2 نوفمبر 2018
قُتل 7 مواطنين أقباط وأصيب ما يقرب من 21 آخرين كانوا في طريق عودتهم من رحلة إلى دير الأنبا صموئيل المعترف شمال محافظة المنيا، يوم الجمعة 2 نوفمبر2018، وأعلن تنظيم داعش مسئوليته عن الحادث في بيان رسمي نشرته وكالة أعماق التابعة للتنظيم.
الهجوم الإرهابي طال ثلاث سيارات نقل ركاب، هي ميكروباص من مدينة المنيا، قُتل٧ من ركابه، وأوتوبيس من مدينة المنيا وأصيب ١٣ من ركابه تلقوا العلاج بمستشفيات مغاغة والمنيا، وأتوبيس يقل ٢٨ راكبًا من عائلة واحدة من قرية الكوامل بحري، بمحافظة سوهاج، وأصيب ٦ من ركابه بإصابات مختلفة ونُقل حالتان منهم إلى مستشفى الشيخ زايد بمحافظة الجيزة.
ومن ضمن القتلى ستة أفراد من عائلة واحدة وهي عائلة يوسف شحاتة، والسابع هو سائق الميكروباص، وأسماؤهم كالتالي: كمال يوسف شحاتة، رضا يوسف شحاتة، نادي يوسف شحاتة، بيشوي رضا يوسف شحاتة، ماريا كمال يوسف شحاتة، بوسي ميلاد يوسف شحاتة، أسعد فاروق لبيب غالي.
وقال أحد الناجين في شهادته للمبادرة المصرية:
“حضرنا إلى الدير في الصباح الباكر، ذهبنا من خلال المدق الرئيسي للوصول إلى الدير، وفي الساعة الثانية ظهرًا تحركنا من الدير، كنا 3 سيارات في طريقنا للخروج والوصول إلى طريق الصعيد الصحراوي الغربي، وفوجئت السيارة الأولى بأشخاص ملثمين يقطعون الطريق أمامها، استطاع أوتوبيسين الفرار، وأصيب ركابهم، إلا أن الميكروباص الذي يقل أسرة يوسف شحاتة عجز عن الفرار وحاصره الإرهابيون وأطلقوا النيران بشكل عشوائي، مما أدى إلى مقتل 6 من أفراد الأسرة والسائق”.
وقالت إحدى السيدات اللاتي كُن في الرحلة للمبادرة المصرية:
” الإرهابيين طلبوا من النساء تسليم الموبايلات، وقلت للإرهابي اقتلني كما قتل زوجي وابني لكن الإرهابي قال لي أنا هقتل الرجالة والعيال وأسيبكم تعيشوا كده”.
وخلال شهادات متنوعة أكد عدد من الناجين أنهم توجهوا إلى الدير من خلال المدخل الرئيسي على الطريق الصحراوي، وهو ما يتعارض مع تصريحات صحفية لمصادر أمنية أن “الطريق الرئيسي للدير كان مغلقًا طبقًا للتعليمات الأمنية، نظرًا لخطورة موقعه في الظهير الصحراوي وانقطاع شبكة الاتصالات في محيطه، حيث استخدم الضحايا دروب فرعية للوصول إلى الدير وأنه يتم ملاحقة منفذي الهجوم”.
وطالب الرئيس عبد الفتاح السيسي، من المشاركين في منتدى شباب العالم خلال افتتاح المنتدى يوم الجمعة 2 نوفمبر الوقوف دقيقة حداد على أرواح ضحايا الحادث، وقال “مصر سوف تقف قوية دائمًا أمام التطرّف والإرهاب، وستواصل مسيرة البناء والتنمية والسعي بقوة نحو اقتلاع الإرهاب من جذوره”.
وفي يوم السبت 3 نوفمبر 2018، أقيمت صلاة الجنازة على جثامين ست من الضحايا في كنيسة الأمير تادرس الشطبي للأقباط الأرثوذكس بمدينة المنيا بحضور وفد من الأساقفة ضم الأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا وأبو قرقاص والأنبا أغاثون أسقف مغاغة والعدوة والأنبا إرميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي والأنبا بطرس الأسقف العام، والأنبا باسيليوس رئيس دير الأنبا صموئيل المعترف والقمص سرجيوس، وكيل عام بطريركية الأقباط الأرثوذكس بالقاهرة وعدد كبير من الكهنة.
وأقيمت الصلاة على جثمان أسعد فاروق لبيب سائق الميكروباص في الكنيسة الإنجيلية في قرية عزبة رويدا بمحافظة المنيا.
