4 يناير 2017
في حوار صحفي أجراه البابا تواضروس الثاني قال: “أرفض استخدام بعض الأقباط للفظة اضطهاد لوصف ما يتعرضون له، وعندما تقرأ التاريخ المصري المسيحي كلمة اضطهاد كانت تعلن في أيام الدولة الرومانية، أيام دقلديانوس أعلن الاضطهاد وبنوده واحد اتنين ثلاثة أربعة وكأنه قرار، فكلمة اضطهاد خارج النطاق، المعاناة توجد على الأرض، نحن نسمي السماء، سما يعني عالية، وبالتالي مقابل لها الأرض يعني دنيا، تحت، السيد المسيح في الكتاب المقدس، صرح مرات ومرات، وقال في العالم سيكون لكم ضيق، ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم”.
وردًّا على سؤال كيف يرى وصف البعض له بأنه محسوب على النظام، قال “أنا مصري قبل أي شيء.. وأدافع عن مصر بلدنا هذا هو المبدأ العام وما يقوله البعض بهذه الصورة ليس صحيحًا، لكن البعض لا يتمنى أن توجد حالة من السلام والتناغم بين كل أطراف الدولة وكل مفردات المجتمع المصري، ونحن قاسينا كثيرًا في فترة السنة المظلمة (2012/2013) وكنا في حالة صدام، ولمن يقول هذه الكلمات نقول له تذكر السنة السوداء التي مرت علي تاريخ مصر”.
كما رفض مقولة أن المسيحيين يدفعون ثمن مشاركتهم في 30 يونيو، وقال “القوات المسلحة والشرطة والقضاء والمجتمع كله، يسقط منه شهداء، هذه المقولة ليست حقيقية إطلاقًا، لكنها جميعًا أوراق يراد الضغط بها لإرجاع ما كان موجودًا من قبل، من أوضاع رفضها الشعب المصري كله”.
وتابع البابا قائلاً “ما حدث في البطرسية من ثلاثة أسابيع واستشهاد عدد من أبنائنا وأحبائنا معظمهم من السيدات والصغيرات وإصابة آخرين محزن جدًّا، لكن فرحة ميلاد المسيح أكبر من أي حزن، فرحة بداية السنة الميلادية أكبر من أي حزن، ومهم جدًّا أننا نعرف هدف ما حدث وهو الفرقة والانقسام في حياة الوطن، وضرب العلاقة القوية بين كل المصريين، ولم تطلب مني أجهزة الدولة إقامة احتفالات العيد متجاوزا الحادث”.
وردًّا على سؤال حول مشاعره من تفجير البطرسية مقارنة بتصريح سابق له بأن لاعتداء علي الكاتدرائية في إبريل 2013 قال: “لا مقارنة بين الوضعين، ﻷن الاعتداء على الكاتدرائية وقتها بعد حادث في الخصوص وكانت المرة الأولى التي يتم فيها الاعتداء على الكاتدرائية ككل، أقدم وأكبر كنيسة في الشرق الأوسط، وهو أمر لم يحدث في التاريخ أن يتم الاعتداء علي المقر الرئيسي للكنيسة والبابا، أما حادث البطرسية فجري بالصورة التي عرفناها وبالطبع كان في منتهي الألم لأن أعدادًا كبيرة استشهدت وبلا شك هو أمر مؤلم للغاية وتفاصيله محزنة للجميع ويخرج عن نطاق الإنسانية”.
وعن قانون تقدم به نائب جمهوري في الكونجرس الأمريكي يطالب فيه وزير الخارجية الأمريكي بتقديم تقرير سنوي للكونجرس بشأن ترميم الكنائس والممتلكات المسيحية التي تضررت عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة في 2013، قال “أين كانوا من 2013 ثم غير مقبول بأي صورة وبأي وجه ومن أي شخص أن يدخل في علاقتنا الوطنية داخل مصر، مرفوضة تمامًا خالص تحت أي بند وتحت أي مسمي مرفوضة تمامًا، وزي ما قال البعض دي ناس فاضية”.
وعن ترميم الكنيسة البطرسية قال: “عادت زاهية والأعمال الكبيرة كلها تمت وصلينا فيها في بداية العام الجديد، وأشكر الهيئة الهندسية للقوات المسلحة لأنها خلال أيام معدودة سابقوا الزمن وعملوا 24 ساعة يوميًّا تم الترميم ونشكر الله، بالنسبة للكنائس الأخرى 95% الى 97% تم ترميمها والناس بتصلي فيها والدولة والرئيس والقوات المسلحة قاموا بكل الواجب، وكما وعد السيد الرئيس في عيد الميلاد 2016 أوفى بوعده، أن الكنائس سيتم إصلاحها والدولة أنفقت على عملية الإصلاح ، وهذه مشاعر طيبة ورجعت الأمور لحالها ولصالحها وربما في بعض الأماكن أفضل”.
