8 نوفمبر 2021
نظم الأزهر الشريف والكنيسة القبطية الأرثوذكسية احتفالية كبرى، بقاعة مؤتمرات الأزهر بمناسبة مرور 10 سنوات على إنشاء بيت العائلة المصري، بحضور الإمام أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية
انتقد شيخ الأزهر خلال الاحتفالية التوجهات التي دعت لوجود دين واحد يسمى الدين الإبراهيمي، موضحًا أن هذه الدعوات تطمح لمزج اليهودية والمسيحية والإسلام في رسالةٍ واحدة أو دِين واحد يجتمعُ عليه الناس، مثله مثل العولمة.[1]
وأضاف شيخ الأزهر في كلمته، إن كانت تلك الدعوات تبدو في ظاهر أمرها كأنها دعوى إلى الاجتماع الإنساني وتوحيده والقضاء على أسباب نزاعاته وصراعاته، إلَّا أنها هي نفسها، دعوة إلى مُصادرة أغلى ما يمتلكُه الإنسانِ والذي يتمثل في حرية الاعتقاد، وحرية الإيمان، وحرية الاختيار، وكلُّ ذلك مِمَّا ضمنته الأديان، وأكَّدت عليه في نصوص صريحة واضحة، ثم هي دعوةٌ فيها من أضغاث الأحلام أضعاف أضعافِ ما فيها من الإدراك الصحيح لحقائق الأمور وطبائعها.
وأشار شيخ الأزهر إلى أن انفتاح الأزهر على المؤسسات الدِّينيةِ داخل مصر، وخارجها، هو انفتاح من أجل البحث عن المشتركات الإنسانية بين الأديان السماوية، والتعلُّق بها لانتشال الإنسانية من أزمتها المعاصرة، وتحريرها مِمَّا حاق بها من ظلم القادرين، وبغي الأقوياء وغطرسة المتسلِّطين على المستضعفين.
المستشار عمرو مروان، وزير العدل، قال كلمته التي ألقاها نيابة عن الدكتور مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، إن مصر وطن يتسع للجميع ويقبل التعددية، وثمن قرار رئيس الجمهورية بإلغاء حالة الطوارئ، ليدل الأمر على استمرار الأمن والأمان، مضيفًا أن بيت العائلة واحد من محاور مكافحة الإرهاب.
القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية في مصر، تحدث خلال الاحتفالية عن التحديات التي واجهتها مصر خلال 10 سنوات، حتى خرجت منتصرة بفضل قيادة سياسية واعية تمتلك الإرادة للتغيير، وقيادات دينية حكيمة، وشعب لديه مخزون حضاري عريق، أدرك قيمة الوطن واستقراره وسيادة روح التسامح والمحبة والعمل معًا من أجل رفعة الوطن.[2]
أنشئ بيت العائلة المصرية في 13 أكتوبر 2013 بقرار من الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء حينها، برئاسة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، للحفاظ على النسيج الاجتماعي لأبناء مصر بالتنسيق مع جميع الهيئات والوزارات المعنية في الدولة.
يتكون بيت العائلة المصرية، من عدد من
العلماء المسلمين ورجال الكنيسة القبطية وممثلين عن مختلف الطوائف المسيحية بمصر
وعدد من المفكرين والخبراء، ويترأس الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، مجلس أمناء بيت
العائلة، بالتناوب مع قداسة البابا تواضروس الثاني بالتناوب، ويختص برسم السياسات
العامة ومتابعة الأنشطة بينما ينشأ مجلس تنفيذي يختص بتنفيذ السياسة العامة لبيت
العائلة.
[1] الدعوة إلى ما يسمى «الدين الإبراهيمي» مُصادرة لحرية الاعتقاد.. «الإبراهيمية» مثل «العولمة» ظاهرها الاجتماع الإنساني وباطنها مصادرة حرية الاعتقاد، صفحة بوابة الأزهر، 8 نوفمبر 2021.
[2] رئيس الإنجيلية في احتفالية بيت العائلة: نموذج التعايش في مصر فريد من نوعه نشكر الله عليه ونحرص على تدعيمه