1 مارس 2022
أصدرت اللجنة العليا الدائمة لحقوق الإنسان، تقريرًا عن الجهود الوطنية لتعزيز الحريات الدينية في مصر لعام 2021. وذكر التقرير أن رئيـس الجمهوريـة أصدر قـرارًا بتعيين بعـض أعضــاء بمجلــس النــواب فــي ينايــر 2021، وتضمــن القــرار تعييــن سـبعة نـواب مـن المواطنيـن المسـيحيين، ليصبـح عـدد أعضـاء مجلــس النــواب المســيحيين بالمجلــس ٣٨ نائبـًـا، منهــم ٣1 بالانتخاب، وكان رئيــس الجمهوريــة قــد أصــدر قــرارًا جمهـوريًّا فـي عـام 2020 بتعييـن سبعة أعضـاء في مجلـس الشـيوخ ليرتفــع عــدد النــواب المســيحيين إلــى 24 بالمجلس.
وفـي مـارس 2021، أصـدر السـيد رئيـس الجمهوريـة القـرار رقــم ٨1 لســنة 2021 بتشــكيل مجلــس إدارة هيئــة أوقــاف الطائفــة الإنجيلية. كمــا صــدر القــرار الجمهــوري بإعــادة تشـكيل المجلـس القومـي لحقـوق الإنسـان فـي 27 ديسـمبر 2021 بعــد موافقــة مجلــس النــواب، ويضــم رئيسـًـا ونائبًــا للرئيــس و25 عضــوًا منهــم ٦ أعضــاء مســيحيين.
أضاف التقرير إلى أنه بالتـوازي مـع جهـود وزارة الأوقـاف بإحـلال وتجديـد وصيانـة وترميـم (1277) مسـجدًا، منهـا (1100 مسـجد جديـد، و177 مسجدًا صيانة وترميم، وتطبيقًـا للقانـون رقـم ٨0 لسـنة 201٦ فـي شـأن بنـاء وترميـم الكنائـس، واصلـت لجنـة تقنيـن أوضـاع الكنائـس عملهـا، حيـث تقدمـت الطوائـف المسـيحية بطلـب تقنيـن حوالـى (5415) كنيسـة ومبنـى خدمـي، ليصـل عـدد الكنائـس والمبانـي الخدميـة التابعـة لهـا والتـي تـم تقنيـن أوضاعهـا مـن (1800) كنيسـة ومبنـى فـى ينايـر 2021 إلـى (2162) كنيسـة ومبنـى فـى ينايـر 2022 بواقـع 11٨٦ كنيسـة و٩٧٦ مبنـى. وممـا هـو جديـر بالذكـر، أن فتـرة جائحـة كورونـا تسـببت فـى تأخيـر المعاينـات والدراسـات اللازمـة لتحديـد مساحة المبنـى الإنشـائية وأسـباب ملكيـة الأرض المقـام عليهـا الكنيسـة أو المبنـى ومطابقتـه لاشـتراطات البنـاء والحمايـة المدنيـة. وتجـدر الإشـارة إلـى أن المـادة الثامنـة مـن قانـون تنظيـم وبنـاء وترميـم الكنائـس تنـص علـى “وفـي سـائر الأحوال لا يجـوز منـع أو وقـف ممارسـة الشـعائر والأنشطة الدينيـة فـي أي مـن المبانـي المشـار إليهـا أو ملحقاتهـا لأي سـبب كان” ممـا يعنـي عـدم تعطيـل ممارسـة الشـعائر الدينيـة بـأي حـال مـن الأحوال فـى هـذه الكنائـس فـي إطـار أعمـال التقنيـن.
