7 مارس 2021
قضت محكمة طنطا الاقتصادية، الدائرة الاستئنافية الرابعة برئاسة المستشار شريف جلال الجنزوري حضوريًا بقبول الاستئناف المقدم من عبد الرحمن جمال السيد الجدي على حكم أول درجة بحبسه خمس سنوات بتهمة ازدراء الأديان شكلًا ورفضه في الموضوع وتأييد الحكم المستأنف ضده، ذلك في الدعوى رقم 152 لسنة 2020 جنح مستأنف طنطا الاقتصادية والمقيدة برقم 1086 لسنة 2020 جنح طنطا الاقتصادية.[1]
كانت محكمة طنطا الاقتصادية، الدائرة الثالثة الابتدائية، قد أصدرت حكمًا في 31 ديسمبر 2020، بحبس عبد الرحمن جمال السيد الجدي، خمس سنوات مع الشغل والنفاذ، وتغريمه مبلغ ألف جنيه، بتهمة ازدراء الأديان السماوية والإساءة إلى الذات الإلهية. وكانت قوات الأمن قد ألقت القبض على المتهم في 20 نوفمبر2020، وباشرت النيابة العامة تحقيقاتها، حيث أقر المتهم بارتكابه الواقعة، وأنه قام بتدوين ونشر العبارات المسيئة للرسول على صفحته الخاصة، استنادًا لقيام أحد الاشخاص المسيحيين من الإسماعيلية، بنشر تعليقًا تضمن سبًا للرسول. وعلى أثر ذلك، ظهرت دعوات تطالب بإعدام ذلك الشخص، فقام – المتهم- بتدوين ونشر التعليقات وقت غضبه على صفحته، وللأصدقاء فقط، ولم تنشر أي تعليقات بشكل عام.
وقامت االنيابة العامة بإحالة المتهم للمحاكمة، حيث نص قرار الإحالة بأنه في غضون 12 نوفمبر 2020 بمركز طنطا محافظة الغربية قام عبد الرحمن جمال السيد الجدي بالتالي:
1- ازدرى أديان سماوية ( الإسلام والمسيحية) لأنه روج بالكتابة عبر حسابه الخاص على مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك عبر شبكة الانترنت عبارات نالت من مقام النبوة الشريف، ومقام رسول الله ونبي الله عيسى، بما كان من شأنه إثارة الفتن، وازدراء تلك الأديان، والإضرار بالوحدة الوطنية.
2- تعدى على الدين الإسلامي، والتي تؤدي شعائره علنًا، وذلك بتدوين عبارات عبر حسابه الخاص على الفيس بوك نالت من مقام النبوة الشريف.
3- اعتدى على مباديء وقيم المجتمع المصري، بأن نشر عن طريق شبكة المعلومات الدولية محتوى مسيء محل الاتهام الأول.
4- استخدم حسابًا خاصًا على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، بهدف ارتكابه للجرائم المشار إليها.
وطلبت النيابة العامة بمعاقبة المتهم جنحة اقتصادية بالمواد 198/و، 161/أ، 162/أ، 171/ه من قانون العقوبات، وبالمواد 25، 27، 38 من القانون رقم 175 لسنة 2018 بشأن مكافحة جرائم تقنية المعلومات.
ووفقا لحيثيات حكم اول
درجة فان محضر التحريات التي أجرها ضابط بجهاز الأمن الوطني بتاريخ 19 نوفمبر 2020، جاء فيه أنه توفرت
معلومات من خلال مصادر سرية وأكدتها تحريات الضابط باستياء بعض أهالي قرية أخناوى
بمركز طنطا محافظة الغربية، من قيام شخص يستخدم صفحته الخاصة على موقع التواصل
الاجتماعي الفيس بوك ببث تعليقات تتضمن ازدرائه للدين الإسلامي، والإسقاط على شخص
الرسول الكريم. وأكدت التحريات أن
القائم على انشاء الصفحة يدعى عبد الرحمن جمال السيد الجدي، مواليد 23 نوفمبر 1999، طالب بالمعهد الفني
الصناعي، وأنه قام باستغلالها في الترويج لأفكار ومفاهيم إلحادية، تزدري الأديان
السماوية والذات الإلهية.
وقالت المحكمة الاقتصادية الدرجة الاستئنافية في حيثيات
الحكم إن محامي المتهم طلب البراءة على أساس أن انتفاء القصد الجنائي لدى المتهم،
وبطلان القبض والتفتيش، وأن التحريات مكتبية، وأنه لا يمكن التعويل عليها، وبطلان
التقرير الصادر من المتهم بالتحقيقات. وأضافت
الحيثيات أن جدية التحريات من المسائل الموضوعية التي يوكل الأمر فيها إلى
المحكمة، التي اقتنعت بسلامة التحريات وصحتها، ولها أن تعول عليها في تكوين
عقيدتها، ولمحكمة الموضوع أن تستخلص من أقوال الشهود وسائر العناصر المطروحة
الصورة الصحيحة لوافعة الدعوى. وقد اطمائنت المحكمة إلى
جدية التحريات والتي أكدت قيام المتهم بالترويج لأفكار إلحادية تزدري الأديان
السماوية والذات الإلهية كما نشر بعض التدوينات الإسقاطية على الديانات السماوية
والقرأن الكريم وشخص الرسول بصفحته الخاص عن عمد
[1]لدي المبادرة المصرية للحقوق الشخصية نسخة من ملف القضية وحيثيات الحكم.