“التضامن القبطي” تنظم مؤتمرها السنوي عن الهوية القبطية والتمييز ضد المسيحيين

2023-06-16 . تطورات سياسية . تقارير وفعاليات

16 يونيو 2023

استضافت منظمة التضامن القبطي مؤتمرها السنوي الحادي عشر، في واشنطن العاصمة، والذي استمر على مدار يومين، 15 و16يونيو 2023. خلال فعاليات المؤتمر، قدم تقرير بعنوان “الهوية القبطية” إلى الأمم المتحدة، لمعالجة التمييز الذي يواجهه المسيحيون الأقباط في مصر، وجاء به أنه على الرغم من تصريحات الحكومة المصرية، فإن القوانين والحكومة في مصر تميز ضد المسيحيين، ما يعيق نموهم وتنميتهم. فلا يزال بناء الكنائس وممارسة دينهم بحرية مقيدًا للمسيحيين في مصر، بجانب حرق الكنائس الذي أصبح اتجاهًا متكررًا، مع القليل من الاهتمام أو الحماية من الحكومة، فضلًا عن أن الافتقار إلى التمثيل والفرص للمسيحيين في المناصب الرئيسية داخل الحكومة دليل على التمييز، فأصبح هناك حاجة إلى تغيير حقيقي للسماح للمسيحيين بالازدهار في مصر.

ناقش عادل جندي، المؤسس المشارك والرئيس الأول للتضامن القبطي، المعضلة التي يواجهها المسيحيون الأقباط في مصر في سياق مفهوم الدولة القومية الحديث. وأوضح أنه في العصور الوسطى، على الرغم من افتقار الأقباط إلى الاستقلال السياسي، فإنهم كانوا يتمتعون ببعض الاستقلال في الشؤون الاجتماعية والتعليمية. وسلط الضوء على أهمية التعليم للمجتمع القبطي وكيف مكّن ذلك الأقباط من لعب دور مهم في شغل الوظائف الحكومية، خاصة في المجالات الإدارية والمحاسبية. كما أشار إلى أن الأقباط لديهم نظامهم القانوني الخاص بالمنازعات المدنية، ومعظمها يتم التعامل معه داخل مجتمعاتهم. مع ظهور الدولة القومية الحديثة في مصر. وناقش كيف أثر تركيز الدستور المصري في الإسلام كدين للدولة على المجتمع القبطي، ما أثر في التعليم والحالة المدنية. وخلص إلى أن الدولة القومية الحديثة، بدلًا من معاملة الجميع كمواطنين متساوين، أدت إلى عكس ذلك بالنسبة إلى الأقباط في مصر.

وقدم النائب الأمريكي فرينش هيل ثلاثة قرارات إلى الكونجرس لدعم المسيحيين الأقباط في مصر. وناقش زيارته الأخيرة لمصر، حيث التقى الرئيس السيسي والبابا تواضروس، مؤكدًا التزامه بالحرية الدينية والتسامح. وشدد على الحاجة إلى العدالة والمساواة في المعاملة وحماية المسيحيين في مصر، ولا سيما في محافظة المنيا، حيث انتشرت الهجمات والاضطهاد. وسلط الضوء على أهمية محاسبة الحكومة المصرية، وتعزيز الإصلاحات التعليمية لإزالة التحيزات، ودعم تسجيل الكنائس وإعادة بنائها. 

ومن جانبه، أدلى المفوض فرانك وولف، عضو اللجنة الأمريكية للحرية الدينية الدولية (USCIRF)، بتصريحات حول حالة الحرية الدينية في مصر فالتقرير السنوي لعام 2023 الصادر عن اللجنة يؤكد على حاجة مصر إلى معالجة الانتهاكات المستمرة للحرية الدينية ويوصي بوضع مصر على قائمة المراقبة الخاصة بوزارة الخارجية. وفي حين تم اتخاذ بعض الخطوات الإيجابية، مثل مشاريع الحفاظ على الثقافة وتعيين قاضٍ في المحكمة العليا القبطية، فإن الحرية الدينية في مصر لا تزال مقيدة بشكل منهجي. وأوصت اللجنة الحكومية الأمريكية بمواصلة حجب جزء من التمويل العسكري الأجنبي المقدم لمصر حتى يتم إجراء تحسينات في حقوق الإنسان والحرية الدينية.

كما تحدث المشاركون عن صعوبة تنفيذ التحسينات للأقباط في مصر بسبب مقاومة الحكومة وسياساتهم التمييزية المستمرة. وبالتالي، يواجه الأقباط التمييز من الحكومة والمجتمع. وأوصى أعضاء اللجنة باستخدام الضغط الدولي والتدخل الدبلوماسي وتسليط الضوء على الحالات الفردية كإستراتيجيات محتملة لدفع التغيير.