26 يونيو 2021
قرر رئيس جامعة طنطا، الدكتور محمود زكي السبت 26 يونيو 2021، إحالة واقعة حبيبة طارق طالبة كلية الآداب، والمعروفة إعلاميًّا بـ”فتاة الفستان” إلى النيابة العامة، حيث تعرضت الطالبة بالفرقة الثالثة بكلية الآداب بجامعة طنطا، للتنمر من قبل مراقبي الامتحان أثناء أداء امتحان نهاية العام الدراسي، بسبب ارتدائها فستانًا قصيرًا، وسؤالها عن ديانتها، والسخرية منها.
قالت حبيبة في مداخلات تليفزيونية، إن مراقب لجنتها ظل ينظر لها ولفستانها بعد استلامها البطاقة، وجه لها سؤالًا حول هوية ديانتها إن كانت مسلمة أو مسيحية، ثم تبعه اثنتان من المراقبات ظلتا تتنمران عليها بسبب الفستان، وأضافت “وجدتُ مراقبة امتحانات ترافق زميلة لها فور خروجي من لجنة الامتحانات واستوقفتاني واقتربتا مني وسخرتا مني بسبب الفستان، وظلت المراقبة تنادي زميلتها تعالي شوفي لابسة إيه، وقالت لي إنت نسيتي تلبسي بنطلونك، إنت مسلمة ولا مسيحية؟”.
وأوضحت حبيبه أن المراقبات واصلت التنمر عليها بسبب صورتها في بطاقتها الشخصية قبل خلعها الحجاب، وقالت إحداهن “‘انت محجبة في البطاقة وتركتي الحجاب وقررتي تبقي قليلة الأدب، لترد زميلة المراقبة المتنمرة هما الإسكندارنية كده أصلًا”. وفي الأحد 27 يونيو 2021، استقبل رئيس الجامعة الطالبة ووالدها.[1]
وفي الاثنين 28 يونيو، استمعت نيابة طنطا لأقوال الطالبة في القضية التي قيدت برقم 7403 لسنة 2021 إداري مركز طنطا، وفي 12 سبتمبر أصدرت النيابة قرارها بتبرئة المتهمين، وجاءت حيثيات القرار بأن الشكوى جاءت جوفاء ومرسلة واهية ولا ترقى لمرتبة الدليل، وذكرت النيابة “لم نجد ما يعضدها بالأوراق وإنما جاءت “هزيلة كغثاء السيل حيث افتقرت إلى أية دليل على توافر أي من أركان الجرائم المثار شبهتها، وخلت الأوراق من أي أدلة مادية ملموسة تؤيد ما ذهبت إليه الشاكية حبيبة طارق رمضان السيد سعد من اتهام وجاء تصويرها للواقعة وتوافر القصد الجنائي مرسل لم يؤيد بأي دليل أو قرينة سيما”، وأن النيابة العامة قد أفسحت لها المجال لإثبات شكواها إلا أنها لم تفعل.[2]
وأوضحت مذكرة النيابة العامة أن الشاهدة الوحيدة التي استعانت بها الطالبة لم تساير الشاكية فيما ذهبت إليه، وجاءت شهادتها ضد ادعاءات الطالبة، وأشارت النيابة العامة إلى أنها وقعت في الواقعة تفصيليًّا مرتكزة على تحريات المباحث بنوعيها (المباحث الجنائية وإدارة البحث الجنائي) وكذلك مقاطع الكاميرات وشهادة الشهود وتقارير الهيئة الوطنية للإعلام والفحص الفني لموقع فيس بوك الخاص بالطالبة.
وأصدرت النيابة العامة قرارها بعدم وجود أدلة مادية على حدوث الواقعة وعدم صحة البلاغ وادعاءات الطالبة ما تعين معه استبعاد شبهة الجرائم المثارة بالأوراق ضد موظفي الجامعة، وذكرت الجامعة تعليقًا على قرار النيابة في بيان لها، إنها تؤكد أنها تقف على الحياد الكامل من الجميع محافظة على حقوق أبنائها الطلاب.
وفي الأربعاء 15 سبتمبر،
ذكرت الجامعة في بيان لها، أنه تم الصلح بين أطراف القضية، بعد تقدم الفتاة
باعتذار عقب الواقعة، وفي تصريحات صحفية سابقة للبيان، قالت الطالبة إنها كانت
تتعرض لمحاولات من الضغط عليها للتنازل وأيضًا التهديد برسوبها في الامتحانات من
خلال إحدى الصفحات المجهولة، وتابعت أنها قررت سحب أوراقها من الكلية وعدم العودة
للدراسة فيها مجددًا، معلنة أنها ستتقدم بأوراقها لإحدى الجامعات الخاصة في
الإسكندرية.
[1] مروة شاهين، بعد الإحالة للنيابة.. رئيس جامعة طنطا يستقبل “فتاة الفستان” ووالدها، موقع مصراوي، 27 يونيه 2021.
[2] إسلام الخياط واحمد مهني، بعد براءة المراقبتين.. ننشر النص الكامل لتحقيقات “فتاة الفستان”، البوابة نيوز، 13سبتمبر 2021.