6 يوليو 2018 وأيام تالية
تجمهر عشرات من أهالي عزبة سلطان باشا بمركز المنيا أمام كنيسة الأنبا كاراس بالقرية، اعتراضًا على استخدام الأقباط مبنى ملاصقًا للكنيسة، ومرددين هتافات عدائية ضد الأقباط والكنيسة منها: “مش عايزين كنيسة”، وقام بعض وجهاء القرية بمنع المتجمهرين من الاعتداء على الكنيسة. وفي اليوم التالي، نظمت مسيرة لعشرات من سيدات وأطفال القرية تجوب شوارعها رفضًا لوجود كنيسة بالقرية، وقامت قوات الأمن بمنع وصولهم إلى الكنيسة، وبدون القبض على أي منهم.
ووفقًا للشهادات المتنوعة التي حصلت عليها المبادرة المصرية،1 فإن أقباط القرية بدءوا منذ ما يقرب من ثمان سنوات الصلاة في منزل ريفي مساحته نحو المئة والثلاثين مترًا مربعًا، بشكل غير منتظم، حيث قام صاحبه بنقل الملكية إلى مطرانية المنيا وأبو قرقاص، وبمرور الوقت تم تنظيم اجتماعات وقداسات بصفة دورية، وتم تحويله إلى كنيسة، وتم تعيين رجل دين مسيحي عليها، وتعارف الأهالي وأجهزة الأمن على وجود الكنيسة.
وقامت مطرانية المنيا منذ عدة أشهر بنقل الصلاة إلى مبنى ملاصق للكنيسة، مساحته 200 متر مربع لاستخدامه كبديل لمبنى الكنيسة القديم، والمبنى الجديد مقسم إلى ثلاثة طوابق، الأول قاعة مناسبات ومكتب إداري وحمامات، والثاني قاعة الصلاة، والثالث للحضانة والخدمة الاجتماعية، بدون وجود قبة أو منارة.
وتقدمت مطرانية المنيا وأبوقرقاص بأوراق المبنى الجديد إلى لجنة تقنين بناء الكنائس باسم كنيسة الأنبا كاراس بعزبة سلطان باشا، وأرفقت صور المستندات الرسمية والرسوم الهندسية للمبنى من الداخل.
وفي 13 يوليو 2018، تجددت التظاهرات مرة أخرى، ذلك عقب صلاة الجمعة، حيث تجمهر عشرات من أهالي القرية مرددين هتافات رافضة لوجود كنيسة بالقرية وهتافات أخرى دينية. وعلى أثر هذه التظاهرات، أغلقت أجهزة الأمن مبنى الكنيسة الجديد، وسمحت بالصلاة في المبنى القديم فقط.
وأصدرت مطرانية المنيا وأبوقرقاص بيانًا2 استنكرت خلاله الهجوم على كنيسة الأنبا كاراس بعزبة سلطان باشا بمركز المنيا والتظاهرات التي تمت في 6 و7 و13 يوليو. كما استنكرت تصريح أحد المسئولين بأنه سيتم تحقيق مطلب المعترضين، وسط صياحهم وتهليلهم، قائلة: “نأسف لهذا الإذعان لمن لا حق لهم في الاعتراض على حساب الأقباط”.
كما أعلنت الكنيسة في البيان أنها “ترفض أن يفرض أي شخص إرادته على المسيحيين مهما كانت حيثياته، كما تثق في أن شرفاء المسئولين في الدولة لا يقبلون بهذا وقد تم التواصل بالفعل معهم، حيث أكدوا رفضهم التام لما حدث ووعدوا بالتعامل بحزم مع المحرضين، واتخاذ التدابير اللازمة لمنع تكرار هذا السيناريو البغيض”.
وفي 25 أغسطس 2018، تجمهر أعداد من أهالي القرية للمرة الرابعة عقب صلاة الجمعة أمام الكنيسة، ودون الاعتداء عليها، وهم يرددون: “مش عايزين كنيسة.. مش عايزين كنيسة”. وعلى الفور قام كاهن الكنيسة بإبلاغ الأجهزة الأمنية لعدم كفاية القوة التي تقوم بتأمين الكنيسة. ووصلت قوة أمنية بالفعل على إثر هذا الاتصال وقامت بصرف المتجمهرين.
وتعرضت بعض حقول الأقباط للإتلاف، منها محصول الذرة الشامية المملوك لشحاته عادل شحاته الذي حرر محضرًا بالواقعة، كما تم تدمير “طلمبة مياه” مملوكة لوائل نشأت.
في 26 أغسطس، ألقت قوات الأمن القبض على 3 أشخاص قاموا بتحرير محضر في وقت سابق بنزع كاميرات المراقبة الخاصة بالكنيسة وشاركوا في التجمهر، ثم تم إخلاء سبيلهم في اليوم التالي.
1 حصلت المبادرة المصرية على عدة إفادات من أهالي القرية والمسئولين الدينيين في فترات متقاربة حول الأحداث.