8 يونيو 2019
رفضت الإدارية التعليمية بمركز القوصية شمال محافظة أسيوط إطلاق اسم الشهيد أبانوب ناجح على إحدى مدارس المركز، وذلك بحجة اعتراض الأهالي وعدم موافقتهم، ذلك بالرغم من إصدار اللواء جمال نور الدين، محافظ أسيوط، تعليمات رسمية بإطلاق اسم الشهيد أبانوب شهيد الكمين 14 بسيناء على إحدى مدارس القوصية بأسيوط، تكريمًا له لما قدمه فى الدفاع عن وطنه في الحرب على الإرهاب بسيناء.
جاء ذلك أثناء تقديم المحافظ واجب العزاء لأسرة المجند أبانوب ناجح الذي استشهد في الحادث الإرهابي الذي استهدف أحد الأكمنة الأمنية بمدينة العريش في شمال سيناء، وأسفر عن سقوط وإصابة بعض رجال القوات المسلحة والشرطة، وذلك بالسرادق المقام بمسقط رأسه بقرية بني قرة التابعة لمركز القوصية.
وأعلن محافظ أسيوط عن تقديم جميع أوجه الدعم والمساعدة لأسرة الشهيد، وإطلاق اسمه على أحد مدارس مركز القوصية، تخليدًا لذكراه.
وفقًا لإفادة من أسرة المجند فإن الإدارة التعليمية بأسيوط رفضت وضع اسم الشهيد “أبانوب ناجح” بحجة اعتراض الأهالي علمًا أن المدرسة التي تم اختيارها، وهي المدرسة الإعدادية الحديثة بالقوصية المملوكة للدولة، وليست لمتبرع ولا يحق لأي شخص الاعتراض على القرار.
وقال شنودة ناجح شقيق الشهيد: “نحن لم نطلب شيئًا، ومن صرح بوضع اسم الشهيد على إحدى مدارس القوصية في تصريح رسمي هو المحافظ، وتم اختيار مدرسة قرية رافائيل، ولكن فوجئنا أن الإدارة التعليمية تخبرنا بوجود اعتراض، وعند اتصالنا بإدارة المدرسة أكدوا أنهم لا يعلمون شيئًا عن اللافتة ولم يتم إخبارهم، وعند اختيار مدرسة القوصية الحديثة جاء الرد أيضًا بوجود اعتراض، رغم أنه لم يتم الإعلان عن اسم المدرسة فكيف عرف الأهالي ومتى اعترضوا خلال 24 ساعة! وأين كلمة المحافظ الذي أعطى توجيهًا بذلك؟”
في 16
يونيو 2019، نشر المكتب الإعلامي لمحافظة أسيوط بيانًا جاء فيه: أطلق اللواء جمال نورالدين محافظ أسيوط اسم الشهيد
البطل المجند “أبانوب ناجح مرزوق عطية” على
كوبرى قرية بني قرة بمسقط رأسه بمركز القوصية تخليدًا لذكراه وعرفانًا بتضحياته،
والذي استشهد في الحادث الإرهابي الذي استهدف أحد الأكمنة الأمنية بمدينة العريش
بشمال سيناء، وأسفر عن استشهاد وإصابة بعض من رجال القوات المسلحة والشرطة.
حيث شهد المهندس نبيل الطيبي سكرتير مساعد المحافظة
نائبًا عن الوزير المحافظ إجراءات وضع لافتة تحمل اسم الشهيد على كوبري بني قرة
بمركز القوصية بحضور رئيس مركز ومدينة القوصية وممثلي الأوقاف والكنيسة المصرية
وبعض القيادات الشعبية والتنفيذية.
وأشار المحافظ – في تصريحات له – إلى أنه تم إطلاق اسم الشهيد على كوبري قرية بني قرة المؤدي لقريته بناءً على ما انتهى إليه رأي اللجنة المشكلة من المستشار العسكري للمحافظة ورئيس مركز ومدينة القوصية ومسؤول مكتب رعاية أسر الشهداء والمصابين والجهات المعنية ووفقًا للضوابط والقوانين المنظمة لذلك، مؤكدًا حرص المحافظة على تكريم أسر الشهداء ومساعدتهم بكافة السبل الممكنة معلنًا تقديمه كافة أوجه الدعم والمساعدة لأسرة الشهيد داعيًا المولى عز وجل أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته وأن يلهم أهلهم الصبر الجميل وأن يحفظ مصر شعبًا وجيشًا وقيادة.
عقب نشر بيان المحافظة سادت حالة من الرفض والاعتراضات من قبل نشطاء أقباط ومسلمين على مواقع التواصل، معتبرين أن هناك تخاذلًا واضحًا في تطبيق القانون، بعدما قرر المحافظ في وقت سابق تكريم “أبانوب” بوضع اسمه على إحدى المدارس الحكومية.
ونشر موقع محافظة أسيوط على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك صور تجمع عدد من مواطني القرية المسلمين بصحبة أحد الشيوخ والقساوسة أمام لافتة الكوبري لنشرها إعلاميًّا، في حين غابت أسرة الشهيد كنوع من الاعتراض على هذه الخطوة.
وفي 16 يونيو 2019، تقدم النائب البرلماني هيثم الحريري ببيان برلماني إلى رئيس الحكومة ووزراء الإدارة المحلية والتعليم، استنكر فيه التعنت في تطبيق القانون في إطلاق أسماء المدراس على شهداء القوات المسلحة من المسيحيين.
وقال “الحريري”: ما حدث فى محافظتي أسيوط وسوهاج من تعنت المسؤولين فى تكريم بعض أفراد القوات المسلحة الذين استشهدوا فى عمليات إرهابية ومنع وضع اسمهم على إحدى المدارس تكريمًا لهم ولأسرتهم وذلك بسبب ديانتهم هو “إذكاء للفكر المتطرف” ودعم معنوي لأصحاب هذا الفكر الإرهابي. وطالب عضو البرلمان رئيس مجلس الوزراء بسرعة التدخل من أجل تكريم مستحق لأبناء مصر وأفراد القوات المسلحة والشرطة بغض النظر عن ديانتهم، ومحاسبة المسؤولين عن التقصير والإساءه لصورة مصر.