26 يونيو 2020
نشرت مجلة الكرازة الناطقة باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية مقالًا افتتاحيًّا للبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، بعنوان “أمومة الكنيسة” بعدد 26 يونيو 2020 عن التناول وسط جدل حول طريقة التناول، ومطالبة قطاع من المسيحيين بتغييرها تماشيًا مع الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا. وقال البابا في المقال إن الكنيسة على مدار الأجيال هى “أم” ترعى مصلحة أبنائها ومنها حياتهم الجسدية والروحية والنفسية، وأن أسرار الكنيسة السبعة أساس إيمانها وتقواها عبر الزمن وتاريخها شاهد على ذلك.
وأضاف أن الكنيسة المسترشدة بالروح القدس عليها مواجهة الظروف التي تتغير من زمن إلى زمن وفي حدود ما قاله الآباء “المسيحيون يقيمون سر الافخارستيا وسر الافخارستيا يقيم المسيحيين” والمهم هو تقديم السر سواء في البيوت في المغائر في المقابر في المزارع في الكنائس المهم السر. وأضاف البابا في مقاله أن
جسد ودم المسيح الأقدسان أي حضور المسيح حقيقة لا مجازًا، وهما لا ينقلان أي عدوى لأنهما سر حياة وحاشا لمن يقول غير ذلك، أما إجراءات تقديم السر فقد تغيرت أشكالها عبر الزمان وبقي الهدف هو إتاحة سر التناول كما هو رغم اختلاف الوسائل والأساليب المستعملة لذلك
، لافتًا البابا النظر إلى أن الكنيسة تستمع إلى صرخة الإنسان الذى ينادي “أعن ضعف إيماني” ويجب أن تستجيب في ظل هذه الظروف الحاضرة. وتابع، إنه “وقد استقر في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية طريقتان لممارسة سر التناول هما، الطريقة الأولى التقليدية والمعتادة والمعروفة في كل كنائسنا حيث ممارسة صلوات وطقوس القداس الإلهي بأواني المذبح المدشنة، والطريقة الثانية أو البديلة هي التي تستخدم في مناولة المرضى في المنازل والمستشفيات وأيضًا مناولة المساجين في السجون وقد تستخدم هذه الطريقة الاستثنائية في الكنيسة عندما توجد أعداد كبيرة من المتناولين مع وجود كاهن واحد فقط، ولهذه الطريقة نصوص في الخولاجي المقدس وليست بدعًا ولا خروجًا ولا انتقاصًا لقدسية السر.
في زمن تأسيس السر لم يكن هناك وباء عالمي يقضي على مئات الألوف من البشر ويصيب الملايين في معظم أقطار العالم.” وأوضخ أن ” هذا زمن عدوى، هذا زمن إصابات، هذا زمن يحتاج وقاية وحرص بالغ. الله رحيم بالإنسان ومتعطف عليه ويرثي لحاله ولضعفه ومكتوب “فكونوا رحماء كما ان أباكم أيضًا رحيم.”
وأوضح البابا تواضروس أن “الكنيسة تطبق قواعد المحبة خلال هذا الزمن الطارئ من انتشار الوباء بصورة عالمية وتستخدم الطريقة الاستثنائية “طريقة مناولة المرضى” بدلًا من الطريقة المعتادة والتي نرجع إليها بمجرد عودة الأحوال الطبيعية، هذا تجميد أو تأجيل للطريقة المعتادة وليس إلغاء أو حذفًا وهذا هو صوت الحكمة خاصة وأننا لا نعيش بمفردنا في هذا المجتمع ويجب ألا نكون سببًا في بلبلة أحد أو عثرة النفوس التي نحبها.”
وتابع أن الدعوة لاتخاذ إجراءات وقائية نتيجة الظروف الحالية ليس خروجًا عن الإيمان إطلاقًا وها نحن نشهد بوفيات بالمئات وإصابات بالآلاف وانتشار شديد للعدوى والوباء تعدى إمكانيات المستشفيات والأطباء والأجهزة، ولم يعد لنا سوى طلب الرحمة من الله لكي يترأف علينا جميعًا وعلى بلادنا وكنيستنا وأبنائنا.