تغريم الداعية الإسلامي مبروك عطية ألف جنيه بعد اتهامه بـ”ازدراء الأديان”

2023-06-25 . تحقيقات النيابة والمحاكمات . محاكمات

25 يونيو 2023

قضت محكمة جنح مستأنف السلام بالتجمع الخامس، بتأييد حكم أول درجة الصادر عن محكمة جنح السلام في 15 فبراير 2023 بتغريم الداعية الإسلامي مبروك عطية العميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر، مبلغًا ماليًّا قدره ألف جنيه مع إحالة الدعوى المدنية إلى المحكمة المختصة في اتهامه بـ”ازدراء الأديان”، على خلفية ظهور مقطع فيديو  يتحدث فيه عطية عن لقب السيد المسيح.

 أقام المحامي نجيب جبرائيل دعوى ضد عطية، يتهمه بازدراء الدين المسيحي، وجاء في نص الدعوى: ظهر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الداعية مبروك عطية يسخر فيه من السيد المسيح عليه السلام، وأنكر اسم المسيح ولقبه، وتداول هذا الفيديو بالصوت والصورة، وهذه التصريحات تشكل جريمة ازدراء الأديان وتهديدًا للوحدة الوطنية، وتقويض السلام الاجتماعي المنصوص عليه في المادة 98 (و) من قانون العقوبات.

وكان الداعية مبروك عطية تناول سيدنا عيسى في فيديو له قائلًا: “كل كلمة قالها سيدنا عيسى في موعظة الجبل.. بلا السيد المسيح بلا السيد المريخ.. كلهم أسيادنا”.

واعتذر “عطية” لاحقًا بأنه لا يستطيع أن يسخر من نبي ذكر في القرآن الكريم، منوهًا بأنه لا يذكر أنه قال هذا الكلام، وإن حدث، فإنه يجب ألا يُحمل على السخرية من السيد المسيح.

وجاء في حيثيات الحكم أن المحكمة اطمأنت وكونت عقيدتها بأن المتهم ازدرى الديانة المسيحية، واستخدم ألفاظًا ما كان له أن يستخدمها ولا توجد في الديانة المسيحية أو الإسلامية. وقالت إن مبروك عطية أدين بقوله: “بلا السيد المسيح أو السيد المريخ”، وإن المحكمة استخدمت العقوبة المخففة نظرًا لكبر سنه، وأنه يعول أسرة وأولادًا، ولمكانته العلمية كعميد للدراسات الإسلامية.

وأضافت الحيثيات أن مبروك عطية سبب ضرًرا نفسيًّا وماديًّا لرافع الدعوى، وكل من سبب ضررًا للغير عليه أن يعوضه عن ذلك.  وأوضحت أنه بعد الاطلاع على الأوراق، تبين وجود مقطع فيديو كامل للمعلن إليه صدر منه بوضوح التلفظ المشار إليه في سياق الجملة الموضحة دون أن يكون لذلك اللفظ مقتضى من سباق الحوار أو هدف من قوله يخدم ذات السياق أو غرض من توجيهه إلى المستمعين والمنصتين وفقًا لذلك السياق، فضلًا عن قوله: “بلا السيد المسيح بلا السيد المريخ”.

وتابعت: “قائل تلك العبارة يتمتع بثقة المستمعين والمنصتين إليه، وقد استهان بسياق الخطاب الديني في العموم والترويج لأفكار متطرفة بعيدة عن الدين تثير الفتنة، ما يترتب عليه بالغ الأضرار على المستمعين، ولا يقال من سلامة ذلك ما قرره وكيل المعلن إليه بدفاعه بالاتباع في اللغة العربية مستشهدًا بقول الله تعالى: “فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون”، فذلك قياس في غير محله، حيث إنه يوجد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي نزلت بلغة جميلة ووجيزة قادرة على التعبير الجمالي والتصوير، والمفردات كثيرة زينها الحسن والإبداع والإتقان، ومنها تلك الآية المستشهد بها دفاعًا عن المتهم، ومن ثم فله من المتعين الإشارة إلى أن مناط التهمة الموجهة للمعلن إليه ثبت من خلال صحيح إطلاقه بوضوح الكلام المشار إليه في سياق الجد، فضلًا عن طريقة لقاء تلك الجملة تجاه المستمعين”.