12 مايو 2017
قال الأنبا دانيال، النائب البابوي وأسقف عام المعادي، في حوار نُشر الجمعة 12 مايو 2017 بجريدة المصري اليوم “بخصوص تفجير كنيسة البطرسية، لا أستطيع أن أقول إن هناك تقصيرًا أمنيًّا، خاصة أن هناك استهدافًا للشرطة والجيش والدولة تعمل بأقصى طاقتها ولكن الإرهاب متغلغل في بعض المناطق وسنحتاج لمزيد من الوقت من أجل القضاء على الإرهاب والرئيس السيسي نفسه يبذل أقصى ما في وسعه من أجل القضاء على الإرهاب ورأينا ما فعله أثناء حادث البطرسية الإرهابي حيث أقام جنازة عسكرية للشهداء، وقال إنهم شهداء للوطن وليسوا شهداء للكنيسة”.
وتابع معلقًا على ربط البعض للحوادث الإرهابية بمناهج الأزهر قال: “فضيلة شيخ الأزهر شخص معتدل جدًّا، وتربطه علاقة صداقة ومودة بالبابا تواضروس، ونستطيع أن نقول إن شيخ الأزهر والبابا تواضروس هما صمام الأمان، ولكن هناك مشكلة تتعلق بمراجعة مناهج الأزهر ومدارس الأزهر متعددة ولو هناك بعض المناهج بها تطرف يجب تنقيحها، واقترح فصل دراسة الدين عن دراسة العلوم في الأزهر، ولو الأزهر فتح أبوابه لجميع المصريين سنقضي على التعصب”.
وقال “بأمانة، لم نجد طوال عمرنا محبة من رئيس الدولة للأقباط كما يحدث الآن في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورغم كل ما يحدث، علاقة الأقباط بالدولة متميزة، وذلك بفضل الرئيس عبد الفتاح السيسي وكل الناس تعترف بذلك، وعلاقة الرئيس بقداسة البابا تواضروس الثاني متميزة جدًّا، ويكفي أنه أول رئيس يزور الكاتدرائية في كل عيد، وكل الأقباط يحبون السيسي ويقفون معه ويساندونه من أجل مستقبل بلدنا”.
وعن زيارة بابا الفاتيكان وتوقيع وثيقة بين الكنيستين قال الأنبا دانيال: “أعتقد أن البابا فرنسيس إنسان متواضع وبسيط جدًّا وقوي وشجاع فبالرغم من الأحداث الإرهابية أعلن بعد ساعات على الحادث أن الزيارة قائمة وجاء بالفعل في زيارة كانت تاريخية لمصر وأكدت أن الأمن والأمان موجودان وأن تلك الأحداث استثناء”.
وعن البيان المشترك بين الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية حول السعي نحو الاعتراف بالمعمودية، قال “سبق البيان اجتماع بين البابا تواضروس الثاني ورؤساء اللجان من الأساقفة في المجمع المقدس ووافق 18 من الحضور ورفض واحد فقط، وأشار إلى أن الأساس في المعمودية واحد ولكن الطرق مختلفة، وأكد أن البابا تواضروس لم يهرب من المواجهة حول المعمودية، وإنما يقوم بجدول زيارات معد له منذ شهور”.
وأضاف: “المعمودية موجودة في كل الكنائس التقليدية الرسولية فهي موجودة في كل الكنائس الأرثوذكسية والكنائس الكاثوليكية كسر من الأسرار الأساسية واللازمة للانضمام للكنيسة، ويقوم بها الكاهن ليؤدي هذا الطقس، أما عن الأسلوب في الكنيسة الأرثوذكسية فنقوم بالتعميد عن طريق التغطيس، ولدينا أسانيد في الكتاب المقدس، والكنيسة الكاثوليكية لديها طريقتان: إما التعميد بالتغطيس أو بالرش، فالكنيسة الكاثوليكية القبطية في مصر تعمد عن طريق التغطيس، أما الكنائس اللاتينية فلها طريقة مختلفة ولهم حججهم وأسانيدهم، ولذلك قمنا بحوار بين الكنائس للاتفاق على طريقة المعمودية”.
وتابع “ولما جاء البابا فرنسيس خلال زيارته التاريخية لمصر اقترح مجاملة منه إصدار بيان آخر عام 2017 بين الكنيستين، وقال من أجل التقارب بين الكنيستين، وكانت هناك مناقشات وحوارات حتى اتفقوا على الصيغة الأخيرة وهى نسعى بضمير صالح نحو الاعتراف بالمعمودية في كنيستينا، بمعنى الاستمرار في الحوار بطريقة جدية وبطريقة تأتي بنتيجة وهذا على مستوى القيادات، أما على المستوى الشعبي فالمسيحيون كلهم في كل العالم يتمنون الاتحاد، وأثير فيما قبل الاحتفال بالأعياد في أيام واحدة فلا يعقل أن تحتفل كل كنيسة بالعيد في أيام مختلفة بسبب التقويم”.
واستطرد قائلًا: “هناك بعض الناس متشددون والأكثرية لا يفهمون، الكنيسة الكاثوليكية على سبيل المثال لديها سر الميرون ولكنها تعطى هذا السر للأطفال عندما يبلغون 7 سنوات، فالكنيسة الكاثوليكية لديها نفس الأسرار ولكن في توقيتات مختلفة، والبابا شنودة والبابا كيرلس أكدوا على ذلك، وحتى لو اعترفنا بمعمودية الكاثوليك في المستقبل لا بد من حصولهم على سر زيت الميرون والرشم به، وأرجو من بعض المهاجمين أن يتأكدوا أنه لا قداسة البابا ولا سكرتير المجمع المقدس ولا الأساقفة هيبيعوا الكنيسة، بل بالعكس نحن نبحث عن الأنسب والأصلح فنرجو عدم الاعتقاد في سوء نية المدبرين من القادة الدينيين”.
وأضاف “قادة الكنيسة الكاثوليكية قالوا إن ما تم توقيعه وثيقة وليس بيانًا وإنه تم الاعتراف بالمعمودية وليس مجرد السعي نحو الاتفاق، وهم مخطئون والبيان واضح وصريح، وتوقيع البابا فرنسيس الأول والبابا تواضروس الثاني يقضى بالسعي نحو الاعتراف بالمعمودية وليس الاعتراف بها”.
وعن وجود خلاف داخل المجمع المقدس على توقيع البيان بين البابا تواضروس وبابا الفاتيكان، قال الأنبا “دانيال” لم ينعقد مجمع مقدس لمناقشة البيان لأن كثيرًا من الأساقفة والمطارنة كانوا مسافرين بالخارج، وكان الوقت ضيقًا واجتمع البابا بأعضاء اللجنة الدائمة في المجمع المقدس وهم رؤساء اللجان في المجمع المقدس، وبعض الأساقفة الآخرين، وهم يتحدثون بأصوات اللجان وجلسنا نتناقش في حوار مفتوح لمدة ثلاث ساعات، و18عضوًا وافقوا على البيان واعترض واحد فقط، ولكن أحب أن أوضح أن تلك الحوارات تحتاج لمتخصصين وقداسة البابا قلبه مفتوح لكل النقاشات”.