الاعتداء على سيدة مسيحية بسبب ملابسها وعدم ارتداء غطاء للشعر في نهار رمضان

2022-04-21 . تمييز وعنف طائفي . رأي وتعبير

21 إبريل 2022

تعرضت نيفين صبحي شكري، ربة منزل، 30 عامًا، للاعتداء من علي محمود محمد أبو سعدة، بسبب ملابسها وعدم ارتداء غطاء على الرأس، أثناء تواجدها بالصيدلية التي يمتلكها المعتدي، بقرية “سبك الأحد” بمركز أشمون محافظة المنوفية. وفقًا لشهادة السيدة نيفين صبحي لباحثي المبادرة المصرية للحقوق الشخصية فإن أبو سعدة انتقد ملابسها وقال لها: “إيه اللي انتي عاملاه في نفسك، إزاي سايبة شعرك ولابسة نص كم، إنتي مش عارفة إننا في رمضان” ثم قام بصفعها باليد على الوجه، فقالت له (المجني عليها): وانت مالك، فقام بصفعها للمرة الثانية.

ذهبت نيفين صبحي إلى مركز أشمون، لتحرير محضر بالواقعة، وانتظرت من الساعة التاسعة مساءً حتى الثانية منتصف الليل في اليوم التالي، حيث استدعى مأمور المركز عمدة القرية والجاني، واعترف المبلغ ضده بقيامه بالتعدي على المجني عليها، ثم حرر محضر رقم 4986 لسنة 2022 بمعرفة قسم شرطة أشمون، ووقعت المجني عليها بدون قراءة محتواه.  

في يوم السبت 23 إبريل، أدلت المجني عليها بأقوالها أمام النيابة العامة، كما أدلت والدتها وزوجها بأقوالهما، وسردت تفاصيل الاعتداء عليها. وحددت جلسة تحقيق ثانية في 7 مايو 2022 كما تم الاستماع إلى أقوال الجاني .

ونشرت وزارة الداخلية بيانًا عن الواقعة على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك جاء فيه: “كشف ملابسات تداول منشور على موقع “فيس بوك” يتضمن استغاثة إحدى السيدات لقيام صيدلي بالتعدي عليها بالصفع على الوجه حال تواجدها بالصيدلية ملكه -الكائنة بمركز أشمون بالمنوفية- لصرف بعض الأدوية لكونها غير محجبة، والزعم بتعرضها وأسرتها لضغوط داخل مركز شرطة أشمون لإجبارهم على الصلح مع المشكو في حقه”.

وأضاف البيان: بالفحص تبين عدم صحة ما تم تداوله في هذا الصدد، وأن حقيقة الواقعة تتمثل فى أنه بتاريخ 21 الجاري بُلِّغ مركز شرطة أشمون بمديرية أمن المنوفية من (إحدى السيدات، مقيمة بإحدى القرى بدائرة المركز) بتضررها من صيدلى (مالك صيدلية كائنة بنفس القرية، ومقيم بدائرة المركز) للتعليق على قيامها بوضع مساحيق تجميل على وجهها -مما يعرضها للحسد- أثناء تواجدها بالصيدلية لصرف بعض الأدوية.

بإستدعاء المشكو فى حقه وسؤاله قرر بأنه معتاد المزاح معها، وأضاف بأنه صديق العائلة وعلى معرفة تامة بالمُبلغة.

خلال الفترة التالية للواقعة، جرت عدة محاولات لإقناع السيدة نيفين بالصلح العرفي والتنازل عن المحضر، وهو ما قوبل بالرفض من جانبها، لكن في يوم 29 إبريل فؤجئت باستدعائها لحضور “قعدة” في كنيسة السيدة العذراء بالقرية،  بحضور كل من القس صموئيل  كاهن الكنيسة، ومصطفى رسلان عمدة القرية وعضو مجلس النواب جابر عبدالقوي، ومحمود قصد عضو مجلس نقابة الصيادلة بمحافظة المنوفية، ومسؤول أمني، وعدد من أعيان القرية.  

وأقر بمحضر الصلح العرفي -لدى المبادرة المصرية للحقوق الشخصية نسخة منه- بخطأ الطرف الأول د. علي للطرف الثاني السيدة نيفين، وقرر الحاضرون أن هذا الخطأ أدبي ومادي، وقد تم الاعتذار الأدبي وقدر الخطأ المادي بنحو 100 ألف جنيه تم دفعها في حضور المجلس. وقد قبل الطرف الثاني (نيفين صبحي) الاعتذار، وتضمنت بنود محضر الصلح  أنه سيتم التنازل عن المحضر المحرر من قبل المعتدى عليها للطرف الأول. ووفقًا لإفادة من أحد الحاضرين فإن المبلغ المالي وضع في حوزة كاهن الكنيسة، وتم التنازل عن قيمة الخطأ المادي وإرجاعه إلى المشكو في حقه فيما بعد.