9 إبريل2017
قُتل ثمانية وأربعون شخصًا، منهم 38 مسيحيًّا، وأصيب العشرات في تفجيرين، استهدف الأول كنيسة مارجرجس بمدينة طنطا بمحافظة الغربية، بينما استهدف الثاني الكنيسة المرقسية في الإسكندرية أثناء تواجد الأنبا تواضروس بابا الإسكندرية بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية بها، وذلك في أثناء قداس “أحد السعف” أو “أحد الشعانين” السابق لعيد القيامة. وقد أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي مساء نفس اليوم حالة الطوارئ في البلاد لمدة ثلاثة شهور، بينما، أعلن تنظيم ولاية سيناء التابع لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” بعد ساعات قليلة من وقوع التفجيرات مسؤوليته عن التفجيرين في بيان منشور على موقع وكالة أعماق التابعة للتنظيم.
وأوفدت المبادرة المصرية بعثة تقصي حقائق إلى مدينة طنطا ومحافظة الإسكندرية، وحصلت على عدد من الإفادات المتنوعة عن كيفية وقوع الاعتداءات، كما حضرت الصلاة على جثامين الضحايا.
وقع التفجير الأول في كنيسة مار جرجس أبو النجا بمدينة طنطا، حيث فجر انتحاري نفسه داخل الكنيسة بعد أن وصل إلى الصفوف الأمامية للمصلين في الجانب المخصص للرجال، ما أدى لسقوط الضحايا كافة من الرجال، وقد أسفر تفجير الكنيسة عن مقتل ثلاثين قبطيًّا، وإصابة حوالي 71 آخرين، أثناء حضورهم القداس.
وقال ماجد مدحت (طالب في الصف الثالث الثانوي) أحد الناجين من الحادث لباحث المبادرة المصرية: “أنا شفت الانتحاري بعيني، هوه راجل كان لابس جاكيت بني دخل الكنيسة ووصل للصفوف الأمامية وفجر نفسه”.
وقد أفاد شهود العيان بأن أحد الكهنة، قد أصيب بحالة إغماء قبل دقائق من التفجير، ونقل إلى غرفة مجاورة، وعلى إثر ذلك ذهب كهنة الكنيسة للاطمئنان عليه وتركوا مقاعدهم المجاورة لخورس الشمامسة القريب من موقع تفجير الانتحاري لنفسه، وهو ما ساعد على نجاتهم من التفجير.
وفقًا لشهود العيان، فإن البوابات الإلكترونية لكشف المعادن أمام باب الكنيسة كانت معطلة، وأن الانتحاري مر من خلالها، فقد أجمع الناجون من الحادث وشهود العيان في شهاداتهم للمبادرة المصرية على وجود تقصير أمني، وبخاصة أن الكنيسة ذاتها تعرضت لمحاولة تفجير سابقة قبلها بعشرة أيام، حيث كشف مصدر أمني أن قوات الأمن عثرت على قنبلة بجوار الكنيسة بعد أن أبلغ الأهالي عن وجود جسم غريب بجوار الكنيسة، مؤكدًا أن قوات المفرقعات تمكنت من التعامل مع القنبلة، كما تم تمشيط المنطقة المحيطة بحثًا عن عبوات أخرى.
وقال أحد الشهود: “البوابات الكاشفة للمعادن مش شغاله كويس، طيب يبقى تفتش الناس يدوي بنفسك وهناك تقصير أمني واضح”.
وقالت إحدى الناجيات: “القصور الأمني واضح.. أنا من سكان المنطقة المحيطة بالكنيسة.. ويومها أنا دخلت بدون أي تفتيش”.
ومن جانبه قال أحد قساوسة الكنيسة في ذكرى الأربعين للضحايا: “الروبوت كان هنا، وشال القنبلة إللي قدام الكنيسة قبل تفجيرات أحد السعف، وبعدها بأسبوع حصل إللي حصل، وما كانش فيه ربع التحصينات والأمن ده، بس عشان المحافظ جاي النهارده فيه كل ده، كان بالأولى يعملوها قبل التفجير ما يحصل”.
