البابا تواضروس: المصريون غير مستعدين للمصالحة مع الإخوان ولكن الأمر في النهاية يعود للقيادة السياسية للبلاد

2017-08-04 . تطورات سياسية . مؤسسات مسيحية

4 أغسطس 2017

قال البابا تواضروس في حوار صحفي: “المصريون غير مستعدين للمصالحة مع جماعة الإخوان، فالأمر في نهايته يعود للقيادة السياسية للبلاد، لكني متأكد جدًّا من أن المصريين كشفوا هذه الجماعات التي تبث روح التعصب والكراهية والانتقام في نفوس الأبرياء”.

وعن دعم السيسي قال “الانتخابات الرئاسية لم تأت بعد، ولا نعرف متى تعقد؟ ولا نعلم من سيترشح ضد الرئيس السيسي، وبالتالي فإن قرار الدعم من عدمه غير موجود حاليًّا، وموقفنا سيتحدد في وقته، ولا بد وأن يكون هناك مرشحون وسيكون لهم ثقل سياسي، ولعلنا نتذكر في الانتخابات الرئاسية السابقة كان هناك مرشحين أقوياء وقتها وفاز السيسي بها.. دعنا لا نستبق الأحداث”.

واستطرد قائلًا “أعرف السيسي منذ أن كان وزيرًا للدفاع وشاركت معه في بيان ثورة 30 يونيو والفرحة العارمة التي شهدتها البلاد من قبل ملايين المصريين، وبعدها تعددت اللقاءات والاجتماعات، وكان من اللقاءات التاريخية التي لا تنسى لقاءه مع 13 من رؤساء الكنائس في جلسة واحدة وهذا لم يحدث من قبل، وأحرص دائمًا على مقابلته في الأحداث والمناسبات الوطنية وأتتبع أنشطته وتصريحاته باستمرار”.

وتابع مضيفًا: “وجدت في شخصية السيسي أمرين.. الأول أنه يضع الله أمامه في كل قرار وفي كل موضع مسئولية، والمسئول الذي يضع الله أمام عينيه يصبح مسئولًا ناجحًا، أما الأمر الثاني فإن السيسي يعمل بجد وبإصرار، وجدته يفكر في مستقبل بلادنا هوه مش بتاع كلام هوه بتاع أفعال”.

وعن وضع الأقباط في سيناء قال “ليس سيئًا للغاية كما يدعي البعض.. إذا قارنا أوضاع الأقباط في عصور ماضية سنجد أن الوضع في تحسن ملموس، وأعطيك أمثلة.. في البرلمان لم نر في عصور سابقة أكثر من عضوين أو ثلاثة، ولكن الآن يوجد 39 عضوًا قبطيًّا تحت قبة البرلمان، فضلًا عن إصدار قانون بناء الكنائس الذي كان حبيسًا للأدراج لسنوات عدة، وأيضًا تقنين الكنائس غير المرخصة، بالإضافة إلى تهنئة الدولة ومشاركتها لنا في جميع المناسبات الدينية، حيث لا ننسى زيارات الرئيس السيسي إلى الكاتدرائية لأول مرة كرئيس جمهورية يحضر قداس عيد الميلاد المجيد، وهذا لم يحدث في عصور مضت، كل هذه مؤشرات تقول إن الوضع يتحسن وبالتدريج سنجد الأمور على ما يرام”.

وعن شعور الأقباط بالتمييز السلبي تجاههم قال “لا بد أن نعترف بأن هناك عناصر داخل مصر تملك مظاهر التعصب والجهل والكراهية وكل هذه المظاهر مرضية، ولكن أطالب دائمًا بتنفيذ القانون والدستور على جميع المصريين دون استثناء، وحينما يتم تطبيق القانون مع نشر الوعي يمكننا التخلص من هذه الأفعال الكريهة، كل واحد ياخذ حقه” .

وعن هجرة الأقباط من مصر قال: “قرار الهجرة قرار شخصي، وهناك تقديرات شخصية لكل من يريد أن يهاجر، ولكن لدي الثقة في أن مستقبل مصر سيكون مشرقًا، وسيكون أفضل مما سبق وهناك مؤشرات تؤكد كلامي، والذي يهاجر لا يعتقد أنه سيذهب إلى مكان سيريحه، بالعكس إنه يهاجر إلى المجهول.. يهاجر إلى مكان قد يتعب فيه كثيرًا، والشاب المصري إذا فكر أن يعمل بجد وإصرار في بلده، سيحقق النجاح الذي يبتغيه.. مستقبل الشباب في مصر جيد إذا أعطى لنفسه فرصة للعمل، ووأقول للشباب المصري أقيموا مشروعات صغيرة تكبر مع الوقت أفضل من الذهاب إلى دولة لا تعرف مصيرك فيها” .

