20 فبراير 2018
حذَّر “مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتطرفة” التابع لدار الإفتاء المصرية في بيان من استغلال الجماعات الإرهابية المتطرفة، وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابي، لأزمة مسلمي الروهينجا والاضطهاد الذي يتعرضون له في ميانمار، مما يعني تقويض الإنجازات الدولية التي تحققت في مجال مكافحة الإرهاب، خاصة أن الجماعات المتطرفة تستغل مثل هذه الأزمات للتمدد في مناطق جديدة، وتجنيد مزيد من العناصر تحت مزاعم التخليص من اضطهاد الكفار والمشركين.1
وأوضح المرصد أن أزمة اللاجئين الروهينجا في بنجلاديش تعد مثالًا على هذا الاستغلال، فبعد انهيار داعش في العراق وسوريا وانفراط عقد تنظيمه في المنطقة، يحاول لملمة شمل عناصره الإرهابية، من خلال التوسع في أماكن أخرى، وتمثل هذه الأزمة عاملًا محفزًا للتنظيم بالتوسع جنوب وجنوب شرق آسيا.
وأشار المرصد إلى أن سلطات ماليزيا قد اعتقلت مواطنين إندونيسيين في شهر ديسمبر2017، قالت إنهم مرتبطون بـ”داعش” ويخططون لقتل رهبان بوذيين انتقامًا لمسلمي الروهينجا، خاصة وأن اندلاع العنف في ولاية راخين في ميانمار أدى إلى مسارعة الجماعات المتطرفة إلى تطوير السردية الجهادية، فقامت بأدلجتها سريعًا لتتوافق مع قضية الروهينجا، مما زاد العبء الأمني أمام سلطات مكافحة الإرهاب في العالم.
وأكد مرصد الفتاوى التكفيرية أن استغلال التنظيمات المتطرفة والجماعات الإرهابية لمحنة الروهينجا لم يكن بالأمر الجديد، حيث حدث ذلك في عامي 2012، و2015، إلا أن الأزمة هذه المرة تأتي في ظل تداعي تنظيم داعش الذي فقد الكثير من أراضيه التي يسيطر عليها في العراق وسوريا وليبيا مما يدفعه إلى التوسع في جنوب وجنوب شرق آسيا، كما يدفعه إلى الانخراط في صراع ولاية راخين.
وأضاف مرصد الإفتاء أن التنظيم الإرهابي سلَّط الضوء بانتظام على محنة الروهينجا في مختلف منشوراته، خاصة مجلة دابق، التي أكَّدت أن التنظيم سيركز على ميانمار، التي تعد مثالية للتوسع، حيث أصبحت “دولة هشة” تعاني صراعًا أهليًّا مستمرًّا، مما يمكن لتنظيم داعش من اتخاذها حاضنة لعناصره ومركزًا لعملياته الإرهابية.
ودعا المرصد كافة الهيئات والمنظمات الدولية، وعلى رأسها منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، إلى ضرورة التحرك الفوري واستخدام كافة الوسائل الممكنة للضغط على سلطات وحكومة ميانمار لوقف عمليات الإبادة الجماعية والاعتداءات الوحشية والانتهاكات بحق مسلمي الروهينجا.
1أحمد البحيري، «الإفتاء» تحذر من انتشار «داعش» وتمدده في جنوب آسيا مستغلًا أزمة الروهينجا، المصري اليوم، 20 فبراير 2018.