الاعتداء على كنيسة مار جرجس للكاثوليك بالأقصر لتغيير بعض النوافذ

2019-10-19 . تمييز وعنف طائفي . ممارسة شعائر دينية

19 أكتوبر 2019

تعرضت كنيسة مار جرجس التابعة لطائفة الأقباط الكاثوليك، بقرية حجازة مركز قوص بمحافظة الأقصر، للاعتداء من قبل عشرات من أهالي القرية المسلمين، والذين يرفضون إعادة بنائها أو تجديدها منذ ما يقرب من ثلاثة عقود، وتم إحراقها أكثر من مرة خلال تلك الفترة.

تطورت أحداث الاعتداء على الكنيسة صباح السبت 19 أكتوبر 2019، عندما شرع  مسؤولو الكنيسة بتغيير خشب شبابيك الكنيسة الأساسية فقط، واستبدلوا الخشب الموجود بنوع آخر (خشب حُبيبي) لتغطية الشبابيك بعد تهالك الخشب القديم، وفوجئوا بمهاجمة عشرات المسلمين على الكنيسة، محاولين إحراقها، وتم تكسير الأخشاب داخل المبنى، وتدخل الأمن لوقف الاعتداءات دون استكمال تجهيزات المبنى أو الصلاة داخله.[1]

كانت الكنيسة قد حصلت على قرار بالهدم فى عام 1993، وتم هدمها بعد الحصول على قرار من رئيس الجمهورية ببنائها، وعندما شرع المسؤولون عن الكنيسة فى بنائها – وقتها – تجمهر عدد من المسلمين، وصدر قرار بإيقاف البناء، وبعد تقديم الشكاوى والمقابلات مع المسؤولين اضطر الأقباط لرفع دعوى قضائية فى القضاء الإداري لاستكمال البناء برقم 1935 لسنة 8 ق، وفي يوم 14 من شهر يوليو من عام 2004 صدر حكم لصالحهم بإلغاء قرار الجهة الإدارية السلبي، وتغريم المتسبب في إيقاف بناء الكنيسة (وزارة الداخلية ومجلس مدينة قوص)، إلا أن استكمال البناء فى كنيسة الأقباط الكاثوليك لم ينفذ لدواعٍ أمنية، وخلال تلك الفترة تم بناء مسجد كبير يبعد عن الكنيسة بـ6 أمتار فقط، وخلف مبنى الكنيسة بُنيت زاوية مسجد أيضًا.[2]

جدير بالذكر أن هذه الكنيسة تأسست في سنة 1890، بواسطة الرهبان الفرنسيسكان، الإخوة الأصاغر، حيث توجد داخل السور مدرسة تابعة لجمعية الصعيد ومبنى الكنيسة، وعندما هدم مبنى الكنيسة في 1993 ورفض منح ترخيص البناء، قام مسؤول الكنيسة بتحويل الدور الرابع في أحد المباني إلى قاعة صلاة، ونظمت فيها الصلوات الدينية بانتظام، لكن تعرض المبنى لحريق دمر والتهم جميع محتوياته في 2010 وأرجع السبب إلى ماس كهربائي، ومع رفض منح تصريح إعادة البناء قام الأقباط بالصلاة داخل خيمة ثم انتقلت إلى داخل مبنى الكنيسة الأصلي وسط  “شدات خشبية”.[3]

 وفي 6 نوفمبر 2019، تم الاتفاق على حل أزمة كنيسة مار جرجس بقرية حجازة بنقل موقعها إلى مكان بديل يبعد عن الكنيسة القديمة – المتوقف إعادة بنائها لدواعٍ أمنية – ثلاثة كيلومترات، وتم تخصيص مساحة 900 متر  مربع للبناء.
وقد تبرع الأقباط بالمساحة المخصصة لإتمام البناء، في حين أن هناك تخوفات لتعطل بناء الكنيسة الجديدة.


[1]حصلت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية على إفادات من عدد من سكان القرية والمسئولين الدينية بها.

[2]لدى المبادرة المصرية نسخة من المخاطبات الرسمية وحكم المحكمة الإدارية بشأن هدم وإعادة بناء الكنيسة، بالإضافة لقيام باحثي المبادرة المصرية بزيارة الكنيسة والحصول على إفادات متنوعة من المسئولين في العام 2016.

[3]حريق كبير في مبني كنيسة الأقباط الكاثوليك بقرية حجازة – موقع رسمي تابع للطائفة الكاثوليكية في مصر.