وشهدت صلاة الجنازة على جثامين الضحايا في كنيسة الأمير تادرس حالة غضب من أهالي الضحايا والمشاركين في الصلاة عندما توجه الأنبا مكاريوس بالشكر للمسئولين الأمنيين، ورددوا “لا.. لا” لحين انتهاء قائمة المسئولين التي أكملها الأنبا مكاريوس رغم الهتافات. 1
وفي يوم السبت 3 نوفمبر بثت الصفحة الرسمية للمتحدث باسم الكنيسة الأرثوذوكسية تسجيلًا لللبابا تواضروس الثاني قال فيه: “تألمنا في هذا اليوم لهذا الحادث.. الذي راح ضحيته عدد من أبنائنا شهدائنا ومصابين وهم في طريقهم لدير القديس العظيم الأنبا صموئيل المعترف بصحراء القلمون.. تألمنا كثيرًا لمثل هذه الحوادث، ولكننا على رجاء القيامة نودعهم ونعلم أن الله ضابط الكل، يرى كل الأمور ويضبط كل حياتنا”.2
وتابع “أرسل كل تعزياتي لأسر الضحايا وأسر المصابين، وباسم الكنيسة نعزيهم ونتعزى معهم ونصلي أن يملأ الله قلوبنا بتعزياته السمائية.. ونشكر أيضًا السيد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي لاتصاله هاتفيًّا وطلب مننا أن ننقل تعزياته لأسر كل الشهداء والمصابين وتحدثه عن كيف أن مصر بتماسكها وقوتها سوف تهزم الإرهاب.. كوننا أهل خير نسعى للخير ولا نريد الشر لأحد”.
وأضاف: “أيضًا نشكر السادة الوزراء الذين اهتموا بهذا الأمر السيدة الدكتورة وزيرة الصحة والسيدة الدكتورة وزيرة التضامن الاجتماعي لتقديم الرعاية الصحية والاجتماعية.. ونشكر السادة الأطباء الذين قاموا بدورهم.. ونحن على تواصل مستمر مع الآباء الأساقفة الأحباء في المنطقة في المنيا ودير الأنبا صموئيل وسوهاج ونتواصل معهم ومع الخدام لتقديم كل ما يحتاجه هؤلاء”.
وقال: “نحن نعلم أن الأحداث التي تصيبنا لا تصيبنا كمسيحيين فقط ولكنها تصيب المجتمع المصري كله ونعلم أثمن ما نملكه وحدتنا وتماسكنا ونعلم أن مثل هذه الأحداث كما كان في الماضي كما تزيد حياتنا صلابة وهذا الحادث يزيدنا صلابة.. ونحن نرفع قلوبنا بالصلاة من أجل الشهداء وشفاء المصابين.. ونصلي ﻷجل بلادنا وحفظ السلام بها.. ونصلي من أجل المعتدين لأنهم في غيبوبة لما يتسببوا من كآبة وحزن ونكد لمجتمعنا لن يصل لشيء …نحن نثق في الله.. الذي يرعانا ويرعى بلادنا”.
وفي يوم الأحد 4 نوفمبر، أصدرت مطرانية مغاغة والعدوة بيانًا توضح فيه تفاصيل الحادث، وأوضحت أن الناجين قالوا في شهادتهم إن ثلاث سيارات كانت في طريق خروجها من الدير عندما داهمهم الإرهابيون، إلا أن سيارتين استطاعا الفرار، وحاصر الإرهابيون الميكروباص وأطلقوا النار عليه.3
وطالب الأنبا أغاثون أسقف مغاغة والعدوة في البيان من المسئولين عدة مطالب وهي:
1- إنارة طريق الدير.
2- تقوية شبكات المحمول، وتركيب كاميرات مراقبة حديثة.
3- تمهيد المدق بالأسفلت.
4- تواجد قوة أمنية ثابتة على مدخل طريق الدير وقوة متحركة ترافق الرحلات.
وختم البيان بمطالبة المسئولين بتأمين كافة الأديرة وتحويل المسئولين عن الحادث للمحاكمة العاجلة كحل رادع للإرهاب.
