4 يوليو 2021
عقد جناح الأزهر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، حلقة نقاشية حول الإلحاد، وقال الدكتور عمرو شريف إن الجانب المادي في الحضارة الغربية المعاصرة يعد أحد أسباب انتشار موجة عاتية من الإلحاد في الغرب خلال عام 2006م، وساعدها التطور في وسائل الاتصال على الانتشار أيضًا في الشرق، موضحًا أن الحضارة عندما تصل إلى قدر من الإشباع المادي والثراء فإنها تكون بيئة مناسبة لانتشار الإلحاد، كما أن إطلاق مفهوم الحريات دون التقيد بالمرجعيات، مثل المدرسة والأسرة، أدى إلى رفض التقيد بمرجعية الأديان، مما زاد من موجة الإلحاد حول العالم.
وأضاف الدكتور محمود الهواري مدير عام شئون هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن ربط الإلحاد بالتراث مغالطة كبيرة، بدليل أن الإلحاد لم يقتصر على أصحاب التراث فقط، بل أصاب غيرهم، مؤكدًا أن الإشكالية ليست في التراث، بل في منهجية التعامل معه، حيث أن هذا التراث هو الذي حمى عقيدة الإنسان وسلوكه وكافة جوانب حياته، وبالتالي يستحيل أن يتسبب في تلك الموجة الإلحادية، ولكنها حدثت عندما تجرأ البعض، ممن لا يحسنون التعامل مع ذلك التراث، وتوظيفه بشكل أو بآخر، من خلال قراءة مفككة فاسدة، اقتطعت من سياقه بدون ربط زماني أو مكاني.
وتحدث الدكتور سامي حجاج، عضو مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى، عن جهود الأزهر في مواجهة الإلحاد والفكر المنحرف، موضحًا أن مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى كان له السبق في إطلاق وحدة تتصدى للفكر الإلحادي واللاديني تحت اسم وحدة “بيان”، ويعمل المركز، من خلالها، على مناقشة هذه الأفكار وتحليل الشبهات والرد عليها بأسلوب علمى شرعي، والتأصيل لثقافة دينية ترتكز على الفهم الصحيح ونشر الوعي بين أطياف المجتمع وخاصة الشباب، و مد جسور التواصل لبناء جيل يعي متطلبات وطنه وأمته، قادر على تحقيق آماله وطموحاته.