وذكر التقرير، أن الدولــة تواصل إصــدار قــرارات تخصيـص الأراضي لبنـاء الكنائـس بالمـدن الجديـدة، ففـي عــام 2014 تــم تخصيــص أراضٍ لبنــاء ٧ كنائــس فــى 5 مــدن (العبــور، الفيــوم الجديــدة، طيبــة الجديــدة، ســوهاج الجديـدة، القاهـرة الجديـدة)، فـى حيـن تـم فـي عـام 2015 تخصيــص أراضٍ لبنــاء 5 كنائــس فــي 5 مــدن (طيبــة الجديــدة، العاشــر مــن رمضــان، الشــروق، العبــور، ٦ أكتوبـر)، كمـا تـم تخصيـص أراضٍ فـى عـام 201٦ لبنـاء 9 كنائــس فــى ٨ مــدن (الصالحيــة الجديــدة، ٦ أكتوبــر، الفيـوم الجديـدة، أسـوان الجديـدة، 15 مايـو، المنيـا الجديـدة، أسـيوط الجديـدة، بـدر)، بينمـا تـم تخصيـص أراضٍ فـي عـام 2018 لبناء 10 كنائس فى ٦ مدن (سـوهاج الجديدة، قنا الجديدة، السـادات، العاشـر من رمضان، ناصر، العاصمة الإدارية الجديـدة)، وتـم تخصيـص أراضٍ عـام 201٩ لبنـاء 10 كنائـس فـي ٦ مـدن هـي (المنصـورة الجديـدة، حدائـق أكتوبـر، بنـي سـويف، بـدر، ناصـر، سـوهاج الجديـدة)، كمـا تــم تخصيــص أراضٍ عــام 2020 لبنــاء 10 كنائــس فــي 8 مــدن (الســادات، ٦ أكتوبــر الجديــدة، حدائــق أكتوبــر، بنـي سـويف الجديـدة، سـوهاج الجديـدة، غـرب قنـا، ناصـر، المنصــورة الجديــدة).
وفـي عـام 2021 تـم تخصيـص أراضٍ لبنـاء 5 كنائـس فـي 4 مدن هي: (العبور الجديدة، العاصمة الإدارية الجديدة، القاهـرة الجديـدة، دميـاط الجديـدة)، وتــم تنفيــذ خطــة بقيمــة 70 مليــون دولار مــن أجــل ترميــم بعـض الآثار المصريـة ومـن بينهـا معابـد يهوديـة في القاهرة والإسكندرية، وكان آخرهـا معبـد إلياهـو النبـي الـذي افتتـح فـي 10 ينايـر 2020 بعـد ترميمـه، وذلـك إلـى جانـب ترميـم المقابـر اليهوديـة القديمـة بمدينـة الفسـطاط بالقاهـرة.
وتواصـل الحكومـة مشـروعات ترميـم وصيانـة المواقـع الأثرية والمـزارات الدينيـة المختلفـة والمتعلقـة بمسـار رحلـة العائلـة المقدسـة خـلال عـام 2021 والـذي يمتـد بطـول 3500 كـم مـن سـيناء حتـى أسـيوط، حيـث تـم افتتـاح كنيسـة العـذراء والشـهيد أبانـوب بسـمنود بمحافظـة الغربيـة، وترميـم كنيسـة العــذراء بجبــل الطيــر بمحافظــة المنيــا. وتــم افتتــاح نقطــة بالمســار بتــل بســطا بمحافظــة الشــرقية، وتطويــر موقــع بئــر وشــجرة مريــم بالمطريــة وترميــم الشــجرة، وتطهيــر البئـر الأثري.
وتابع التقرير: “يحـرص السـيد رئيـس الجمهوريـة علـى تأكيـد أهميـة تجديـد الخطاب الديني على نحو يواكب تغيرات العصر والتطور الحضــاري ويســهم فــي القضــاء علــى التطــرف والتعصــب المذهبـي والطائفـي. كمـا جـرى إنشـاء أكبـر كنيسـة مسـيحية فـي مصـر بالعاصمـة الإداريـة الجديـدة –تنفيـذًا للوعـد الـذي قطعــه الســيد رئيــس الجمهوريــة- وقــد ســبق ذلــك مبــادرة أجهــزة الدولــة المختصــة إلــى ترميــم الكنائــس والمنشــآت الدينيــة المســيحية التــي تعرضــت للتلــف والتخريــب عقــب ثـورة 30 يونيـو 2013 والتـي بلـغ عددهـا 72 كنيسـة.
