الإدارية العليا تؤيد فصل فنان لتأليف مسرحية تتضمن عبارات اعتبرت مسيئة للإسلام والمسيحية

2020-12-05 . تحقيقات النيابة والمحاكمات . محاكمات

5 ديسمبر 2020

أصدرت المحكمة الإدارية العليا برئاسة المستشار عادل بريك نائب رئيس مجلس الدولة حكمًا بتوقيع عقوبة الفصل للفنان شادي مكرم محمد بالبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية التابع لوزارة الثقافة لنشره على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي مسرحية من تأليفه تحت اسم «ألم المعلم يعلم» تضمنت ألفاظًا وعبارات تنتطوي على ازدراء الدينين الإسلامي والمسيحي.[1]

كان الفنانان أحمد ماهر وأحمد الكحلاوي من أبطال العرض المسرحي “البيت الكبير” قد تقدما بشكوى إلى رئيس الإدارة المركزية للبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية ضد الفنان شادي مكرم عضو الفرقة الغنائية، الذى يعمل ممثلًا في العرض المسرحي بسبب ما أسماه التجاوزات المسيئة الصادرة منه، التي وصلت إلى ازدراء الأديان والهجوم على شخص النبي الكريم، مطالبين باستبعاده من المشاركة في العمل المسرحي المذكور، حيث نشر على صفحته بموقع «فيس بوك» مسرحية من تأليفه بعنوان «ألم المعلم يعلم»، وعلى الصفحة الخاصة بنقابة المهن التمثيلية تتضمن تجاوازات دينية في حق الرسول الكريم. ووفقًا لأوراق الدعوى أنه تلا ذلك تقدم (26) فنانًا من أعضاء نقابة المهن التمثيلية بشكوى مماثلة عن ذات الموضوع إلى نقيب المهن التمثيلية ضد الطاعن باعتباره عضوًا بالنقابة لما ارتكبه من ازدراء الأديان، يستهزئ فيها باَل بيت (رسول الله صلى الله عليه وسلم) والدين المسيحي من خلال مشهد نشره على الصفحة الرسمية للنقابة مما يحدث فتنة بين الممثليين المسلمين والمسيحيين وغيرهم من فئات الشعب.[2]

وقالت المحكمة إن المشرع أضفى حماية واجبة للأديان السماوية فجعل ازدراء الأديان جريمة يعاقب عليها قانون العقوبات فجَرم كل من استغل الدين في الترويج أو التحبيذ بالقول أو بالكتابة أو بأية وسيلة أخرى لأفكار متطرفة بقصد إثارة الفتنة أو تحقير أو ازدراء أحد الأديان السماوية أو الطوائف المنتمية إليها أو الإضرار بالوحدة الوطنية أو السلام الاجتماعي .وعلى هذا النحو فإن ازدراء الأديان يكون عند العدوان على قدسية الاعتقاد الديني والإساءة للأديان السماوية أو النيل من سيرة الأنبياء والصحابة واَل البيت، وأنه ولئن كانت حرية الاعتقاد مكفولة بموجب الدستور إلا أن هذا لا يبيح لمن يجادل عقائد الأديان أن يمتهن حرمته أو يحط من قدره أو يزدريه.

وأوضحت المحكمة أن الثابت بالأوراق أن الطاعن بصفته فنانًا أول بالبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية التابع لوزارة الثقافة، أنه في غضون عام 2017 بوصفه السابق، نشر على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي مسرحية من تأليفه تحت اسم «ألم المعلم يعلم» تضمنت ألفاظًا وعبارات تنطوي على ازدراء الإسلام والحث على الفتنة الطائفية والإساءة لزوجات النبي عليه الصلاة والسلام فهي ثابتة في حقه ثبوتًا يقينيًّا من اعترافه في التحقيقات، وبالاطلاع على نصوص تلك المسرحية فإن الطاعن سلك مسلكًا خطرًا تمثل في أنه أجرى مقابلة ومواجهة بين الديانة الإسلامية والديانة المسيحية وصولًا منه أيهما الأصح في الجدال النفسي من خلال بطل المسرحية على نحو ما ورد بها من ألفاظ تعف المحكمة عن تكرارها ويكون ما ارتكبه الطاعن يمثل ازدراء للدين الإسلامي والمسيحي على السواء بأفكار متطرفة بقصد إثارة الفتنة والتحقير والإساءة لسيدنا عيسى عليه السلام والسيدة مريم البتول، ثم بلغ به الشطط والانحراف بالتجؤ والإساءة إلى رسول الإنسانية وخاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم من خلال التهكم والإساءة إلى أم المؤمنين زينب بنت جحش إحدى زوجات النبي محمد صلى الله عليه وسلم وابنة عمته أميمه، ثم تناول بالازدراء والإساءة والتجريح أمّ المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصّدِّيق رضي الله عنهما وهو ما يضر بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي .

واستطردت المحكمة أن تقرير الفحص العلمي المعد من مجمع البحوث الإسلامية، الإدارة العامة للبحوث والتأليف والترجمة التابعة للأزهر الشريف، أكد أن المسرحية تشتمل على مخالفات شرعية وتحث على الفتنة الطائفية وتتضمن ازدراء للإسلام مما يتعين بتره من وظيفته بالفصل من الخدمة، خاصة وأن الطاعن سبق أن جوزي بالقرار رقم 252 لسنة 2017 بخصم خمسة عشر يوما من راتبه لخروجه عن النص والتلفظ بألفاظ خادشة للحياء، وبهذه المثابة فإن ما اقترفه الطاعن من إثم وثبت في حقه من جرم وهو يتبوأ مركزًا فنيًّا يحمل فيه رسالة الفن وتقديم الصورة الصالحة للتقدم بهذا المُجتمع يُعد جريمة أخلاقية بالغة الخطورة وعظيمة الأثر، وتُمثل انحرفًا أخلاقيًّا يمس السلوك القويم وحُسن السُّمعة مما يفقده ليس فقط الاحترام الواجب بين زملائه الفنانين وجمهوره ولكن يفقده أيضًا الصلاحية لأداء واجبات وظيفته فنيًّا وأخلاقيًّا، وهذا الفعل ليس له جزاء إلا الفصل من الخدمة، فكان جزاء الفصل جزاءً وفاقًا  وعدلًا وقسطاسًا ليذوق وبال أمره، وليكون عبرة لمن تسول له نفسُه ارتكاب ما نُسب إليه من مُخالفات.


[1]إفادة من الفنان شادي مكرم، ولقراءة مسرحية” ألم المعلم يعلم”

ttps://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=119122469989564&id=100056754330303

[2] لدى المبادرة المصرية للحقوق الشخصية نسخة من حكم المحكمة الإدارية العليا والمحكمة التأديبية بفصل الفنان شادي مكرم من عمله.