12 يونيو 2021
طلبت محكمة جنايات القاهرة، ضبط وإحضار الداعية محمد حسين يعقوب، وانتداب الطب الشرعي للكشف على الداعية محمد حسان في مكان إقامته، وذلك خلال نظر محاكمة المتهمين في القضية المعروفة إعلاميًّا بخلية داعش إمبابة، والتي تحمل رقم 271 لسنة 2021 جنايات أمن الدولة طوارئ قسم إمبابة، والمقيدة برقم 370 جنايات أمن دولة عليا.[1]
كانت نيابة أمن الدولة قد وجهت للمتهمين في القضية تهمة تأسيس جماعة إرهابية الغرض منها الدعوة إلى الإخلال بالنظام العام. وذكرت التحقيقات أن المتهمين نفذا عدة عمليات إرهابية إزاء ذلك، منها استهداف ارتكازات أمنية بمنطقة رمسيس بالقاهرة والبنك الأهلي بمنطقة المهندسين في الجيزة، وحيازة مفرقعات وأسلحة وذخيرة.
من جهته، طلب دفاع المتهمين سماع شهادة الشيخ محمد حسان والشيخ محمد حسين يعقوب ومناقشتهما في الفكر والمنهج الذي يتبعانه أمام المحكمة، خاصة بعد أن أكد المتهمان أنهما يعتنقان ذات الفكر والمنهج الذي يقدمه الشيخان السلفيان.
قال محمد حسين يعقوب أمام المحكمة في 16 يونيو 2021، إن الدين علماء وعباد، وأنه نشأ وسط أسرة دينية جده كان الشيخ يعقوب ووالده حسين يعقوب وأنه لا يفتى ويسأل العلماء ويستشيرهم وليس له علاقة بالسياسة، كما أنه يحث العوام على الصلاة.[2]
ونفى يعقوب انتماءه لأي حزب أو جماعة، وأضاف أن الفكر السلفي لا علاقة له بالفكر التكفيري، وعن تفسيره لتكراره كلمة جهاد في أحاديثه، قال “كثيرًا ما كنت أقول لهم كلمة الجهاد ولنا جهاد الكلمة، وجهادنا أن نكثر الصالحين حتى لا تهلك الأمة وهذا معنى الجهاد”.
وتابع “اهتم بالنجاة من النار وأساعد الناس على النجاة منها، أما إذا كان تكفيري أو داعشي فأنا ليس لي علاقة به وهو يسأل عن هذا”، واستكمل شهادته أنه لا يعرف تنظيم القاعدة أو بن لادن، ولا يعرف أيضًا فيما يفكر، وعن حكم الانضمام للجماعات الإرهابية، قال “أنا لا أدري لأنني لا أستطيع أن أحكم عليهم بأن ما يفعلوه صح أم خطأ”.
وأكد يعقوب أنه لا يعرف شيئًا عن الفكر الداعشي، أما عن الانضمام لجبهة النصرة وجماعة الإخوان المسلمين “أعرف أن جماعة الإخوان المسلمين «مالين الدنيا»، وأن الشيخ حسن البنا عقب إسقاط الخلافة الإسلامية دعا الناس إليها وبحث للوصول إلى الحكم”، وعن حكم الانضمام لجماعات إرهابية “لا يجوز التعصب لشخص واتباعه مطلقًا إلا شخص واحد هو سيدنا محمد ولا ينحاز إلا لجماعة الصحابة”.
وفي 8 أغسطس 2021، حضر محمد حسان أمام المحكمة، وأدلى بشهادته، وقال إن الإخوان كانت جماعه دعوية، ثم أصبحت جماعة سياسية وتولت رئاسة الجمهورية والوزراء ولم توفق في حكم مصر لأنها لم تستطع الانتقال من فكر الجماعة إلى فكر الدولة المتعدد، ولم تنتقل من سياسة الجماعة إلى سياسة الدولة متعدد الألوان، ولما حصل الصدام بين الجماعة والدولة بكل مؤسساتها جيش وشرطة وإعلام رفعت شعار الشرعية أو الدماء.[3]
وسألت المحكمة حسان عن رأيه في السلفيين فقال “اسمًا يُطلق نسبة إلى السلف الصالح وأراها تزكية، فالسلف الصالح هما الصحابة والتابعين وتابعي التابعين، ولا يختلفون عن أهل الكتاب والسنة، وهم نسبة للسلف الصالح فمن هم أعظم وأشرف وأطهر السلف هم سلف سيدنا رسول الله، وهذا حين قال نعم السلف أنا لكي يا فاطمة، والسلفية منهج كتاب وسنة، وقال تعالى ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى، وأن هناك سلفيات كثيرة، وهذا واضحا فهناك السلفية العلمية، والسلفية التربوية، وهناك ما يسمى الآن بالسلفية الجهادية وهناك ما يسمى بالسلفية الجهادية، لكن أن الحق هو ما وافق الكتاب والسنة بشأن فهم الآمة، فأي جماعة تبتعد أو تقترب إلى الحق بقدر تركها أو قربها للكتاب، والفكر إنما هو نتاج لعملية العقل والتفكير للوصول إلى الخطأ والصواب وهذا يحتمل أي الشقين الخطأ والصواب، فالفكر التكفيري لا علاقة له إطلاقًا بمنهج السلف، بل السلف الصالح هم أول من عالجوا هذا الفكر التكفيري”.
