21 مايو 2017
أصدر المستشار نبيل أحمد صادق النائب العام قرارًا بإحالة 48متهمًا، إلى القضاء العسكري، لاتهامهم بالانضمام لجماعة تنتمي لتنظيم داعش الإرهابي وتأسيس خليتين لها بمحافظتي القاهرة وقنا، وارتكابهم وقائع تفجير الكنائس الثلاث البطرسية بالعباسية والمرقسية بالإسكندرية ومار جرجس بالغربية، وقتل والشروع في قتل مرتاديها وقوات تأمينها والهجوم على كمين النقب، وقتل عدد من القائمين عليه من قوات الشرطة والشروع في قتل الباقين والاستيلاء على أسلحتهم، وتصنيعهم وحيازتهم سترات وعبوات مفرقعة وأسلحة نارية وذخائر والالتحاق بتنظيم داعش الإرهابي خارج البلاد وتلقيهم تدريبات عسكرية بمعسكرات تابعة للتنظيم بدولتي ليبيا وسوريا.
اشتملت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا على اعترافات تفصيلية لعدد 21 متهمًا من إجمالي المتهمين المقبوض عليهم، وعددهم 31 متهمًا، وأمر النائب العام بسرعة إلقاء القبض على المتهمين الهاربين وعددهم 17 متهمًا من أعضاء التنظيم الإرهابي، وتكليف الجهات الأمنية بسرعة تنفيذ ذلك القرار.
بينما نشرت جريدة اليوم السابع ما قالت إنه اعترافات المتهمين بتحقيقات نيابة أمن الدولة العليا، والمعاينات لمواقع الأحداث والأماكن المحيطة بها، والتقارير الفنية وتقارير مطابقة البصمات الوراثية.1
وجاء فيها أن “الانتحاري محمود شفيق محمد مصطفى هو مرتكب واقعة تفجير الكنيسة البطرسية بالعباسية، بتكليف من القيادي بالتنظيم مهاب مصطفى السيد قاسم، حيث حضر الانتحاري من محافظة شمال سيناء، بعدما نقله عضو التنظيم محمود حسن مبارك بسيارته ماركة هيونداى فيرنا ذهبية اللون، وأقام بمسكن المتهم رامي محمد عبد الحميد عبد الغني بمنطقة الزيتون بمحافظة القاهرة”.
وأوضحت التحقيقات، أنه “بتاريخ 8 ديسمبر 2016 حضر إليه المتهمان عمرو سعد عباس ووليد أبو المجد عبد الله، بعد أن تسلما 3 سترات ناسفة من المتهمين عزت محمد حسن وحسام نبيل بدوي، وأقاما معه بذات المسكن، ثم قاموا برصد الكنيسة البطرسية ومحيطها يومي 9 و10 ديسمبر الماضي، وفى صباح يوم الأحد 11 ديسمبر ارتدى الانتحاري سترة ناسفة واصطحبه المتهمان عمرو عباس ووليد أبو المجد بسيارة الأخير إلى مقر الكنيسة، فدلف إليها وفجر نفسه، مما أسفر عن مقتل 29 وإصابة 45 آخرين”.
وأجرت نيابة أمن الدولة العليا معاينة تصويرية لمسكن المتهم رامي عبد الحميد، الذي ضبط فيه سترتين مفرقعتين مثل المستخدمة في تفجير الكنيسة البطرسية. كما عثرت على ملابس وآثار بيولوجية ثبت من فحص البصمة الوراثية لها تطابقها مع البصمة الوراثية لأشلاء محمود شفيق محمد مصطفى المعثور عليه بموقع الانفجار بالكنيسة البطرسية.
كما جاء بتحقيقات نيابة أمن الدولة العليا “إصدار المتهمين عزت محمد حسن وعمرو عباس، تكليفات باستهداف كنيسة مار جرجس بطنطا بمحافظة الغربية وتحريضهما الانتحاري ممدوح أمين بغدادي، أحد المشاركين بواقعة مهاجمة كمين النقب على تفجير الكنيسة بواسطة سترة ناسفة”، مشيرة إلى أنه “في صباح 9 إبريل 2017، ارتدى الانتحاري السترة الناسفة وركب سيارة المتهم حسام نبيل بدوي، والذي نقله إلى مكان بالقرب من الكنيسة، حيث توجه الانتحاري مترجلًا تلقاءها وما إن دلف إلى مكان إقامة الصلوات بداخلها، حتى قام بتفجير نفسه مما أسفر عن مقتل 28 وإصابة 76 آخرين”.
وذكرت التحقيقات، أنه “بذات التاريخ أي 9 إبريل الماضي، وبناء على تكليف المتهمين عزت محمد حسن وعمرو عباس للانتحاري محمود حسن مبارك، أحد المشاركين في واقعتي تفجير الكنيسة البطرسية ومهاجمة كمين النقب، بتفجير الكنيسة المرقسية بمحافظة الإسكندرية، حيث ارتدى الانتحاري سترة ناسفة وتوجه بصحبة المتهم حسام نبوي بدوي حامد بسيارة الأخيرة سالفة البيان إلى الإسكندرية، حيث ترجل على مقربة من الكنيسة وتوجه للدخول إلى مبناها، وحاول الدخول إليها من غير المكان المخصص لذلك تفاديًا للمرور من بوابة كشف المفرقعات، فاستوقفه فرد أمن الكنيسة وأمره بالمرور من خلالها، حيث تم استيقافه بمعرفة قوات تأمين الكنيسة حال مروره منها، فقام بتفجير نفسه، مما نتج عنه وفاة 18 شخصًا وإصابة 45 آخرين”.
