22 أغسطس 2022
نظمت الهيئة القبطية الإنجيلية، فعاليات مؤتمر “التسامح ومواجهة العنف.. من المبدأ إلى التطبيق” خلال يومي الاثنين والثلاثاء 22 و23 أغسطس 2022. حضر المؤتمر الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، والدكتور أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية في مصر، وعدد من النواب وأعضاء مجلس الشيوخ. ناقش المؤتمر موضوعات “التسامح منهج حياة، والعنف.. الجوانب الاجتماعية والثقافية، وآليات نشر ثقافة التسامح ومواجهة العنف، والإعلام وتشكيل الوعي الاجتماعي، والثقافة وبناء الشخصية، والشباب وبناء الوعي”.
وقال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، في كلمته إنه لا وجود لأى خطب صفراء تخرج عن النص المسموح لها بالمساجد، وأن هذا الأمر انتهى تمامًا، ولا يسمح بوجود أي أئمة تعتلي المنابر تخرج عن النص الذي يقوم على التسامح وقبول الآخر، قائللًا: “من يجد أي خطيب يخرج عن النص يبلغني وسوف أتخذ إجراء عاجلًا ضده.”
وأوضح الوزير أن التسامح ليس فقط قبول الاختلاف وإنما أيضًا مراعاة مشاعر الآخر والحرص على المودة الوطنية الخالصة، لافتًا النظر إلى أن هناك توجهًا لعمل دورات لجميع الأئمة لدراسة بناء الخطبة، وأن هناك تدريبًا لعدد 5 آلاف إمام على مدى شهر من أجل التثقيف، فرجل الدين يبني ولا يهدم ويجمع ولا يفرق وهذا هو الدور الأصيل لرجل الدين.
وعارض وزير الأوقاف صيغة دعاء متداول بكثرة لطلب الشفاء للمسلمين، معتبرًا أنه يدعو إلى التفرقة وعدم التسامح، قائلًا “كل مريض مصري يعود لنا، وما المشكلة أن تدعو للجميع وتكسب ثواب الجميع، ولا يجب أن تدعو بمثل هذه الدعوات التي تفرق ولا تجمع.. يجب مراعاة معنى الجمل التي تُقال، والتفكير في كل كلمة تُكتب أو تُقال، فرجل الدين يبني ولا يهدم ويجمع ولا يفرق”، مشيرًا إلى أنه وجه الدعوة لكل الأئمة لعمل دورات توعية “لتخرج خطبة الجمعة لنسيج واحد، وبوعي وفهم وطني صحيح للدين وتنمية الحس الإنساني والديني والوطني”.
وفي كلمته قال الدكتور القس أندرية زكى “في البدايةِ، أشيد بجهود وزير الأوقاف د. مختار جمعة في قضيةِ التسامحِ، والدورِ الكبيرِ الذي تقومُ بهِ الوزارةُ. وقد تَشاركنا معَه في العديدِ منَ المؤتمراتِ حولَ قضايا العيشِ المشتركِ والتسامحِ. كمَا أنَّ المتابِع لمقالاتِه، ومؤلَّفاتِه، وتصريحاتِهِ الصحفيةِ والإعلاميةِ، يجدُ اهتمامًا كبيرًا بقضيةِ التسامحْ. ومَنْ يتابعَ عملَ وَزارةِ الأوقافِ يجدُ نشاطًا كبيرًا في إصدارِ المؤلفاتِ التي تهتمُّ بالقضايا الوطنيَّةِ كالمواطنةِ والعيشِ المشتَرَكِ، والتركيزِ على دورِ المؤسسةِ الدينيةِ في خدمةِ المجتمعِ، وتعزيزِ السلمِ المجتمعيِّ، ونشرِ القيمِ المجتمعيةِ الإيجابيةِ ومواجهةِ التشددِ والتطرفِ”.
وتابع خلال كلمته: “وأودُّ أيضًا أنْ أعبرَ عنْ تقديري للمجهودِ المبذولِ في كتابْ “التسامح منهج حياة”، وهو يضمُّ مجموعةً منَ الأبحاثِ تتناولُ قضيةَ التسامحِ منْ عدةِ جوانبْ، لنخبةٍ من العلماءِ والمفكرينَ منْ مصرَ وخارجِها. وتحدث زكي عن التسامح في الأديان، مشيرًا إلى أن الناسَ جميعًا أبناءُ العائلةِ الإنسانيةْ، وكلَّهم لهمُ الحقُّ في العيشِ والكرامةِ دونَ استثناءٍ أو تمييزْ؛ فالإنسانُ، هو خليقةُ اللهِ، وهو مكرَّمٌ في كلِّ الأديانْ، بصرفِ النظرِ عن جنسِهِ أو لونِهِ أو انتمائِه، وعليهِ مسؤوليةٌ في إعمارِ الأرضْ. هذا الإعمارُ لنْ يتحققَ إلا بسيادةِ مبدأ التسامحِ والتعاونِ والتكاملْ. فالاختلافُ لا يجبُ أنْ يكونَ سببًا للتنافرِ والعداوةْ، بل للتعارفِ والتلاقي على الخيرِ والمصلحةِ المشتركةْ”.