الأوقاف تصدر كتابًا عن حماية دور العبادة

2019-04-22 . تطورات سياسية . مؤسسات إسلامية

22 إبريل 2019

أصدرت وزارة الأوقاف كتابًا بعنوان: “حماية دور العبادة” مراجعة  وتقديم الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ود. شوقي علام مفتى الجمهورية. وأكدت وزارة الأوقاف أن هذا الكتاب يعمل على ترسيخ المواطنة المتكافئة، وأسس العيش المشترك، وفقه التعايش السلمي بين البشر جميعًا، دون تمييز على أساس الدين أو اللغة أو اللون أو الجنس أو العرق. وأضافت في بيان إصدار الكتاب أنه يعمل على  تعزيز الإيمان بحق التنوع والاختلاف، وبيان أنهما سنة من سنن الله الكونية، كما يرمي إلى حماية دور العبادة مبنًى ومعنًى، روادًا وقاصدين، وتوفير الحماية القانونية والإنسانية اللازمة لها وطنيًّا ودوليًّا.

وقد قدم له كل من  وزير الأوقاف وفضيلة المفتي للكتاب.[1]

جاء  في كلمة وزير الأوقاف:

“انطلاقًا من قوله تعالى: “لَا إِكْرَاهَ فِى الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَىِّ” (البقرة: 256)، وإيمانًّا منًّا بالتنوع والاختلاف الذي هو سنة من سنن الله الكونية وترسيخًا لأسس المواطنة العصرية الكاملة دون تمييز، وتأصيلًا لفقه العيش الإنساني المشترك بين البشر دون تفرقة على أساس الدين أو اللون أو العرق أو الجنس أو اللغة.. وعطفًا على ما أكده كل من فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان في وثيقة الأخوة الإنسانية من أنَّ حماية دور العبادة، من معابد وكنائس ومساجد، واجبٌ تكفله كل الأديان والقيم الإنسانية والمواثيق والأعراف الدولية، وكل محاولة للتعرض لدور العبادة، واستهدافِها بالاعتداء أو التفجير أو التهديم، هي خروجٌ صريحٌ عن تعاليم الأديان، وانتهاكٌ واضحٌ للقوانين الدولية..

وخروجًا من ضيق الأفق الفكري إلى رحابة الإسلام الواسعة واحترامه للآخر ، وحرصًا منًّا على إبراز حقوق الآخرين علينا إنصافًا من أنفسنا، وتأصيلاً لمبدأ الاحترام المتبادل، ودحضًا للفكر المتطرف، والتأكيد للعالم كله على سماحة الإسلام، وأن ما يحاك ضده من محاولات تشويه لا يمت لسماحته بصلة..

تأكيدنا على أن الحماية التي ننشدها لدور العبادة هي الحماية المادية والمعنوية معًا، حماية دور العبادة مبنًى ومعنًى وروادًا وقاصدين، بما يشمل الحماية المادية من التخريب أو التفجير أو السرقة أو النهب أو العبث، والحماية المعنوية من محاولة غير المؤهلين والمتاجرين بالأديان استخدام دور العبادة أو توظيفها في غير ما خصصت له، ويشمل كذلك حماية روادها وقاصديها من أي أذى أو اعتداء يمكن أن ينالهم بسببها أو أثناء أداء مناسكهم وشعائرهم بها, مع تغليظ عقوبة من يعتدي على أيٍّ من ذلك سواء في القوانين الوطنية أم الدولية .

ويأتي هذا الكتاب بمثابة تطوير لكتاب “حماية الكنائس” الذي أصدره المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية عام 2016, وتم ترجمته إلى اثنتي عشرة لغة , في إطار تناولنا للقضايا العصرية التي تتم دراستها تباعًا من خلال سلسلتي القضايا والدراسات الإسلامية وموسوعة المستجدات العصرية, وتصحيح المفاهيم الخاطئة، التي يصدرها المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف المصرية.

وجاء في مقدمة د. محمد شوقي علام مفتي الجمهورية:

مبدأ حماية دور العبادة من المنظور الشرعي يُعَدُّ رابطة ضرورية قائمة على الالتزام والمسؤولية، لا على تبادل العاطفة والمشاعر المعنوية، ومن ثَمَّ يحقق الاستقرار والتآلف بين أهل البلد الواحد مهما تعددت دياناتهم وانتماءاتهم العرقية؛ فوحدتهم عبارة عن إدارة إيجابية للاختلاف وتوافقهم على التعايش السلمي وتعاونهم على النهوض بوطنهم وتقويته وتوحيد صف شعبه وكلمة أفراده في مواجهة أي خطر يهدد هُوِيِّة هذا الوطن وسيادته واستقراره.

ولئن شاب العلاقات بين المسلمين وبين غيرهم بعض الإشكالات والتحديات نظريةً أو تطبيقًا والتي يحلو للبعض طرحها على العامة مع استدعاء بعض السياقات التاريخية والملابسات الزمنية في خصوص هذه العلاقة، بما ينعكس بتشويه الصورة النقية وانقلاب الحقائق الناصعة، فإن المؤسسات العلمية تحمل على عاتقها نصيبًا أكبر في شرح الحقائق والمفاهيم الشرعيَّة وتعليمها للعامة والخاصة، حتى تتحطم هذه الأفكار الخبيثة والدعاوى الزائفة التي لا تدخر جهدًا في إحداث الانقسام بين أبناء الوطن الواحد، وتكريس العنف والصدام بين أهل الدين الواحد فضلًا عن أهل الأديان المختلفة.


[1]          حماية دور العبادة، د. محمد مختار جمعه ود. شوقي علام، وزارة الأوقاف، 2019.

https://ar.awkafonline.com/wp-content/uploads/2019/11/00-%D8%AD%D9%85%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%AF%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%AA%D8%B9%D8%AF%D9%8A%D9%84-%D9%86%D9%88%D8%AD-%D9%86%D9%87%D8%A7%D8%A6%D9%8A-%D9%84%D9%84%D9%85%D8%B7%D8%A8%D8%B9%D8%A9-25-4-2019.pdf