2 ديسمبر 2018
أمر النائب العام المستشار نبيل صادق، بإحالة 11 متهمًا، بينهم 3 هاربين بالانضمام لتنظيم “داعش”، والقتل، وحيازة السلاح في أحداث كنيسة مار مينا العجايبي والبابا كيرلس السادس بحلوان إلى محكمة الجنايات.
وجهت نيابة أمن الدولة العليا، للمتهم إبراهيم إسماعيل إسماعيل مصطفى، وهو المتهم الرئيسي في القضية، تأسيس وقيادة جماعة داخل البلاد تعتنق أفكار تنظيم داعش الإرهابي، وتدعو لتكفير الحاكم وشرعية الخروج عليه، والاعتداء على أفراد القوات المسلحة والشرطة ومنشآتهم، واستباحة دماء المسيحيين ودور عباداتهم واستحلال أموالهم وممتلكاتهم، واستهداف المنشآت العامة، بغرض إسقاط الدولة والإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر.1
وأوضح القرار، الذي جاء في إطار التحقيقات بالقضية التي تحمل الرقم 1370 لسنة 2017 حصر أمن دولة عليا، أن المتهم إبراهيم، قتل المجني عليه ضاحي عزت، عمدًا مع سبق الإصرار، كونه مسيحي الديانة، حيث استدرجه إلى مكان ناء بمركبات المشروع الأمريكي بمنطقة حلوان، وطعنه بسلاح أبيض كان بحوزته عدة طعنات متفرقة بأنحاء جسده؛ ما أدى إلى وفاته، لافتًا إلى أن تلك الجناية اقترنت بجناية أخرى في ذات الزمان والمكان بأن سرق إحدى السيارات المملوكة للمجني عليه.
وأضاف قرار الإحالة أن المتهم قتل المجني عليهم عاطف شاكر راشد، وشقيقه روماني شاكر راشد، عمدًا مع سبق الإصرار، كونهما مسيحيّ الديانة، عن طريق إطلاق عدة أعيرة نارية عليهما من بندقية آلية، حال تواجدهما بأحد المحال التجارية ملك الأخير، فضلًا عن شروعه في قتل المجني عليه عمر محمد عبد المنعم وآخرين عمدًا، بأن أطلق صوبهم حال تواجدهم بمحيط المحل ذاته وابلًا من الأعيرة النارية، قاصدًا قتلهم، ليتمكن من الهرب، إلا أن أثر جريمته قد خاب إذ حادت طلقاته عنهم.
وأشار القرار إلى أن المتهم توجه لكنيسة مار مينا والباب كيرلس السادس بحلوان، وأطلق وابلًا من الأعيرة النارية من بندقية آلية بحوزته، اتجاه المجني عليهم نرمين صادق سوس، ورضا عبد الرحمن إسماعيل، أمين شرطة بقسم شرطة حلوان، وإيفلين شكر الله عطا الله، وصفاء عبد الشهيد جرجس، ووديع القمص مرقص، ووجيد إسحق جبريال، وعماد عبد الشهيد جرجس، وأودى بحياتهم جميعًا عمدًا مع سبق الإصرار.
وأوضح قرار الإحالة أنه في إطار شروع ذات المتهم في قتل واستهداف المسيحيين من مرتادي كنائس بمناطق حلوان والمعادي و15مايو ومن يصادفه منهم في طريقه إليهم، وضباط وأفراد الشرطة المكلفين بتأمينها، شرع في قتل المجني عليهم محمد السيد محمد، أمين شرطة بقسم حلوان و5 من المسيحيين، عن طريق استهدافهم وهو على متن دراجة بخارية ببندقية آلية، بالإضافة إلى شروعه في قتل المجني عليه جرجس عبد الشهيد قزمان عمدًا، بأن أطلق صوبه وابلًا من الأعيرة النارية، قاصدًا قتله.
