17 أغسطس 2020
أصدرت الكنيسة الإنجيلية بيانًا بخصوص كُتب “المعنى الصحيح لإنجيل المسيح” و”البيان الصريح لحواريّ المسيح”، والكتب المماثلة لهما، والتي واجهت اعتراضات من الكنيسة الأرثوذكسية. وأضافت الكنيسة الإنجيلية أنه في ضوء بيان دار الكتاب المقدس، وبعد دراسةٍ واعيةٍ ودقيقةٍ، فإنَّ المجلس الإنجيليَّ العام ورؤساء المذاهب الإنجيلية في مصر يؤكدون رفضَهم التامَّ لهذهِ الكُتبِ.[1]
ويأتي هذا القرارُ بناءً على عدةِ أسباب:
أولًا: إننا لا نقبل هذه الكتابات على أنها “ترجمات للكتاب المقدس”، بل هي كُتب تسعى لتقديمِ صياغةٍ أيديولوجيَّةٍلنصِّ العهدِ الجديدِ، وهذه الصياغةُ الأيديولوجيَّةُ ابتعدتْ كلَّ البُعدِ عنْ مبادئِ وأسسِ علومِ الترجمةِ؛ فلا هي ترجمةٌ حرفيَّةٌ “تكافؤ اللفظ للَّفظ”، ولا هي ترجمةٌ تفسيريةٌ “تكافؤ المعنى للمعنى”؛ حيث إنَّها قدَّمتمعانيَ وصياغاتٍ مختلفةً بشكلٍأساسيٍّ عن معاني العهدِ الجديدِ.
ثانيًا: إنَّ الاختلافَ حول أسماءِ شخصيَّاتالكتابِ المقدَّس ليسَ مجرَّدَ خلافٍ حولَ طرقِ التسمية المختلفة، لكنَّه يتعدَّى ذلك إلى اختلافٍ جذريٍّ حولَ طبيعةِ هذه الشخصياتِ وأهميَّتِها ومعناها، وعلى رأسِها شخصية الرَّبِّ يسوع المسيح له المجد؛ إذ تمَّ تقديمُه بطريقةٍ تُخِلُّ من طبيعتِهِ الإلهيةِ وبنوتِهِ لله.
ثالثًا: إننا، كمسيحيين إنجيليين، نؤمنُ أنَّ جوهرَ رسالةِ الإنجيل يرتكزُ على الإعلانِ بأنَّ يسوعَ المسيح هو اللهُ الظاهرُ في الجسدِ، مُخلِّصُ الإنسانيةِ، وهذه الرسالةُ الواضحةُ والبسيطةُ للإنجيل لا نجدُها مُعلَنَةً في نصوصِ هذه الكتبِ، سواء بشكلٍ متناثرٍ في النصوص، أو مُركَّزة بشكلٍ واضحٍ فينصٍّ معيَّن.
رابعًا: إننا نرى أنَّ كلَّ محاولةٍ لإعلانِ رسالةِ الإنجيلِ دونَ التأكيدِ على ألوهيَّةِ المسيحِ وخلاصِهِ للبشريةِ منَ الخطيةِ هي إعلانٌ مُخِلٌّ.
خامسًا: جديرٌ بالذِّكر أنَّ رئيسَ الطائفةِ الإنجيليةِ أعلنَ رفضَه لهذهِ الكتبِ مبكرًا في حوارِهِ مع قناة الكرمة في فبراير من العامِ الجاري 2020، واعتبرَ هذهِ المحاولاتِ “سرقةًللنصِّ الكتابيِّ”، وكذلك سنودس النيلِ الإنجيليِّ الذي أعلنَ رفضه لهذا العمل وعدمَ مشاركتِهِ أو مسؤوليَّتِه عنه، وكافة المذاهب الإنجيلية التي أعلنتْ موقفًا واضحًابرفضِ هذهِ الكتبِ.
وأكد البيان على ضرورة
كافةِ الكنائسِ الإنجيليةِ بمِصرَ مراعاةِ
النصِّ الكتابيِّ الذي تستخدمُه في عملِها
الرعويِّ والكرازيِّ، وأنَّ الحفاظَ على رسالةِ الإنجيلِ الجوهريةِ هو عملُ
الكنيسةِ الدائمُ. نصلي لله أن يحفظَ
كنائسَنا الإنجيلية يَقِظَةً للحفاظِ المستمرِّ على وديعةِ الإيمانِ، بما يؤدي
لبنيانِ وامتدادِ ملكوتِ الله.
[1]وائل علي، الطائفة الإنجيلية في مصر ترفض كتب «المعنى الصحيح لإنجيل المسيح» (بيان)، المصري اليوم، 27 يوليو 2020.