وقد أصيب مبنى الكنيسة ببعض التلفيات وتحطمت نوافذ الكنيسة ومقاعدها الخشبية وفقًا لباحثي المبادرة المصرية للحقوق الشخصية.
وأسفر الحادث عن وفاة ثلاثين قبطيًّا:
عادل أسعد شكري، فادي رمسيس رؤوف صليب، مدحت موسى، بولا عبدالله، شادي كمال، بيشوي نادي، سليمان شاكر، فيكتور فايز، مينا نعيم، فخري لطيف مرقص، رجائي لطفي صادق، عادل سليمان عبدالسيد، ريمون يوسف ميشيل لبيب، مجدي سامي جرجس، سعد ذكي بدوي، أنور إسكندر، مايكل سمير إسكندر، صمؤئيل جورج نجيب، فادي وليم، مايكل نبيل راغب، ميشيل عبدالملك، بيشوي القمص دانيال، سامي فام جرجس، خيري كيرلس منصور، وليم نصيف يوسف، سليمان الورداني سليمان أيوب عوض الله، رؤوف بطرس، ميشيل لبيب، بولا عبد الله.
بعد ساعات من الحادث، أعلنت وزارة الداخلية في بيان رسمي لها هوية منفذ الحادث، وقال البيان:
“تبين أنه الهارب ممدوح أمين محمد بغدادى من مواليد25 يونيو1977 بقنا ويقيم بنجع الحجيرى الظافرية مركز قفط وحاصل على ليسانس آداب، ويعد أحد كوادر البؤرة الإرهابية التي يتولى مسئوليتها الهارب عمرو سعد عباس إبراهيم، والتي يعتنق عناصرها الأفكار التكفيرية وسبق تلقيه تدريبات عسكرية على استخدام السلاح وتصنيع العبوات المتفجرة، ومشاركته في عملية التعدي على كمين النقب بالوادي الجديد”.
وأوضح البيان أيضًا أن قوات الأمن تمكنت من ضبط ثلاثة من العناصر الإرهابية الهاربة وهم “سلامة وهب الله عباس إبراهيم مواليد24 مايو1982 قنا ويقيم بها في الأشراف البحرية – مركز قنا – حاصل على ليسانس حقوق ويعمل عامل بشركة لحفر آبار المياه، وعبد الرحمن حسن أحمد مبارك من مواليد 8 يوليو 1982 بمحافظة قنا ويقيم بها في المخادمة – مركز قنا – اختصاصي اجتماعي بمعهد أزهري، وعلي شحات حسين محمد شحاته من مواليد 3 يناير 1978 قنا ويقيم بها في الأشراف البحرية ـ الشويخات – مركز قنا – حاصل على دبلوم فني صناعي”.
كما أعلنت وزارة الداخلية عن مكافأة مالية قدرها500 ألف جنيه لمن يتقدم بمعلومة تُمكن أجهزة الأمن من ضبط أي عنصر من الهاربين المذكورين في بيانها.
هذا، وقد تم انتهاء إجراءات الطب الشرعي والصلاة على الجثامين في نفس اليوم، في سياق من سيطرة مشاعر الغضب على قطاع من أهالي الضحايا الذين هاجموا الإعلام، بينما خصصت مطرانية طنطا مدفن داخل سور الكنيسة، وحصلت على الموافقات الرسمية بذلك.
