4 ديسمبر 2021
تجمهر العشرات من الأقباط بقرية العمودين التابعة لمركز سمالوط في محافظة المنيا، مساء السبت 4 ديسمبر 2021، احتجاجًا على اختفاء فتاة تبلغ من العمر 15 عامًا، حتى تدخلت قوات الأمن لفض التظاهرة باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع.
تعود أحداث الواقعة للخميس 2 ديسمبر 2021، عندما توجهت الفتاة وتدعى ميرنا برسوم عزيز 15 عامًا، بالصف الثاني الثانوي، في تمام الواحدة ظهرًا لتلقي أحد الدروس الخصوصية في القرية، ولم تعد حتى المساء، وفي مساء الخميس بعدما حاولت أسرتها الاتصال بأقاربها وأصدقائها، ولم يتم العثور عليها، توجهوا لقسم الشرطة، وحرورا محضر رقم 5274، وفقًا لاتصال هاتفي أجره باحثو المبادرة المصرية للحقوق الشخصية مع نجل عمها ياسر.
وقال ياسر إنه عقب تحرير المحضر، وعدت قوات الأمن بالتدخل وسرعة العثور عليها، ومر يوم الجمعة دون ظهورها برغم وعود الجهات الأمنية بسرعة العثور عليها، مما دفع الأسرة وعدد من الجيران للخروج في تظاهرات مساء السبت وصفها بأنها كانت سلمية للمطالبة بالبحث عن الفتاة، ورددوا هتافات منها “ميرنا لازم ترجع”، و”عاوزين بنتنا”.
وأوضح ياسر أن التظاهرة خرجت بسبب ما تردد من قيام أحد شباب الجيران بخطف الفتاة وإجبارها على دخول الدين الإسلامي، وهي وقائع متكررة في القرية والمحافظة وفقًا لحديثه، مما دفع الأهالي للخروج والتجمهر للاعتراض على هذا الأمر، وأيضا لتباطؤ قوات الأمن في التعامل مع الواقعة، لترد قوات الأمن على التظاهرة بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقها، والقبض على عدد من الأقباط بالقرية.
فهيم إسحق، أحد شهود العيان وجار الفتاة، قال إنه تم الاعتداء على عدد من أهالي القرية من قبل قوات الأمن، فضلا عن القبض على عدد منهم، كما علمت الجيران أن الفتاة في حوزة الأمن الوطني الذي رفض عودتها لأسرتها، في محاولة جديدة لإجباره لها على ترك ديانتها وفقًا لحديثه الذي أجراه مع المبادرة في اتصال هاتفي.
وتداول عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، وصفحات مسيحية، صورًا للفتاة، ومقاطع فيديو للتظاهرات ومحاولات تفريقها بإطلاق قنابل الغاز.
القس داوود ناشد، وكيل مطرانية سمالوط وممثل الكنيسة في بيت العائلة، قال في اتصال هاتفي للمبادرة المصرية، إن عدد المقبوض عليهم 20 شخصًا من الأقباط، ونفى ما تردد حول خطف الفتاة، مشيرًا إلى أن جريمة الخطف واقعة كبيرة ولا يمكن رمي الأشخاص بها باطلًا، متابعًا أن هناك شهود عيان رأوا الفتاة وهي تركب توك توك بإرادتها لخارج القرية.
وعن تعامل قوات الأمن مع المحتجين، أوضح أن تفريق التظاهرة جاء بعد رشق المحتجين لقوات الأمن بالطوب والحجارة، وعقب ذلك تحفظ الأمن الوطني على الشاب، ووعدت بعودة الفتاة مساء الأحد، مطالبًا المواطنين بضبط النفس.
وقال ناشد، إنه حتى لو خرجت الفتاة طواعية، فيحب عودتها لأنها قاصر، وهو ما وعدت به قوات الأمن، وفقًا لحديثه.