7 نوفمبر 2022
تعرض اليوتيوبر هشام أحمد فؤاد المصري للاحتجاز بمقر الأمن الوطني بشبرا الخيمة لمدة 19 يومًا، بعد ظهوره في مناظرة على قناة “الفكر الحر”، عبر موقع يوتيوب، مع الشيخ أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، للحديث حول الأديان. في 31 أكتوبر 2022. بعد المناظرة ظهر كريمة في مقطع فيديو يدعو المحامين إلى تقديم دعاوى قضائية ضد قناة الفكر الحر وصاحبها، وضد هشام أحمد فؤاد.
وثقت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية تفاصيل الواقعة مع هشام أحمد فؤاد الشهير باسم هشام المصري، وقال إنه يتنقل بين مصر وقبرص بسبب طبيعة عمله، وأسس منذ ما يقرب من 6 أشهر قناته على يوتيوب لانتقاد الأديان السماوية، والتي صنفها بأنها قناة لا دينية، جذبت آلافًا من المتابعين في وقت قصير.
وفي 30 أكتوبر 2022، طلب منه المذيع سام بقناة الفكر الحر عبر يوتيوب، المشاركة بمداخلة مع الشيخ أحمد كريمة، وكان من المقرر أن تضم الحلقة نسويات أيضًا للحديث عن وجهة نظرهن في الأديان، وبالفعل وافق على المشاركة، بالحلقة التي أذيعت على الهواء، وتحدث خلالها الشيخ أحمد كريمة عن انتشار المسلمين في الشرق والغرب، ليرد عليه هشام بأن الإسلام ليس دين سلام، معللًا الأمر بأنه كان سلفي المذهب وإمام مسجد لمدة تصل لسبع سنوات، ومن هنا بدأ الخلاف بين الطرفين، والذي وصل إلى تراشق بالألفاظ، وترك الشيخ أحمد كريمة الحلقة ولم تكتمل بعد.
أضاف هشام في شهادته للمبادرة المصرية أنه في اليوم التالي بدأ إعادة نشر فيديو المناظرة، وفي 4 نوفمبر 2022 قدم مداخلة جديدة بقناة حقائق الأديان استمرت لمدة ساعتين مع الشيخ حسن الجنايني، والتي وصفها بأنها كانت هادئة، ليفاجأ في اليوم التالي 5 نوفمبر 2022 بمحاولة اختراق حسابه الشخصي على موقع فيسبوك، وقناته على يوتيوب أيضًا.
وفي 6 نوفمبر 2022، تلقى اتصالًا من زوج شقيقته التي يسكن بالطابق العلوي لها، بأنه مطلوب للحضور إلى مقر الأمن الوطني بشبرا الخيمة، ومعه جهاز الكمبيوتر الخاص به وهاتفه المحمول، وفي حالة عدم حضوره سيتم منعه من السفر، فذهب هشام في اليوم التالي 7 نوفمبر 2022 ومعه جهاز كمبيوتر قديم وهاتف محمول قديم.
وبعد الذهاب إلى المقر تم التحفظ على جهاز الكمبيوتر والهاتف المحمول، ثم تغميته والنزول به إلى طابق سفلي، ثم إزالة الغطاء من على عينيه، ليجد نفسه في طرقة بها العديد من الزنازين، ووضع بأحدها بمفرده، وقيدت يده في الحائط بكلابش، وبعد 48 ساعه صعد إلى الطابق العلوي، وقال له أحد الضباط إنه استخف بهم، وأحضر جهاز كمبيوتر قديم وهاتف محمول أيضًا قديم، وقال له إنه يدعو إلى الإلحاد ويسب الذات الإلهية.
بعد تحقيق استمر نحو 3 ساعات مع هشام حول الإلحاد وسب الله بحسب قوله نزل مجددًا إلى الطابق السفلي، ليعود إلى تحقيق مجدد بعد 48 ساعة، طلب منه خلاله الضابط باسوورد الإيميل الخاص به، ووعده بأن الموضوع سيحل ولن تتم إحالته إلى التحقيق على ذمة قضية، مؤكدًا أن الأمر ليس له علاقه بالمناظرة، وإنما بسبب آرائه حول الأديان.
واطلع الضابط على الحسابات المصرفية الخاصة به، والتي كانت تضم تحويلات أموال من الخارج خاصة بعمله، وأيضًا فتح محادثات الواتسآب الخاصة به، وبعد 3 أيام صعد مجددًا ليجد أحد مهندسي الكمبيوتر وطلب منه الضابط مسح القناة الخاصة بهشام وكافة الفيديوهات التي ظهر بها.
وتابع هشام أنه بعد 48 ساعة من حذف قناته، صعد مجددًا ليجد شيخين أحدهما من كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، والثاني إمام مسجد، في محاولة منهما لمراجعته فكريًّا للعدول عن أفكاره، واستمرت تلك المناقشات ما يقرب من ساعتين، ثم تكررت نفس الجلسة بعد 3 أيام، والتي طلب فيها هشام من الشيخين أسماء لكتب يمكنه الاطلاع عليها وقراءتها لتصحيح صورته عن الإسلام، وبالفعل قدما إليه قائمة من الكتب يمكنه الاطلاع عليها.
سأل الضابط هشام عن الأماكن التي يلتقي فيها بأصدقائه الملحدين، وحول الأنشطة التي يقومون بها، ثم طلب منه فتح قناة جديدة يعلن خلالها عودته للإسلام، ووعده بمساعدته في كتابة الإسكريبت، فقال له هشام إنه سيفكر في الموضوع، فرد عليه الضابط بأنه كان سيتم وضعه على ذمة عدة قضايا بتهم ازدراء الأديان، وتهديد السلم الاجتماعي، ولكن التدخلات والوساطات هي التي سرعت خروجه دون قضايا أو اتهامات.
خرج هشام من مقر جهاز الأمن الوطني في 26 نوفمبر 2022 في تمام الخامسة مساء، واستعاد شريحة التليفون الخاصة به في اليوم التالي، وتواصل مع إدارة يوتيوب لعودة قناته، وبالفعل عادت لكن دون محتوى، ليتلقى اتصالًا مجددًا من أحد الضباط يخبره عن غضبه لعودة القناة، فأخبره بأنها عادت دون تدخلات منه، وانتهت المكالمة بأنه من الممكن أن يتم استدعاؤه مجددًا في حالة استمراره في الحديث عن الأديان والإساءة إليها.