وعن أحوال مسيحيين الشرق قال “نتيجة السياسات الغربية الخاطئة والأخطاء التي تمت في العراق وها هي تتم في سوريا يتم تفريغ المسيحيين وهذا خطأ تاريخي كبير، الشرق الأوسط مهد الأديان ووجود المسيحيين فيه مع إخوتهم المسلمين هذه هي التركيبة الخاصة بالشرق، وروح الشرق التي لها طبيعة خاصة لا تجدها في أي مكان آخر فتفريغ المسيحيين من الأماكن التي نشأت فيها المسيحية وفيها التاريخ والتراث خطأ بالغ، الخطورة على استقرار العالم، والحل ليس أن تستضيف دولة غربية مسيحيي العراق مثلًا ولكن الحل هو مساعدتهم على الحياة في مكانهم وبلدهم وهزيمة من يقوم بالأعمال الإرهابية وحصر العنف وبتكاتف الجميع ضد الشر”.
وعن قانون بناء الكنائس قال البابا تواضروس: “كانت الكنائس تبنى بلا قانون.. فمجرد وجود قانون ينظم العمل فهذه خطوة، الأمر الثاني أنه كان بناء الكنيسة لا بد أن يتم من خلال قرار جمهوري، يعني كل الجمهورية تصب عند الرئيس، الآن بناء الكنيسة ممكن يتم من خلال الإدارة المحلية ممثلة في السيد المحافظ، وهذا يعتبر إنجازًا أيضًا، من الأمور الجيدة الأخرى في القانون أنه أصبح هناك إطار زمني للعملية، أنا شخصيًّا أتذكر أنني قدمت وأنا أسقف طلب بناء كنيسة يوم 17 سبتمبر 1997 وتمت الموافقة عليها في 2013، هذه الفترة 16 سنة لم يكن يحكمها إطار زمني، ومن خلال القانون تستطيع أن تبحث عن حقك، وهذه أول مرة يكون هناك قانون وحتى إذا كان يرى البعض أن هناك ثغرات، فالتطبيق سيظهر هذه الثغرات والقانون ممكن يتعدل أو يتغير، فقد أصبح هناك هيكل، أما قانون موحد لدور العبادة فليس في محله لأنه شيء طبيعي أن المسجد غير الكنيسة، فالكنيسة فيها معمودية ولا توجد في المسجد، الكنيسة فيها مكان لخبز القربان نسميه (بيت لحم) المسجد لا يوجد فيه، وقانون بناء الكنائس معتمد أساسًا على قانون البناء العام المصري”.
وعن إلغاء خانة الديانة في جامعة القاهرة قال “خطوة جيدة من أجل تحقيق المساواة وعدم التمييز، ونحن معظمنا أسامينا تكشف الديانة”.
وعن قانون ازدراء الأديان وتطبيقه بشكل غير متساوي قال “أنا لا أحب أن أعلق على أحكام القضاء ولكن قانون ازدراء الأديان يحتاج مراجعة”.
وعن لقائه للعاهل السعودي الملك سلمان دون حمل الصليب قال “أنا ملابسي كلها صلبان وعلي صدري يوجد صليب والوضع الطبيعي للبطريرك أو الأسقف أن يكون هناك صليب في اليد ، أنا عندما أكون في مجتمع وألتقي أناسًا لا أعرفهم لا أصافحهم والصليب في يدي فربما يجد غير المسيحيين حرجًا في ذلك ولذلك أنا وضعت الصليب في جيبي، وأنا مع ملك السعودية وهذا أفعله في لقاءات كثيرة، وهناك فريق آخر على مواقع التواصل الاجتماعي عرضوا صورًا لبطاركة سابقين في مقابلة مسئولين لم يكن الصليب في أيديهم، وهذا أمر ليس له معنى”.
وعن قانون الأحوال الشخصية قال “حاليًّا في المراجعة لدى الكنائس بكل طوائفها، ونيافة الأنبا بولا يلتقي بممثلي هذه الطوائف وعقب إجازة عيد الميلاد سنجلس معًا لوضع الصورة قبل النهائية حتى لتقديمه للبرلمان إذا كانت هناك فرصة”.