وتابع “تفريغ الشرق من المسيحيين كارثة كبرى للعالم، ولا يجب أن ننسى أن الديانة المسيحية نشأت في الشرق الأوسط، وأن الله أراد أن تكون هذه الأديان موجودة بها، وأتمنى أن تهدأ الأوضاع في سوريا والعراق ولبنان وليبيا”.

وعن حقوق الإنسان في مصر وبعض مطالبات الدول الأجنبية احترامها، قال “الغرب يتعامل مع ملف حقوق الإنسان في مصر كموضة، والغرب لا يطالب أبدًا بحقوق الفقراء في مصر، وكان من الأولى أن تتبنى حقوق الفقراء، لأن مصر بها 30 مليون مواطن مسجونين في سجن الفقر”.

وعن الهجمات الإرهابية الأخيرة قال “الهجمات الإرهابية التي تتعرض لها بلادنا العزيزة مصر هدفها كسر الوحدة الوطنية، هذه الهجمات تحدث للمصريين الأقباط، وللمصريين في الجيش، وللمصريين في الشرطة، الأقباط بسبب ديانتهم وأفراد الجيش والشرطة بسبب عسكريتهم، وبالتالي فإن الإرهاب له أهداف واضحة المعالم من أهمها انتشار الفوضى وكسر الوحدة الوطنية التي هي صمام أمان وقوة لمصر”، وتابع مضيفاً “إن الجماعات المتشددة تتمسح في الدين، وهناك مصالح تحرك هذه الجماعات في المنطقة، وتلك الجماعات هم أهل الشر، ويستهدفون أمن المواطن البسيط، والمدن السياحية في مصر تأثرت بشكل كبير بسبب الإرهاب الذي تشهده مصر في الفترة الأخيرة” .

وعن الحوار بين الكنيستين الأرثوذوكسية والكاثوليكية قال: “الحوار الذي بدء من سنوات أخذ وقت طويل، وكان هناك فجوة بين الكنيستين منذ سنوات عديدة مضت، ولكن الحوار تجدد منذ 15 عامًا فقط، وبعدها بدأ الحوار يتخذ طريقًا آخر ويشتد وتم تفعليه بشكل دوري وأعتقد أن هذه الحوارات والنقاشات سينتج عنها عوامل مشتركة لأننا جادون في هذا الأمر، ونحن نشجع ونجتهد وهذه الأمور بداية جيدة للوصول إلى عوامل مشتركة بين الكنيستين الكبيرتين”.

وعن الزواج الثاني قال: “الكنيسة ستدرس كل حالة على حدة وحسب كل حالة سيتم التعامل، وعن من سنعطى تصريح زواج ثاني، هذا أمر أيضًا يحتاج إلى دراسة الحالات، فالمحكمة لن تبحث عن أسباب الفرقة، الزواج هو جمع بين طرفين، والفرقة قد تعرض الطرف الثاني إلى الخطأ وهذا حدث بالفعل، وعرضت علينا العديد من القصص، وخاصة إذا استمر الفراق لسنوات، فهنا لا بد ألا نبحث عن أسباب الفرقة، فهناك طرف بسبب بعده الطرف الثانى يخطئ، وكل هذا يستوجب فصل الزيجة”.

وعن علاقته بوسائل التواصل الاجتماعي قال البابا تواضروس: “التواصل مع الشباب عبر وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة فيس بوك أمر إيجابي للغاية وأحببته كثيرًا، ودعني أؤكد لك أن تواصلي مع الشباب بالطريقة الإلكترونية لم أخطط لها، بل جاء بالصدفة”.

وأضاف “أنا لدي حساب شخصي على موقع فيس بوك منذ عام 2009، وانشغلت عنه بسبب مسئولياتي ومشغولياتي الكثيرة، فأهملته طوال السنوات الماضية، ولكن منذ شهرين بدأت أنشط حسابي، وأحرص كل يوم على تصفح صفحتي الشخصية، وكتابة ما أجده صالحًا أو مفيدًا على حسب ظروف اليوم، فوجدت ردود فعل جيدة للغاية ومن هنا تقابلت مع عدد من الشباب ولم أكن أعرفهم على الإطلاق وسأستمر في هذه الطريقة لأنها جيدة للتواصل بيني والشباب، ولأنني حريص على الاستماع إلى مشاكلهم وأحلامهم”.

وختم حديثه عن الإلحاد: “الميديا أثرت على الشباب، والحكاية بدأت بالتليفزيون، لأن هذا الجهاز أصبح يتحكم في حياة الإنسان ويخترق خصوصياته في أي لحظة، وبلا شك كل هذا شوه الطبيعة الإنسانية، وبعد ذلك بدأ يظهر الإلحاد والزواج المثلي والشذوذ وعبادة الشيطان وبيع المرأة والأطفال وتجارة الأعضاء والسلاح والمخدرات والبحث عن الموضة، وهذا كله جعل الإنسانية تنفك وتهدم، ودور المؤسسات الدينية والإعلامية حفظ المبادئ والأخلاق، وإعادة الإنسانية لإنسانيتها”.