17 أغسطس 2019
قامت قوات الأمن المكلفة بحراسة دير الأنبا بيشوي بمركز وادي النطرون محافظة البحيرة بمنع وفد جمعية المحافظة على التراث القبطي من دخول منطقة الأديرة بسبب وجود مسلمي الديانة ضمن الوفد. وأصدرت جمعية المحافظة على التراث المصري بيانًا استنكرت فيه ما تعرض له أعضاء الجمعية، بعد منع الأمن لأعضاء الجمعية المسلمين من دخول أديرة وادي النطرون. وجاء في بيان الجمعية التالي[1]:
“تستنكر جمعية المحافظة على التراث المصري وبشدة ما حدث
يوم السبت 17 أغسطس 2019
مع أعضاء الجمعية أثناء زيارتهم لمنطقة وادي النطرون،
ومنعهم من دخول الأديرة الأثرية بالمنطقة، بحجة وجود أعضاء مسلمين بالرحلة، وهذا
يتنافى تمامًا مع كافة المواثيق المصرية والدولية، فإن التراث القبطي هو تراث لكل
المصريين، ولا يجوز منع أحد من زيارته والتعرف عليه، وقيل لنا في الكمين الأمني
قبل دير الأنبا بيشوي وديرالأنبا مقار أن هناك تعليمات أمنية بعدم دخول المسلمين،
كافة الأديرة والكنائس الأثرية بمصر، إلا بتصريح مسبق من الأمن.
وقيل أيضًا يمكن للمسيحيين الدخول مع احتجاز المسلمين
بالخارج وبالطبع تم رفض هذا الاقتراح وعاد الجميع إلى القاهرة.
وأضاف البيان:
الجمعية تتعجب كيف تدعو الدولة لتشجيع السياحة
الداخلية، وهذه المنطقة هي إحدى محطات مسار رحلة العائلة المقدسة، والتى ندعو
العالم كله لزيارتها وتمنع على أبناء الوطن بحجة أنهم مسلمون.
إن هذا السلوك يدعو إلى الفرقة، وتعميق فكرة رفض الآخر
لمعتقده الدينى، هذا الفكر الذي نعاني منه أشد المعاناة ونتج عنه كل مدارس الإرهاب.”
وفقًا لعدد من الإفادات حصلت عليها المبادرة المصرية للحقوق الشخصية فإن الوفد كان يضم 28 شخصًا منهم نحو 15 مسلم الديانة، وقد جمعت قوات الأمن بالكمين الأمني أمام مدخل دير الأنبا بيشوي بطاقات الهوية الشخصية، ثم قالت لهم إن المسيحيين مسموح لهم بالزيارة، ويمكن للمسلمين الانتظار خارج الدير، وهو ما تكرر أثناء زيارة دير الأنبا أبو مقار المجاور.
وقال ماجد الراهب رئيس جمعية المحافظة على التراث المصري؛ في شهادة للمبادرة المصرية إنه تم منع وفد من أعضاء الجمعية من زيارة أديرة منطقة وادي النطرون. وأضاف أن الجمعية من الجمعيات الرائدة في زيارة الأماكن الأثرية وخاصة الأديرة التي تمثل جزءًا هامًّا من التراث القبطي.
وتابع؛ لأول مرة تتعرض جمعية المحافظة على التراث
المصري لمثل هذا الموقف الغريب جدًّا، ومنع دخول المسلمين للدير، ولاحظنا تعنتًا
شديدًا من الأمن تجاه هذا الموضوع، بالرغم من أن أغلب أعضاء الجمعية من أساتذة
الجامعات ومنهم مسؤولون عن ملف رحلة العائلة المقدسة، وهذا موقف غريب جدًّا ففي
الوقت الذي تدعو فيه الدولة لزيارة أماكن ونقاط العائلة المقدسة على خريطة الأماكن
السياحية في مصر وتشجيع السياحة الداخلية والخارجية، نجد منع المسلمين من دخول
لهذه الأماكن الأثرية والسياحية.
[1] بيان جمعية الحفاظ على التراث المصري على الحساب الرسمي للجمعية على موقع فيس بوك