كما خرج عدد من الشباب القبطي في مدينة المنيا يوم الأحد 4 نوفمبر بمسيرة من أمام ديوان عام المحافظة يرفعون صلبانًا خشبية كبيرة ويرددون “بالروح بالدم نفديك يا صليب” تعبيرًا عن غضبهم من الحادث، وقامت قوات أمن المنيا بتفريق المسيرة، قبل الوصول إلي مديرية الأمن.4
وأعلنت وزارة الداخلية يوم الأحد 4 نوفمبر قتل 19 من العناصر الإرهابية المسئولة عن حادث دير الأنبا صموئيل، وذلك “بعد ورود معلومات لقطاع الأمن الوطني عن تمركز مجموعة من العناصر الإرهابية الهاربة من الملاحقات الأمنية، وهم من عناصر الخلية المنفذة للحادث، بإحدى المناطق الجبلية بالظهير الصحرواي الغربي لمحافظة المنيا، واتخاذها مأوى لهم بعيدًا عن الرصد الأمني، وأوضح بيان الداخلية العثور بحوزتهم على 4 بنادق آلية، 2 بندقية آلي، و3 بندقية خرطوش، 4 طبنجات، وكمية من الطلقات مختلفة الأعيرة، ووسائل إعاشة، بعض الأوراق التنظيمية، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية، وتتولى نيابة أمن الدولة العليا التحقيق”.
ومن جانبه تحدث الأنبا مكاريوس يوم الأحد 4 نوفمبر في اجتماعه الأسبوعي عن احتجاجات المصلين، وقال: “إمبارح لما شكرنا بعض المسئولين الناس احتجوا وكانت فرصة أن الناس يحتجوا لما ييسمعوا أسماء المسئولين.. لكن أنا بتكلم عن مسئولين سهروا معانا طول الليل لحين إعداد الجثامين وإنهاء الأوراق وإحنا أتعودنا عدم إنكار الجميل.. ولكن فيما يخص الحادث فهم يتحملون المسئولية كاملة عما حدث خصوصا أن بيتكرر في نفس المكان وبنفس السيناريو”.
وقال البابا في اجتماع الأربعاء 7 نوفمبر: “الأصوات اللي بتتكلم كتير وهي مش فاهمه حاجة.. لازم يعرفوا أن وحدتنا الوطنية مسلمين ومسيحيين هي أثمن ما نملكه.. إحنا بنصلي من أجل المصابين وأن ربنا يجنب بلادنا من كل هذه الشهور ويحفظ البلاد وأهلها.. وبنصلي من أجل كل مسئول في كل مكان بحسب مسئوليته وبنتطلع لمجتمعنا يملؤه السلام والحب”.
وتابع “حادث طريق دير الأنبا صموئيل خسيس وليس فيه أي نوع من الإنسانية ولا يحقق أي هدف.. ويعز علينا انتقال أحبائنا شهداء حادث دير الأنبا صموئيل.. وألم فراق الشهداء شديد ومرير ويعتصرنا لكننا نجد التعزية السماوية.. ونؤمن أن كنيستنا كنيسة شهداء وهذا معروف في كل العالم”.
وأوضحت وزارة الصحة في بيان يوم 7 نوفمبر خروج حالتين من مستشفى الشيخ زايد يوم الخميس 8 نوفمبر بعد تحسن حالتهما، و4 مصابين آخرين من المنتظر خروجهم أيضا. وأضاف البيان أنه “سيتم الإبقاء عليهم نظرا لوجود ذويهم بالمستشفى وذلك مراعاة للجانب الاجتماعي لهم، ليبقى إجمالي 8 مصابين في المستشفى تحت العلاج وحالتهم مستقرة، إضافة إلى 3 آخرين بالرعاية المركزة حالتهم مستقرة تماما، وأحدهم سينقل من الرعاية الخميس إلى غرفة بالقسم الداخلي”.
وفي يوم الخميس 8 نوفمبر أصدرت مطرانية مغاغة والعدوة بيانا تقول فيه “نما إلى علم المطرانية بأن هناك تحرك من أمام المطرانية يوم الجمعة الموافق 9 نوفمبر في الساعة العاشرة صباحا تجاه مدق دير الأنبا صموئيل لعمل وقفة هناك، وللتوضيح ليس للمطرانية علم أو علاقة بهذا التحرك أو هذه الوقفة، كما تحذر المطرانية من التوجه لمكان الحادث لحين استقرار الأوضاع الأمنية هناك ولحين الانتهاء من رصف وإنارة الطريق وتقوية شبكات المحمول وتركيب الكاميرات وذلك حرصًا على سلامة الجميع”.
وفي يوم الجمعة 9 نوفمبر نظم عدد من رهبان دير الأنبا صموئيل برفقة أقباط من إيبارشيات مغاغة والمنيا أمام باب الدير وحملوا صور ضحايا الحادث الأخير، وذلك لمطالبة المسئولين الإسراع في رصف المدق المؤدي للدير وتزويده بأعمدة إنارة وشبكات محمول لتفادي تكرار وقوع هذه الحوادث الإرهابية.