وبسؤال هيئة المحكمة له عن الجماعات الإرهابية، قال “أنصار بيت المقدس أو ما يسمون أنفسهم الآن «تنظيم ولاية سيناء» بعد تغيير اسمهم، حين يخرج زعيم التنظيم أبو أسامة المصري علينا بتسجيل صوتي بعدما قتل أولادنا من أفراد الجيش ويقول نصًّا: «لقد قتلناهم لأن الله أمرنا بذلك»، فهذا ضلال مبين ورب الكعبة، لا أقول هذا إلا ابتغاء رب العالمين، وتساءل: «الله أمرك بقتل نفس محرمة؟ بقتل إنسان يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله؟ فالله لم يأمر بالقتل بل قال: ومن يقتل مؤمنًا متعمدًا فجزاؤه جهنم، وهم إطلاقًا ليسوا على الطريق الصحيح فكيف يكونون على الطريق الصحيح وهم يستحلون الدماء المعصومة للذين يعيشون، هذا سوء فهم خطير”.
وعن قول بعض المتهمين في التحقيقات إن تنظيم داعش يدعو لتوحيد
المسلمين في خلافة واحدة، وأن حدوث عمليات إرهابية هو من قبيل الجهاد في سبيل
الله، فرد حسان “هذا
القول قول مخالف للقرآن والسنة، وهو ينتشر عن سوء فهم وسوء قصد للكتاب والسنة،
وأقول لهم ارجع إلي الحق واعلم بأن الدماء المحرمة للمسملين والمعصومة ورب الكعبة
لو استمعت لوعيد الله ورسوله فيها لفكرت ألف مرة قبل أن تزهق دم مسلم بغير سند
شرعي، وأما الدواعش هم خوارج العصر، وإن تنظيم داعش تنظيم جديد منبثق من تنظيم
القاعدة في العراق الذي أسسه أبو مصعب الزرقاوي 2004، ثم استقل عن تنظيم القاعدة سنة 2014 حينما
سمي التنظيم أبو بكر البغدادي خليفة للمسلمين، وأرفض أن يسمي تنظيم داعش بأنه “تنظيم وحشي سيئ السمعة” لأني
أقول إنه وصف ضعيف لما يقومون به “أي وحشية
أبشع من جز الرقاب وحرق الأحياء ونحر الأعناق، بأي دليل من كتاب الله وبأي دين، و
أصول هذا التنظيم إنما هي علميًّا وعمليًّا تابعة لفكر الخوارج، والتنظيم يستحل
دماء من خالفه في المشروع والأمور وهذا أمر في غاية الخطورة ومعالجة هذه الأفكار
تحتاج لجهود جماعية لا جهد الأزهر فحسب أو جهد دولة فحسب وسامحني إن قوت إن
البداية الحقيقية تبدأ في البيوت والأسر فلم تعد الأسر ذاتها تعلم شيء”.
[1] مصر.. استدعاء محمد حسان ويعقوب في محاكمة خلية داعش، قناة العربية الإخبارية، 12 يونيو 2021.
[2] فاطمة أبو شنب وحسن أحمد،النص الكامل لشهادة محمد حسين يعقوب بـ«داعش إمبابة».. ماذا قال عن «بن لادن»؟، المصري اليوم، 16 يونيو 2021.
https://www.almasryalyoum.com/news/details/2354128
[3] إسلام دياب، ننشر النص الكامل لشهادة الشيخ محمد حسان في قضية «داعش إمبابة»، أخبار اليوم، 8 أغسطس 2021.