولا عن فلسفته، وأن مصطلح المواطنة هو التعبير الأنسب، والعاصم الأكبر والوحيد لاستقرار المجتمعات، وأوضح أن المواطنة معناها المساواة في الحقوق والواجبات بين المواطنين جميعًا، بخلاف مصطلح الأقليات الذي يحمل انطباعات سلبية تبعث على الشعور بالإقصاء، وتضع حواجز نفسية تتداعى وتتراكم في نفس المواطن الذي يُطلق عليه أنه مواطن من الأقليات.”
مشددًا على أن مصطلح أهل الذمة لم يعد مستعملًا، وأن الأزهر لا يقوله ولا يصف به شركاء الوطن بحالٍ من الأحوال، باعتباره أصبح الآن مصطلحًا غير مستساغٍ، مع أنه كان في ذلك الوقت مفخرةً للدولة الإسلامية؛ لأنها أول حضارةٍ تحفظ حقوق غير المسلمين، وتؤكد المساواة التامة بين المواطنين من خلال الصيغة التعاقدية بين غير المسلمين وبين الدولة الإسلامية، موضحًا أنه لا يجب ألا يُنتزع هذا المصطلح من محيطه التاريخي ويُحاكم بانطباعات الناس، ولذلك فإن الكارهين للتراث بسببٍ أو بآخرٍ، الذين يأتون بفتوى قِيلت في وقت عصيب؛ ليقولوا هذا هو الإسلام وفقهه وتراثه، والمتشددون الذين يستوردون حكمًا كان يُواجه التتار أو الصليبيين فى بلاد الإسلام؛ ليُطبقوه الآن على غير المسلمين -كلاهما كاذبٌ؛ لأن الإسلام غير ذلك تمامًا.
ويُشير إلى أنه
حينما تفتتت الدول الإسلامية ولم تعد هناك خلافة إسلامية تُلزم الشعب بتطبيق فلسفة
الإسلام، لم يعد هناك وجود لمصطلح أهل ذمة؛ لوجود أنظمة حديثة تمامًا، وليس هذا
المصطلح كما يُشاع علامة اضطهاد؛ لأنه كان في زمنه يضمن كل الحقوق لغير المسلم،
ويرفع عنه حق الدفاع عن الدولة، وهذا ليس إقصاءً لهم بقدر ما هو احترامٌ لدينهم
ولعقيدتهم، لافتًا إلى أن الجزية فُرضت على غير المسلم كما فرضت الزكاة على
المسلم، بل كانت الجزية أقل تكلفةً من أنصبة الزكاة، بل غير المسلم كان يستفيد من
الجزية بأكثر مما يستفيد به المسلم من الزكاة، والجزية تعفى غير المسلم من الدفاع
عن الدولة، لكن الزكاة لم تُعْفِ المسلم من الدفاع عن الدولة بما فيها من غير
المسلمين بروحه وبدمه.
[1]لؤي على، الإمام الأكبر: مصطلح أهل الذمة لم يعد موجودًا والمسيحيون مواطنون متساوون، اليوم السابع، 27 ديسمبر 2020.