تحت عنوان تجديد الخطاب الديني ومكافحة التطرف، أوضح التقرير أن رئيس الجمهوريـة استقبل رئيس الكونجرس اليهودي العالمي فـى إبريـل ٢٠٢١، وتنـاول اللقـاء عـددًا مـن الموضوعـات مـن أهمهـا مكافحـة الفكـر المتطـرف، وأكـد السـيد الرئيـس علـى عمـق العلاقات الإستراتيجية بيـن مصـر والولايات المتحـدة، والتـي تمثـل أهميـة بالغــة فــي ظــل مــا يشــهده المحيـط الإقليمي مـن أزمــات تهــدد أمــن واسـتقرار المنطقــة بأسـرها.
كما استقبل الرئيس السـلطان مفضـل سـيف الديـن، سـلطان طائفـة البهـرة بالهنـد فـى يونيـو 2021 حيـث أكـد السـيد الرئيـس علـى عمـق العلاقـات الوطيـدة التاريخيـة بيـن مصـر.
وذكر التقرير، أن مرصد الأزهر ساهم فـي دعـم جهـود مكافحـة التطـرف والإرهاب حيـث أصـدر مـا يزيـد عـلى أربعـة آلاف تقريـر مـا بيـن يومـي وشـهري وسـنوي، وأكثـر مـن ألفـي منشـور ومئـة إصـدار مرئـي متنــوع بثلاثــ عشــرة لغــة، ودراســة لتفنيــد أهــم المصطلحـات الـواردة فـى سـياق التطـرف بعنـوان “مفاهيـم إسـلامية أفسـدتها تأويـلات المتطرفيـن”.
وأطلـق المرصـد عـددًا مـن الحملات منهـا حملـة بعنـوان: “حمايتهـم واجـب عليـك”، بهـدف التوعية بخطــورة التطــرف علــى أفــراد الأســرة التــي تعــد أحــد أركان المجتمــع، وحملــة أخــرى بعنــوان: “حرمــة الاعتــداء علــى دور العبـادة”، تتنـاول فيهـا بالرصـد والتحليـل ظاهـرة الاعتـداء علـى دور العبـادة وخطورتهـا علـى حريـة الإنسـان وحقـه فـي العبـادة واللجـوء إلـى خالقـه.
وقــام مركـز الأزهر للفتــاوى الإلكترونية برصــد العديــد مــن الفتــاوى المتشــددة، والشــبهات والمفاهيــم المغلوطــة، والـرد عليهــا، وتفنيدهـا، كمـا قـام برصـد عـدد مـن الظواهـر الاجتماعية السـلبية، وتبييـن الحكـم الشـرعي فيهـا.
وقـام مجمـع البحـوث الإسلامية بإطـلاق حملتيـن دعودعويين، الأولى بعنــوان: “خلقكــم مــن نفــس واحــدة”، وذلــك للتوعيــة بقيـم المواطنـة والعيـش المشـترك، والعمـل من أجل رفعة الوطن وإعلاء قيم الإنسانية والتراحم فيما بينهم، والثانيـة بعنـوان: “أسـوة حسـنة”.
كما أطلـق بیـت العائلـة المصريـة مبادرتيـن، الأولى بعنـوان: “ابـن مصـر.. مكانــة مصــر فــي الأديان الســماوية” هدفــت إلــى نشــر الوعــى القومــى وتنميـة روح الولاء والانتماء، والثانيـة بعنـوان: “حلمهـا النـور.. النـور مسـتقبلها فـي تعليمهـا”، هدفـت إلـى التوعية بالأضرار النفســية والصحيــة والجســدية والاقتصادية للتســرب مـن التعليـم، والسـلوكيات الضـارة بالفتيـات (الـزواج المبكـر، التحـرش، ختـان الإناث)، مـع تشـكيل الوعـي الإيجابي للفتيـان نحـو (التعامـل مـع المـرأة، الهجـرة غيـر الشـرعية، المواطنـة وقبـول الآخر).