وتبين من التحقيقات أن 18 متهما من أعضاء الخليتين الإرهابيتين المنفذتين للحوادث الإرهابية أقارب بدرجات متفاوتة حيث تبين أن “المتهم عمرو سعد أحد قياديي التنظيم استقطب عدد من أقاربه من بينهم أخوه عمر وزوج أخته محمود مبارك منفذ عملية الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، كما أن المتهم وليد أبو المجد أحد منفذي حادث الكنيسة البطرسية زوج أخته هو عبد الرحيم حسن عضو التنظيم وتبين من التحقيقات أن القيادي بالتنظيم الإرهابي مهاب مصطفى حاول تجنيد شقيقه لكنه لم يستجب له واعترف عليه في التحقيقات واقر أمام جهات التحقيق بما دار بينهما أثناء عرض شقيقه عليه الانضمام للتنظيم، وثبت أن المتهم سلامة وهب الله هو ابن عم القيادي بالتنظيم عمرو سعد وأن المتهم رفاعي علي أحمد محمد استقطب شقيقه البالغ من العمر 17 عاما فقط وأن المتهم رامي محمد عبد الحميد ضم للتنظيم زوجته علا حسين محمد”.2
وأقر المتهم وليد أبو المجد عبد الله عبد العزيز ـ حركي “كريم” ـ بالتحقيقات “بانضمامه للجماعة المسماة داعش التي تعتنق أفكـارًا تكفيرية تقوم على تكفير الحاكم وشرعية الخروج عليه، ووجوب قتاله هو وأفراد القوات المسلحة والشرطة بدعوى عدم تطبيق الشريعة الإسلامية، واستهداف منشآتهم والمنشآت العامة، واستباحة دماء المسيحيين واستحلال أموالهم وممتلكاتهم ودور عبادتهم، وكذا تمويله تلك الجماعة بنقل أسلحة ومفرقعات ومهمات ومعلومات ومواد بقصد استخدامها في ارتكاب جرائم إرهابية، وتلقيه تدريب وتعليم بقصد ارتكاب جريمة إرهابية، وكذا مهاجمته وآخرين الكنيسة البطرسية بالعباسية وتفجيرها وقتل مرتاديها ، ومهاجمته وآخرين كمين النقب وقتل عدد من القائمين عليه ، وحيازته مفرقعات وأسلحة نارية وذخائر”.
وأضاف المتهم أن “تلك الخلية اعتمدت في تمويلها على ما أمدها بها المتهمان عزت حسين و عمرو سعد من أموال وآلات ومعلومات ومواد مما تستخدم في تصنيع المفرقعات، وما جمعه أعضاءها من تبرعات، وسيارة وفرها لها المتهم محمد يوسف أبو بكر، وكذا ما تم توفيره من أموال تقدر بسبعين ألف دينار ليبي، وأسلحة نارية وذخائر ـ إحدى وعشرين بندقية آلية، ومدفعين وقذائف آر بي جي ، ومدفع جرينوف، وآخر بيكا، وعشر قذائف مدفع هاوزر ـ هُربت إليهم عبر الحدود الغربية للبلاد بواسطة أعضاءٌ من جماعة ولاية طرابلس بدولة ليبيا، كما اتخذت مقرات تنظيمية لإيواء أعضائها ولعقد الدورات التدريبية وتخزين مواد الإعاشة وإخفاء الأسلحة وإعداد العبوات المفرقعة منها بمقر بمنطقة جبلية بالقرب من الطريق الصحراوي الغربي بمحافظة سوهاج ، ومزرعة بقرية المراشدة ـ بمحافظة قنا، وكذا بوحدة سكنية وفرها المتهم رامي محمد عبد الحميد ـ بشارع سالم حجازي ـ بمنطقة الزيتون بمحافظة القاهرة”.
واستكمالاً لتلك التكليفات أعلم المتهم عمرو سعد “بتحركات سيارات نقل الأموال التابعة لشركة طيبة 2000 بمحافظة قنا ـ لسابقة عمله بها ـ وطبيعة وكيفية تأمينها بها تمهيدًا للاستيلاء على ما بها من أموال لتمويل الجماعة، كما انتقل ـ كتكليف أخير له ـ ورصد احتفال المسيحيين بمولد القديس ماري جرجس بمنطقة الزريقات بمركز أرمنت بمحافظة الأقصر وتمكن من تحديد موقعه وطبيعة تأمينه، وكذا رصد الكمينين الأمنيين ـ بديروط وملّوي ـ بطريق أسيوط المنيا الصحراوي ، ووقف على قوامهما وأماكن تمركزهما ومواعيد تبادل الخدمات الأمنية بهما ، وأمد المتهم عمرو سعد بنتيجة رصده تمهيدًا لاستهدافهم، كما انتقل ـ في غضون نوفمبر 2016 ـ بسيارته ورصدا دير الانبا مكاريوس العظيم بمحافظة الفيوم ووقفا على مداخله ومخارجه تمهيدًا لاستهدافه”.
