2 أغسطس 2021
أقيم المؤتمر العالمي للإفتاء في 2 أغسطس 2021، لمدة يومين تحت عنوان “مؤسسات الفتوى في العصر الرقمي تحديات التطوير وآليات التعاون”، تضمن عدة جلسات لمناقشة موضوعات إدخال المؤسسات الإفتائية في العصر الرقمي وتحديات تطبيق الرقمنة فيها، وكيفية الاستفادة بالتقنيات الحديثة في إقامة جسور التعاون بين هذه المؤسسات، خاصةً في سياق استخدام الاجتهاد الجماعي ووضع طرائق وآليات للفتوى الجماعية بجميع صورها الوطنية والعالمية، وبيان مدى استخدام المؤسسات الإفتائية للتطور الرقمي في عبور الأزمات ومواجهة الجوائح، مثل جائحة كورونا، وتفعيل الإفتاء الجماعي في التعامل مع هذه الأزمة.
وضم المؤتمر 3 ورش عمل، وهي[1]:
الورشة الأولى: الفتوى والعصر الرقمي.. كيف نقتحم الميدان؟ وقد ناقشت هذه الورشة كيفية استفادة مؤسسات الفتوى من تكنولوجيا المعلومات، ووقفت على أهم البرمجيات اللازمة للمؤسسات الإفتائية لتنفيذ التحول الرقمي، وعرضت لبعض المؤسسات الإفتائية التي نجحت في التحول الرقمي وكيفية إفادتها من هذا التطور في الفتوى وإدارة العملية الإفتائية داخلها.
وأما الورشة الثانية فكانت لعرض نتائج حصاد المؤشر العالمي للفتوى في 2020/2021م، وفي هذه الورشة تم استعراض نتائج التحليل المقارن للسنوات الأربع الماضية من خلال دراسات مقارِنة لقضايا الفتوى، وتقديم رؤى استشرافية تنهض بالخطاب الإفتائي، كما تمت مناقشة المرحلة الثانية من عمل محرك البحث الإلكتروني للمؤشر وقاعدة بياناته، وخرجت الورشة بمجموعة من النتائج والتوصيات التي تسهم حال تطبيقها في تحسين وتطوير العمل في المنظومة الإفتائية.
وجاءت الورشة الثالثة تحت عنوان: تدريب المفتين عن بُعد.. طريقٌ للتأهيل الإفتائي باستخدام التقنية الرقمية، وقد تم في هذه الورشة عرض تجربة موقع “إعداد المفتين عن بُعد” التابع لدار الإفتاء المصرية كأول مؤسسة مهنية متخصصة تعمل على إعداد وتأهيل المفتين من خلال الجمع بين التكوين العلمي المتخصص والتدريب العملي على الفتوى ومهاراتها.
وقال الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، خلال المؤتمر إن الشريعة الإسلامية بها أحكام قطعية لا يتطرق إليها تغيير، وأحكام أخرى ظنية مجال رحب للاجتهاد، مطالبًا بإصدار تشريع يلزم بألا يتصدر للفتوى إلا المتخصصون والمؤهلون من العلماء، مع فرض عقوبة على من يتصدى للإفتاء دون موافقة الجهات المختصة، وإلزام المنابر الإعلامية والمؤسسات المختلفة بأن تأخذ الفتوى من العلماء المتخصصين الذين تجيزهم الجهات المختصة.[2]
وأضاف الضويني أن التحديات التي تمر بها الأمة الإسلامية
اليوم تؤكد ضرورة وجود ما يسمى بالفتوى الواعية أو الفتوى الرشيدة، وهي تلك
الفتوى التي تنظر إلى الشريعة الصالحة لكل زمان ومكان، وما أنتج حولها من تراث
ثري، ولا تغمض في الوقت نفسه عينها عن واقع الناس، وحركة حياتهم، مؤكدًا أن
العصر الراهن شهد تطورات كثيرة في كافة المجالات العلمية والثقافية والاجتماعية
والاقتصادية والسياسية، نشأت عنها كثير من المستجدات والقضايا التي لم تكن
موجودة من قبل في تراثنا الفقهي، وهذا يؤكد ضرورة وجود اجتهاد جماعي متعدد
الرؤى، من خلال علماء المجامع الفقهية من كافة الدول الإسلامية بعيدًا عن
الاجتهادات الفردية.
[1] الموقع الإلكتروني لدار الإفتاء
https://www.dar-alifta.org/Home/ViewArticle?ID=7818
[2] وكيل الأزهر خلال كلمته في مؤتمر الإفتاء”مؤسسات الفتوى في العصر الرقمي”: لابد من اجتهاد جماعي متعدد الرؤى بعيدًا عن الاجتهادات الفردية، بوابة الأزهر، 2 أغسطس 2021