وأصــدرت الكنيســة الأرثوذكسية طبعــة خاصــة مــن كتــاب “المقــر البابـوي للكنيسـة القبطيـة الأرثوذكسـية عبـر التاريـخ”. ويأتـي صـدور هـذه الطبعـة فــي إطــار الحــرص علــى إتاحــة الكتــاب للمصرييــن جميعًا للاطلاع علـى جـزء أصيـل مـن التاريـخ المصـري، وفـي إطـار توجـه الدولـة إلـى أهميـة تعريـف المصرييـن بتاريخهـم ومؤسسـاتهم الوطنيـة، وترسـيخ قيـم المواطنـة.
وشـاركت الكنيسـة الكاثوليكيـة فـى عـدد مـن الفعاليـات ومنهـا دورة “العالــم الدينــي الإسلامي والتحديــات المعاصــرة”، وكذلك فى لقاء بعنوان: “حوار السلام والطمأنينة” والـذي أكـد علـى أن التعاليـم الصحيحـة للأديان تدعـو إلـى التمسـك بقيـم السـلام وإعـلاء قيـم التعـارف المتبـادل والأخوة الإنسانية، والعيـش المشـترك.
وعلــى مســتوى التعليم الجامعــي؛ عقــدت عــدد مــن الجامعــات لفعاليــات فــى مجــال تجديــد الخطــاب الدينــي ومناهضــة العنــف وقبــول الآخر.
وفي جهود تعزيز المواطنة، خصصـت وزارة التضامـن الاجتماعـي تحـت شـعار: “كلنـا مصريـون… تنوعنـا قـوة” ميزانيـة قدرهـا 12 مليـون جنيـه لمـدة عـام، مقدمـة مـن صنـدوق دعـم الجمعيـات والمؤسسـات الأهلية بالـوزارة، وذلـك لدعـم ثمانـي جمعيـات أهليـة لتنفيـذ التدخـلات المطلوبـة فـي خطـة تعزيـز قيـم وممارسـات المواطنـة ببعـض قـرى محافظـة المنيـا الأكثر تضـررًا.
وتحت عنوان الجهود المصرية على الساحة الدولية ذات الصلة بتعزيز ثقافة السلام والحريات الدینية، ذكر التقرير، أن الجمعيـة العامـة للأمم المتحـدة اعتمدت فـي ينايـر 2021 قرارًا قدمتـه مصـر والسـعودية والمغـرب، بالاشتراك مـع عـدد مـن الـدول الصديقـة، بعنـوان: “تعزيـز ثقافـة السـلام والتسـامح مــن أجــل حمايــة المواقــع الدينيــة”، يأتــي هــذا القــرار علــى خلفيــة تصاعــد حالات التعصــب الدينــي والتمييــز علــى أســاس الديــن، وتزايــد الحاجــة إلــى تعزيــز قيــم المواطنــة، والتعايـش المشـترك وقبـول الآخر، حيـث يحـث القـرار جميـع الـدول علـى اتخـاذ تدابيـر فعالـة للتصـدي لدعـوات الكراهيـة علـى القوميـة أو العنصريـة أو الدينيـة التـي تشـكل تحريضًـا على التمييــز أو العنــف.
وشــاركت وزارة الخارجية فــي الاجتماعات التــي عقــدت فـي إطـار التحالـف الدولـي لهزيمـة داعـش، وفـي مقدمتهـا الاجتماع الـوزاري الـذى عقـد فـي رومـا فـي يونيـو، 2021 واجتمــاع المجموعــة المصغــرة الــذي عقــد علــى مســتوى المديرين السياسـيين فـي بروكسـل يـوم 2 ديسـمبر 2021، بالإضافة إلــى الاجتماعات الدوريــة لمجموعــة العمــل المنبثقــة مــن التحالــف التــي تناولــت ســبل تعزيــز جهــود الــدول الأعضاء للتصــدي لتنظيــم داعــش.
كما تــرأس وزيــر الخارجيــة فــي نوفمبــر 2021 جلســة مجلــس الســلم والأمن الإفريقي المنعقــدة عبــر الفيديــو كونفرانــس حــول مكافحــة الفكــر المتطــرف وتمويــل الإرهاب، وذلــك فــي إطــار برنامــج عمــل الرئاســة المصريــة لمجلــس الســلم والأمن الإفريقي خلال شــهر نوفمبــر.