وكشفت الاعترافات التي أدلى بها المتهمون، أنهم كانوا يستهدفون الكاتدرائية المرقسية بالعباسية بالعملية الانتحارية التي نفذها المتهم محمود شفيق محمد مصطفى، حيث “قرروا أن يكون الاستهداف من خلال باب للكنيسة البطرسية المجاورة للكاتدرائية. إلى جانب أنه في ختام دورات التدريب البدنية والعسكرية والفكرية التي كانت تستهدف ترسيخ معتقدات الجماعة لديهم، قاموا بأداء البيعة لأبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش”.
و قال محمد هاشم محامي دفاع عدد من المتهمين في القضية المعروفة إعلاميا بـ”تفجيرات الكنائس الثلاثة”، إن النيابة العسكرية بالإسكندرية، أحالت المتهمين في القضية إلى المحكمة العسكرية، وذلك لتحديد جلسة لبدء إجراءات محاكمتهم.3
وأشار هاشم إلى أن النيابة العسكرية أرسلت كافة أوراق القضية إلى فرع المحاكم، برقم صادر 7869 بتاريخ 21 أغسطس، وأن القضية تضم أكثر من 45 متهم محبوس، وذلك بعد أن القت الأجهزة الأمنية القبض على عدد من المتهمين وإحالتهم للنيابة العسكرية وتم التحقيق معهم، وإحالتهم ضمن قائمة أمر الإحالة.
وكان المستشار نبيل صادق، النائب العام، قد أمر بإحالة 48 متها بـ”تفجيرات الكنائس”، للقضاء العسكري لاتهامهم “بتولي جماعة إرهابية وتأسيس خليتين بمحافظتي القاهرة وقنا، والانضمام إليها والمشاركة فيها، وارتكابهم وقائع تفجير الكنائس الثلاث (البطرسية بالعباسية ومار مرقس بالإسكندرية ومار جرجس بالغربية) وقتل والشروع في قتل مرتاديها وقوات تأمينها. كما اتهمتهم النيابة بالهجوم على كمين النقب، وقتل عدد من القائمين عليه من قوات الشرطة، والشروع في قتل الباقين، والاستيلاء على أسلحتهم وتصنيعهم وحيازتهم سترات وعبوات مفرقعة وأسلحة نارية وذخائر، والالتحاق بتنظيم داعش الإرهابي خارج البلاد، وتلقيهم تدريبات عسكرية بمعسكرات تابعة للتنظيم بدولتي ليبيا وسوريا”.
هذا، وعقدت المحكمة العسكرية عدة جلسات لنظر القضية منها:
16 سبتمبر 2017، قررت المحكمة العسكرية بالإسكندرية، تأجيل نظر أولى جلسات محاكمة المتهمين بالقضية المعروفة إعلاميا بـ”تفجيرات الكنائس الثلاث”، إلى جلسة 23 سبتمبر لتعذر حضور المتهمين من محبسهم.
23 سبتمبر 2017، قامت المحكمة العسكرية، بتأجيل نظر ثأني جلسات المحاكمة إلى جلسة 30 سبتمبر لاستكمال الشكل.
14 أكتوبر 2017، قامت هيئة المحكمة بتأجيل نظر القضية إلى جلسة 4 نوفمبر، للاطلاع، وسماع طلبات دفاع المتهمين.
4 نوفمبر 2017، قامت المحكمة العسكرية بالإسكندرية بتأجيل محاكمة المتهمين إلى جلسة 13 نوفمبر، لفض الأحراز واستكمال الشكل.
10 ديسمبر 2017، قامت المحكمة العسكرية بتأجيل نظر القضية لجلسة 25 ديسمبر الجاري؛ لاستكمال فض الأحراز وإرسال الفلاشات التي تم فضها إلى اللجنة الفنية لفحصها وإرسال تقرير للمحكمة بمحتواها وما يتضمنها.
25 ديسمبر 2017، أجلت المحكمة العسكرية نظر القضية إلى 2 يناير 2018 لسماع أقوال الشهود.
4 فبراير 2018، قررت المحكمة العسكرية تأجيل محاكمة المتهمين لجلسة 18 فبراير لبدء سماع المرافعات .
1 محمود نصر، تفاصيل إحالة 48 متهمًا للقضاء العسكري في “تفجيرات الكنائس الثلاث”، جريدة اليوم السابع، 21 مايو2017.
2أحمد الشرقاوي، “الشروق» تنشر تحقيقات واعترافات الإرهابيين في قضية «تفجير الكنائس»، جريدة الشروق، 22 مايو 2017.
3محمود نصر، إحالة المتهمين في قضية تفجيرات الكنائس للمحكمة العسكرية لبدء المحاكمة، اليوم السابع، 24 أغسطس 2017.