وتضمن القرار شروع المتهم في قتل مأمور قسم شرطة حلوان، وعدد من ضباط وأفراد قسم الشرطة، إلا أن جريمته لم تكتمل حيث حادت طلقاته عنهم، كما شرع في قتل المجني عليه يونس مصطفى الموجي، وشهرته صلاح الموجي عمدًا، بأن وجه صوبه فوهة سلاحه الناري قاصدًا قتله، ليتمكن من الهروب، إلا أن أثر الجريمة قد أوقف لسبب لا دخل لإرادته فيه، وهو شل حركته وانتزاع السلاح الناري من يده.
وأوضح القرار أن المتهم حال ضبط قوات الأمن له، قاومهم بالقوة والعنف؛ بإطلاق عدة أعيرة نارية اتجاههم، بغية منعهم من ضبطه، إلا أن القوات نجحت في إلقاء القبض عليه.
وأشار القرار إلى أن المتهم صنع عبوة مفرقة، وشرع في استعمالها بساحة كنيسة مار مينا العجايبي والباب كيرلس السادس بحلوان، إلا أن محاولته فشلت بعد غلق الكنيسة أبوابها، بجانب حيازته مفرقعات عبارة عن مخاليط ألعاب نارية ومفرقعات كلورات وسكين وخنجر؛ لاستعمالهم في جرائمه، كما تواصل مع عناصر بجماعة داعش الإرهابية المتواجدين خارج البلاد، عبر أحد برامج الاتصال المؤمنة “تليجرام”.
المتهمين وفق قرار الإحالة:
تضمن قرار الإحالة اتهام كل من: عادل إمام محمد إمام، محمد فتحي عكاشة، محمد إسماعيل إسماعيل، إبراهيم الدسوقي أحمد حسن، سالم متولي سالم، كارم ضيف عبد الرزاق دسوقي، شوربجي محمد محمود شوربجي، بالاشتراك عن طريق المساعدة في ارتكاب جرائم إرهابية، في أن سهلوا للمتهم الأول توفير المال والسلاح الناري والذخائر التي ارتكب على إثرها الجرائم الإرهابية.
كما تضمن القرار اتهام كل من: محمد عنتر ياسر، وعلاء الدين منصور حسن، وطه عبد التواب إسماعيل مصطفى، وعادل إمام محمد، ومحمد فتحي عكاشة، بالانضمام لجماعة إرهابية مع علمهم بأغراضها ووسائلها.
كما نسبت للمتهمين: محمد عنتر ياسر، طه عبد التواب إسماعيل، عادل إمام محمد إمام، محمد فتحي عكاشة، محمد إسماعيل إسماعيل، إبراهيم الدسوقي أحمد حسن، سالم متولي سالم، كارم ضيف عبد الرزاق دسوقي، شوربجي محمد محمود شوربجي، جرائم تمويل الإرهاب، بأن أمدوا المتهم الأول بأموال وأسلحة نارية وذخائر ومواد تستخدم في تصنيع المفرقعات، بقصد استخدامها في ارتكاب الجرائم الإرهابية، مع علمهم بأغراضها وبما تدعو إليه، وبوسائلها في تحقيق ذلك.
ونسبت للمتهمين: إبراهيم إسماعيل إسماعيل، عادل إمام محمد، محمد فتحي عكاشة، استخدام موقع على شبكة المعلومات الدولية بغرض تبادل الرسائل ونقل المعلومات المتعلقة بجرائمهم الإرهابية وتحركاتهم في الداخل والخارج، عن طريق تطبيق «تليجرام» المؤمن في تبادل الرسائل والتحركات ونقل المعلومات.
ونسبت للمتهمين إبراهيم إسماعيل إسماعيل، محمد فتحي عكاشة، محمد إسماعيل إسماعيل، إبراهيم الدسوقي أحمد حسن، سالم متولي سالم، كارم ضيف عبد الرزاق دسوقي، شوربجي محمد محمود شوربجي، حيازة أسلحة نارية تمثلت في بنادق آلية وخرطوش وذخائر بدون ترخيص.
