27 سبتمبر 2022
قال الدكتور حسن الصغير، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، إنه من المفترض والمسلَّم به ألا يتحدث في الدين غير المتخصصين فيه؛ فالقرآن الكريم أدَّبنا بهذا الأدب في قوله تعالى: “وَمَآ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِىٓ إِلَيْهِمْ فَسْـَٔلُوٓاْ أَهْلَ ٱلذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ”، سورة النحل (43)، مشيرًا إلى “أننا ابتلينا في هذا العصر بلاءً شديدًا، يدخل علينا بيوتنا ويخترق آذاننا من يتحدثون في الدين بغير علم من تيارات حداثية تدَّعي التجديد، وتتلاعب بتأويل النصوص القرآنية والسنة النبوية تأويلًا عبثيًّا، وتتسم كتاباتهم بالغموض الفكري والتضارب المنهجي؛ لتحقيق أغراض دنيويَّة بعيدة كلَّ البعد عن قواعد العلم الثابتة”.
أضاف الدكتور عبدالفتاح العواري، عضو مجمع البحوث الإسلامية خلال الملتقى الحادي عشر الذي نظمته الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بالأزهر، بعنوان: “التأويلات الحداثية لنصوص الوحي وخطرها على الأمن المجتمعي”، أن رؤى ودعاوى التطور الحداثي لا تستند إلى منهج؛ بقدر ما هي تقليد أعمى لثقافة لا تتسق مع منهجية التأويل للنص المقدس، كما أنها دعوة تحمل معها التشكيك في جهود السابقين من علماء الأمة، لافتًا النظر إلى أنها رؤى غير منضبطة تفتح المجال لتعدد الأحكام وفق الهوى الشخصي؛ وليس وفق ضوابط منهجية، كما أنها تسعى إلى إذابة كل الضوابط الشرعية التي كانت سببـًا في رقي هذه الأمة ونهضتها، من خلال قراءة غير متزنة للنص، إضافة إلى خطورة التأويلات الفاسدة ومردودها السلبي على القيم وفتح الباب للاستهانة بالنص المقدس.
وقال الدكتور حسن وتد، أستاذ التفسير وعلوم القرآن، إن تيار الحداثة هو مذهب أدبي ونظريَّة فكريَّة تدعو إلى التمرد على الواقع والانقلاب على القديم الموروث بلا تحديد ولا تقييد، ترفض الماضي رفضًا باتًّا، وتسعى إلى التشكيك في كل ثوابت الدين، مشيرًا إلى أن هذا يعد انحرافًا فكريًّا، وتضليلًا عقائديًّا، مبينًا أن القراءة الحداثية قراءة هادمة لكل قديم ساعية لكل جديد دون الالتزام بالقواعد والمناهج العلميَّة.