4 يناير 2018
صرح الدكتور محمود فؤاد، مستشار مادة التربية الدينية بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، تعليقًا على ما نُشر في جريدة «المصري اليوم» بخصوص احتواء كتاب التربية الدينية للمرحلة الإعدادية على نص يحرم اقتناء التماثيل بإجماع الآراء باعتبارها رجسًا من عمل الشيطان، قائلًا: «إن الوزارة شكلت لجنة للتواصل مع دار الإفتاء وكبار المؤلفين للكتاب لبحث الأمر، كما تواصلت مع اللجنة المشكلة من قبل الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، لمراجعة المناهج وتنقيحها لاتخاذ اللازم».1
وأضاف «فؤاد» أن منهج التربية الدينية للإعدادية لم يتم تغييره منذ عشرات السنين، وهناك لجنة لمراجعة المناهج تم تشكيلها في عهد الدكتور الهلالي الشربيني، الوزير السابق، وتضمنت عضوًا من وزارة الثقافة وأجازت الكتاب دون أي تغيير لمحتواه العام الماضي وبالتالي استمر نفس المنهج دون تغيير للعام الدراسي الحالي.
وأوضح أن مؤلف هذا الكتاب حين وضع هذا النص رجع إلى بعض الفتاوى الصادرة من دار الإفتاء والتي حرمت اقتناء التماثيل بإجماع الآراء، مشيرًا إلى أن «اللجنة المُشكلة من قبل شوقي رأت أن هذا الرأي يسبب صدمة مع الرأي العام نظرًا للتطور الحضاري للمجتمعات وانتهاء فكرة عبادة التماثيل والتي كانت منتشرة في عصر ما قبل الاسلام، حيث شهد العصر الوثني بداوة وتأخرًا وتقديسًا للتماثيل وعبادتها وبالتالي هناك فرق واضح بين عبادة الأصنام واقتناء التماثيل بفكر الفن والترف والجمال وخاصة في ظل خلاف حالي بين الأئمة والمشايخ بدار الإفتاء ذاتها، حيث أكد البعض أن القرآن الكريم ذكر التماثيل في موضع حمد وموضع ذم وبعض المشايخ يصر على وجود نصوص صحيحة لتحريم اقتنائها وبعضهم يعارض هذا الرأي».
وأكد مستشار مادة التربية الدينية أن «الوزارة لن تحجر على رأي المشايخ طالما ظل الموضوع قيد البحث بين مختلف التيارات وفي ظل وجود خلاف بين الإفتاء والأزهر من جانب والتيارات السلفية أو المتشددة من جانب آخر، وبالتالي سيتم بحث الأمر على أعلى مستوى لتجنب الموضوعات الخلافية بالمناهج التعليمية»، مشيرًا إلى أن «الوزارة لم تتدخل في هذه الخلافات الفقهية، ولكن هناك تعليمات لموجهي العموم بعدم مناقشة هذه النصوص في المدارس أو أن تتضمنها أسئلة الامتحانات لحين حل هذا الخلاف الفقهي».
وذكر «فؤاد» أن «هناك نقاشًا يتم في ضوء المتغيرات الحضارية التي تمر بها الأمة الإسلامية وفي ظل دعوات تجديد الخطاب الديني، خاصة أن بعض الفقهاء عمل بنفسه في صناعة التماثيل دون أن يستشعر حرمتها، وبالتالي فإن القول الفصل سيكون لهيئة الإفتاء ومجمع البحوث الإسلامية».
1وفاء يحي، «التعليم» عن «تحريم اقتناء التماثيل»: دين «الإعدادية» لم يتغير منذ عشرات السنين، المصري اليوم، 4 يناير 2018.