حصاد النصف الأول من 2021 للمؤشر العالمي للفتوى

2021-08-03 . تطورات سياسية . مؤسسات إسلامية

3 أغسطس 2021

أعلن المؤشر العالمي للفتوى، التابع لدار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، نتائج حصاده للنصف الأول من العام 2021، وكذلك نتائج حصاد الأربع سنوات من (2018–2021) منذ انطلاق المؤشر.

عرض المؤشر الحالة الإفتائية لـ(24) دولة على مستوى العالم في النصف الأول من 2021، بعينة قدرت بــ (350 ألف فتوى)، أما الدراسة المقارنة للفترة من (2018 – 2021) فقد اعتمدت على تحليل عينة مقدارها (2 مليون و600 ألف فتوى) بالاعتماد على “محرك البحث الإلكتروني للمؤشر العالمي للفتوى:، وقد شملت العينة أبرز الموضوعات على الساحة الإفتائية منها (تأثر الحقل الإفتائي بالرقمنة، وتأثير جائحة كورونا على الحقل الإفتائي، والاستمرارية والتغيير في الخطاب الإفتائي للتنظيمات الإرهابية وخطاب جماعة الإخوان الإرهابية).

عن نتائج تقرير المؤشر السنوي، وإصدار الفتاوى، فكان المعدّل الأكبر لها خلال شهر أبريل بنسبة بلغت (24%) من جملة الفتاوى المرصودة، وذلك تزامنًا مع الحملات العالمية لتلقي اللقاح، وفتاوى شهر رمضان المبارك المرتبطة بالوباء وغيرها. وتوصل المؤشر إلى أن مصر تصدرت أكثر الدول إصدارًا للفتاوى بنسبة بلغت (17%) خلال النصف الأول من العام لاعتمادها الوسائل التكنولوجية الحديثة.

عن الخطاب الإفتائي للتنظيمات الإرهابية خلال النصف الأول من العام 2021؛ حذر المؤشر من العودة العنيفة والدموية لهذه التنظيمات إفتائيًّا وحركيًّا بعد تراجعها خلال عام 2019، مشيرًا إلى اعتمادها خطابًا إفتائيًّا يقوم على انتهاج العنف، والتزايد الملحوظ في استخدام ألفاظ التكفير ومزيد من التحريض على العنف وسفك الدماء، وهي الفتاوى التي انعكست على أرض الواقع باتجاه هذه التنظيمات نحو التوسع في إفريقيا وآسيا واستهداف رجال الجيش والشرطة والمدنيين من مختلف الديانات في أكثر من دولة عالميًّا.

كما نوَّه مؤشر الإفتاء إلى استغلال هذه التنظيمات للتكنولوجيا الحديثة في عملياتها الإرهابية، كاشفًا أن خطابها المرتبط بهذه القضايا خلال النصف الأول من العام بلغ نسبة (20%) من إجمالي خطابها الإفتائي، متضمنًا التحريض على استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة في الإعلام والاتصال، ومنها: استخدام الألعاب الإلكترونية للتدريب بصورة المحاكاة على العمليات الإرهابية، وعرض الإصدارات التي توضّح سبل صناعة المتفجرات والأسلحة، والتحذير من عمليات الاختراق لوسائل التواصل الاجتماعي، وإرشاد الأتباع لسبل حماية خصوصية الاتصالات.

وحذر من الخطاب الإفتائي لجماعة الإخوان  في الدول العربية، والذي يقوم على التحريض والتأليب بنسبة بلغت (35%) مع استخدام أحكام شرعية بالتكفير والموالاة والعمالة والظلم وغيرها من الأحكام التي تصب في إطار التشكيك في الحكومات العربية والإسلامية والتحريض المستمر تجاهها، خاصة وأن (40%) من خطاب جماعة الإخوان الإرهابية خلال النصف الأول من عام 2021 ارتبط بتناول القضايا السياسية، كالقضية الفلسطينية ومعاناة المسلمين في بعض الدول لكسب الأتباع والحصول على التعاطف مع الجماعة وأفكارها، وكما أنها تستغل الأحداث السياسية على المستوى المحلي في عدد من الدول وعلى رأسها مصر، عبر الانتقاد المستمر وغير الموضوعي لمختلف السياسيات بهدف تشويه أية إصلاحات تنموية وسياسية.

وكشفت نتائج المؤشر عن تراجع كبير في معدل الفتاوى المرتبطة بجائحة كورونا، خاصة في بريطانيا بنسبة تراجع بلغت (60%)، وهو مؤشر خطير خاصة في ظل عودة الجائحة في موجة جديدة وظهور متحور جديد أكثر خطورة وشراسة. وفيما يتعلق بالدراسة المقارنة للمؤشر للفترة (2018 – 2021) بعنوان “الاستمرارية والتغيير في الخطاب الإفتائي عالميًّا”، فأوضحت أن 90% من المؤسسات الإفتائية والمراكز الإسلامية اتجهت نحو الرقمنة في إصدار فتاويها وبياناتها، وتسببت الجائحة وما ارتبط بها من خطاب إفتائي قد ألجأ البعض إلى الاستفادة من التراث  الفقهي، حيث بلغت نسبة الاعتماد عليه في الفتاوى المتعلقة بالجائحة (30%)، مما يؤكد على أهمية تطويع التراث الفقهي لخدمة قضايا التجديد والنوازل في العصر الحديث