تحقيقات نيابة حلوان:
وكانت نيابة حلوان قد أنهت يوم الأحد 31 ديسمبر 2017 تحقيقاتها بحادث الاعتداء على كنيسة مار مينا في حلوان يوم الجمعة 29 ديسمبر، عندما حاول إرهابي اقتحام الكنيسة، بالإضافة إلى مقتل مواطنين قبطيين أمام محلهما بمنطقة أطلس بحلوان في اليوم ذاته، وأرسلت النيابة ملف التحقيقات الخاصة بالواقعتين لنيابة أمن الدولة العليا، لتباشر التحقيق في القضية.
واستمعت نيابة حلوان، إلى أقوال الشهود وهم صلاح الموجي الذي استخدم سلاح أمين الشرطة القتيل أمام الكنيسة، بعد أن فوجئ بشخص مترجل على قدميه يقوم بإطلاق النيران الكنيسة، واستطاع الموجي إصابة المتهم في قدمه فقام بالجري تجاهه وقفز عليه وضربه وسمعه يردد له “أنت مش فاهم حاجه”، وتمكن الموجي من أخذ السلاح من يده وسلمه للأجهزة الأمنية التي ألقت القبض على المتهم.
وكشفت التحقيقات عن استقلال المتهم إبراهيم إسماعيل، دراجة بخارية وبحوزته بندقية آلية أطلق من خلالها 150 طلقة نارية، أسفرت عن مقتل أمين شرطة و9 من الأهالي، وتم العثور على 148 فارغًا للطلقات وطلقتين اخترقتا سيارة أحد المواطنين واستقرت بها. وعقب إطلاق النيران ألقى الدراجة البخارية، وترجل على قدميه وواصل إطلاق النيران على المباني حتى تمكنت الأجهزة الأمنية من مبادلته النيران، ولكن على قدميه، ولكنه استمر في إطلاق الرصاص، وتم القبض عليه، ونقل إلى مستشفى الإنتاج الحربي، وتم إجراء جراحه لاستخراج الرصاص من جسده.
وبينت مناظرة النيابة لجثمان الضحايا أن جميعهم لقوا مصرعهم، بسبب طلقات نارية في أنحاء متفرقة من الجسد من بينهما شقيقان تم إطلاق النار عليهما داخل أحد المحال بالمنطقة.
كما تبين من معاينة المنطقة تهشم واجهة 5 منازل واختراق 29 طلقة لجدران أخرى، وحدوث تلفيات تمثلت في تهشم الزجاج وفتحات في 4 سيارات كانت أمام الكنيسة.
وأظهرت معاينة النيابة تهشم الباب الرئيسي لكنيسة مار مينا، ووجود كمية من الفتحات بالباب، نتيجة إطلاق النار عليه من الخارج، ما تسبب في مقتل ثلاثة من المواطنين كانوا داخل الكنيسة، وإصابة 5 آخرين تم نقلهم إلى مستشفى الإنتاج الحربى، لاستخراج الطلقات التي اخترقت أجسادهم، وجميعها في الأطراف والبطن، وتحفظت النيابة على خوذة كان يرتديها المتهم، وحزام خزانات به 3 خزنات بندقية آلية فارغة والدراجة الخاصة بالمتهم.
كما تبين من التقرير المبدئي للأدلة الجنائية، وجود فوارغ لطلقات نارية بمحيط المحل التجاري بمنطقة أطلس بلغ عددها 8 طلقات نارية، وكذلك فوارغ طلقات نارية مختلفة بمحيط منطقة كنيسة مارمينا، وتم التحفظ عليها وإرسالها للمعمل الجنائي، لبيان تطابقها مع الطلقات النارية المستخدمة في عمليات إرهابية أخرى.
1أحمد حسني، أمر إحالة 11 متهمًا بأحداث كنيسة “مارمينا” بحلوان للمحاكمة، اليوم السابع، 10 ديسمبر 2018.