8 يناير 2023
انتهت اعتداءات طائفية اندلعت بقرية أشروبة التابعة لمركز بني مزار شمال محافظة المنيا، بجلسة صلح عرفية بين الطرفين. تعود الأحداث إلى مساء 8 يناير 2023، حين تحولت مشاجرة بين سائق توك توك مسلم، وسائق سيارة ملاكي مسيحي على خلفية اصطدام التوك توك بالسيارة إلى توترات واعتداءات طائفية، قام خلالها عشرات من المسلمين بالقرية، بالاعتداء على منازل ومحلات الأقباط، ورشق كنيسة الآباء الرسل بالطوب والحجارة، ما تسبب في وقوع عدد من المصابين جراء الاشتباكات.
وفقًا لـثلاثة مصادر من شهود العيان مسلمين ومسيحيين، تحدث معهم باحثو المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، أنه بعد واقعة الاصطدام، تعدى الشخص المسلم على المسيحي بالضرب في منطقة يتواجد بها عدد من منازل المسيحيين، وحينها حاول أحد أهالي القرية التدخل لإنهاء الشجار بين الطرفين، وأخذ التوك توك بعيدًا عن المنطقة، إلا أن شائعات بدأت في التردد بالقرية، بأن الأقباط اعتدوا على عدد من المسلمين .
وأوضح شهود العيان، أن المشاجرة كانت في طريقها للانتهاء لولا تلك الشائعة، وحولت الشجار لخلاف طائفي، بين مسلمين ومسيحيين. ثم بدأ الهجوم من المئات على منازل الأقباط، وبدءوا برشقها بالطوب والحجارة، وتم نهب محتويات عدد من المنازل ومحلين تجاريين أحدهما للملابس والثاني ألوميتال، ووصل عدد المصابين لنحو 40 مصابًا من الأقباط والمسلمين، تم نقلهم إلى المستشفى لتلقى العلاج، وخرجوا جميعًا.
هذا، وجاءت قوات الأمن إلى القرية بعد ما يقرب من 3 ساعات من بدء الأحداث، ووقفت سيارة الشرطة لتشكل حاجزًا بين الطرفين لوقف الاشتباكات، وألقت القبض على 4 أشخاص، اثنان من كل جانب (كيرلس، يوسف، أيمن، رضا)، بينهما سائقا التوك توك والسيارة الملاكي، وتم احتجازهم بقسم الشرطة، دون تحرير محضر بالواقعة، بعد الاتفاق على عقد جلسة صلح عرفية بين الطرفين، حيث أخلي سبيلهم فيما بعد.
في 15 يناير 2023، عقدت جلسة صلح عرفي بمنزل مصطفي خالد فتح الباب بقرية الناصرية، وسط حضور كبير من أبناء القريتين، وأعضاء مجلسى النواب والشيوخ ورجال الدين وعمد ومشايخ القرى. ووقع الجانبان على محضر صلح، يتضمن شرطًا جزائيًّا بقيمة مليون جنيه يفرض على من لن يتنازل عن المحاضر الرسمية إن وجدت، أو لمن يعترض على حكم الجلسة العرفية، وضد كل من يبدأ الاعتداءات مجددًا، ومن يكتب منشورات طائفية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
خلال الجلسة، تم الحكم بمبلغ خمس مئة ألف جنيه للمسيحيين، كتعويض لما لحق بهم من خسائر جراء الاعتداءات، وأعلن القس ديمتري كاهن كنيسة أشروبة خلال الجلسة تنازل المسيحيين عن المبلغ.