اعتداءات على أقباط بعزبة علي باشا بعد تنظيم زفة لمسيحية أشهرت إسلامها

2019-06-06 . تمييز وعنف طائفي . رأي وتعبير

6 يونيو 2019

سادت حالة من التوتر عزبة علي باشا التابعة لمجلس قروي شوشة بمركز سمالوط شمال محافظة المنيا، بعد احتفال أهالي مسلمين بالقرية بدخول السيدة فرنسا عبد السيد التي أشهرت إسلامها  القرية، لتسكن بمنزل زوجها المسلم شعبان إبراهيم، والمجاور لمنازل المسيحيين. وقام بعض أهالي القرية برشق  منزل عم الفتاة عبد الله ناشد عبد السيد بالحجارة، وإتلاف سيارته، كما قام أمين شرطة بإطلاق عدة أعيرة نارية أمام منازل المسيحيين احتفالًا بالسيدة.

كانت فرنسا يوسف عبد السيد قد اختفت يوم 20 إبريل 2018، وتبلغ من العمر 28عامًا، وحالتها الاجتماعية وقتها كانت متزوجة من أحد مسيحيي العزبة التي تقطنها، ونظمت أسرتها عدة وقفات احتجاجية لرؤيتها؛ لكنها لم تتمكن من ذلك. وفي فبراير 2019، أعلن داخل القرية أن السيدة فرنسا قامت بتغيير ديانتها، وأشهرت إسلامها، وتزوجت بأحد مسلمي العزبة التي كانت تعيش بها. ووفقًا لشهادة اعتناق الدين الإسلامي – لدى المبادرة المصرية نسخة منها – فإنه بتاريخ 30 مايو 2018، قامت فرنسا يوسف عبد السيد بتغيير ديانتها إلى الإسلام  بلجنة الفتوى بالأزهر الشريف.[1]

في 28 فبراير 2019، انتشرت داخل العزبة أخبار عن عودة السيدة فرنسا للإقامة مع زوجها الجديد بمنزل مجاور لمنازل عائلتها المسيحية، مع التجهيز لاحتفالات بقدومها، وتحولها إلى الإسلام. وقتها، غادرت عائلة الفتاة العزبة التي تسكنها تقريبًا عشر أسر مسيحية فقط، مع تصاعد موجة التحرش اللفظي بها، ومعايرتها، ودعوتها لسلوك نفس مسلك السيدة “فرنسا”. ثم جاءت قوات الأمن، وتفاوضت مع الطرفين تمهيدًا لعودة السيدة، وتنظيم موكب الاحتفالات مع أخذ تعهدات على أسرتها بعدم التعرض للسيدة التي أشهرت إسلامها.

ومع موجة الانتقادات، تم تأجيل عودة السيدة التي تحولت للإسلام، بينما عادت الأسر المسيحية التي تركت العزبة، وتم  تخفيض حجم القوة الأمنية المتواجدة بالعزبة في ظل الهدوء بعد تأجيل عودة السيدة فرنسا.

الأربعاء 5 يونيو 2019، عادت السيدة فرنسا إلى منزل عائلة زوجها المسلم، ومع توافد أعداد من المهنئين نظمت مسيرة احتفالية في شوارع العزبة. وخلال الزفة وقعت اعتداءات بسيطة على عدد من المنازل وممتلكات المسيحيين الذين بقوا في منازلهم.

ووفقًا لرواية عدد من الشهود، فإن السيدة عادت في منتصف اليوم، وعززت قوات الأمن من تواجدها بالقرية، ووضعت قوة أمنية أمام منازل أسرتها المسيحية، وفي العاشرة مساءً  نظمت الزفة في وجودها هذه القوات الأمنية، وقد نشر عدد من أهالي القرية مقاطع فيديو وصورًا  لعشرات من مسلمي القرية، وهم يرددون هتافات عدائية تجاه الأقباط وأخرى دينية. وبحسب شهود عيان للمبادرة المصرية؛ قام أمين شرطة بإطلاق عدة أعيرة نارية ابتهاجًا أثناء سير الموكب الاحتفالي بجوار منازل المسيحيين.

ثم  قامت قوات الأمن بالقبض على السيدة فرنسا وزوجها المسلم وعدد من أفراد عائلته، وكذلك ألقت القبض على عدد من أفراد عائلتها.

وبحسب إفادة  شقيق الفتاة إليشع يوسف قال: “نعيش في  حالة رعب  والقرية تحولت لفوضى نتيجة الاحتفال بالفتاة، ولم يتمكن مسيحيو القرية  من الخروج من منازلهم، رغم التواجد الأمني بالقرية.

سبق وحذرنا من عودة الفتاة للقرية، بسبب استفزاز المتشددين للمسيحيين، وتم وضع قوة أمنية على منزلنا، ولم يتمكن والدي من الخروج.”

وأضاف: فوجئت بتواجد قوة أمنية – مدرعة شرطة – أمام منزل “فرنسا” الجديد في أول القرية، ورفض الأمن خروجنا من المنزل.. الأمن يريد منعنا من الخروج، والفتاة عادت للقرية للعيش أمام منازلنا وكأنهم عايزين خراب. رغم أن الأمن تعهد أكثر من مرة بعدم دخولها للقرية”.

وفي فجر الجمعة 7 يونيو، نظمت جلسة صلح عرفية عقدت بمديرية أمن المنيا، وتم الاتفاق خلالها على إبعاد السيدة عن القرية، وتوفير مسكن لها ولزوجها بقرية أخرى بالمنيا، مع حق السيدة في زيارة عائلة زوجها المسلم مع عدم المبيت داخل العزبة. وتعهد الطرفان – الأقباط وأسرة الشاب المسلم – بعدم تعرض أي منهما للآخر، ووقع الطرفان على اتفاق مكتوب بذلك.

وشارك في الجلسة 17 شخصًا من الجانبين فضلًا عن الحاج عاصم عبد العزيز أحد كبار عائلات قرية أبو سيدهم بسمالوط والقمص إيليا شفيق كاهن كنيسة العذراء بقرية الطيبة وممثل عن مطرانية سمالوط وعطا يوسف المحامي، وبعض القيادات الأمنية.

وعقب الاتفاق، تم صرف جميع المحتجزين، كما غادرت الفتاة وزوجها مديرية الأمن إلى مكان بعيد عن القرية لحين توفير منزل لهم بقرية أخرى لم تحدد بعد.


[1]    حصلت المبادرة المصرية على عدة إفادات من أهالي القرية مسيحيين ومسلمين وبعض القيادات المحلية التي حضرت الجلسة العرفية  التي عقدت 7 يونيو 2019.