وقد أرسل البابا تواضروس الثاني رسالة تعزية لأهالي الضحايا من خلال الأنبا بولا أسقف طنطا وتوابعها، جاء نصها:
“مع عيد دخول المسيح أورشليم نودع أحباءنا شهداء كنيسة مار جرجس في طنطا الذين اختارتهم السماء في يوم عيد يحملون سعف النخيل مع أغصان الزيتون ليعيّدوا فيستقبلهم المسيح بنفسه لأنهم على رجاء القيامة رحلوا. كانوا صائمين ومستعدين للأسرار المقدسة، وكانوا في حال الصلاة مسبحين بكل قلوبهم. في زمن الآلام اجتازوا الآلام ليفرحوا بالقيامة المجيدة. ألم الفراق يعتصرنا، ولكن أحضان المسيح تعزينا. نتألم لرحيلهم، ولكننا لأننا نحبهم، فإنهم أحياء في قلوبنا. يصلون عنا وعن مسكنتنا. تعزيتي القلبية لكل الأسر المتألمة وصلاتي من أجلهم ومن أجل الجرحى والمصابين ولنيافة الأنبا بولا وكل الآباء والشمامسة والكشافة وكل الشعب في الإيبارشية المحبة للمسيح”.
تفجير على باب الكنيسة المرقسية بالإسكندرية
أما الحادث الثاني، فقد قام انتحاري بتفجير نفسه بحزام ناسف على باب الكنيسة المرقسية بالإسكندرية بحي المسلة قسم العطارين، في تمام الساعة الثانية عشرة و47 دقيقة، ورصدت كاميرات المراقبة الخاصة بالكنيسة محاولة شخص دخول الكنيسة من باب بجوار البوابة الكاشفة للمعادن إلا أن المسئول عن الأمن الداخلي للكنيسة نسيم فهيم طلب منه المرور من البوابة الإلكترونية وهو ما أربكه بعد أن مر منها واستشعر الجهاز وجود شيء ما فطلب منه الضابط أن يرجع للخلف، ويمر مرة أخرى من البوابة فتراجع خطوة، وقبل مروره مرة أخرى قام بتفجير نفسه.
وأفاد القمص آبرام أميل كاهن الكنيسة المرقسية بالإسكندرية: “عم نسيم فهيم المسئول عن أمن الباب الخارجي للكاتدرائية قام بدور بطولي وكبير جدًّا وهو صاحب الفضل في نجاة الكنيسة من دخول هذا الإرهابي إلى الكنيسة”، موضحًا أن عمل نسيم عادة داخل الكنيسة إلا أنه طلب منه قبل الحادث بأسبوع أن يساعد عمال الكنيسة على البوابة الخارجية لقلة عددهم.
وتابع القمص آبرام: “أنهينا القداس عند الثانية عشرة إلا عشر دقائق، وكانت معظم الناس قد انصرفت، فكان هناك أكثر من 3000 شخص بالكنيسة، أما عن الشائعة الثانية التي ترددت بين الناس أن البابا ترك الكنيسة وقت الانفجار، فهذا غير حقيقي لأن قداسة البابا مكث ثلاثة ساعات ونصف بعد الانفجار بالكنيسة للاطمئنان على أولاده والتأكد من نقل المصابين إلى المستشفيات”.
وقال رفيق بشري رئيس لجنة النظام بالكنيسة: “لجنة النظام بالكنيسة كانت مقسمة إلي جزأين، جزء خاص بتجليس الناس داخل الكنيسة خاصة أنه في هذا اليوم ومع حضور قداسة البابا تضاعفت الأعداد، والجزء الأخر يكون خارج الكنيسة عند الباب الخارجي لمتابعة الدخول والخروج لمساعدة المكلفين من قوات الأمن. ولكن ليس مسئوليتنا التفتيش لكن مسئوليتنا المساعدة في التعرف على الحاضرين من أبناء الكنيسة وتوجيههم للدخول إلى الكنيسة ليكمل الجزء الآخر من لجنة النظام بالقيام بتجليس الحضور”.
وأضاف بشري: “وبعد انتهاء قداسة البابا من القداس حوالي الساعة 12 ظهرًا ومعرفتنا بالحادث الإرهابي بكنيسة مارجرجس بطنطا فكان هدفنا الأساسي هو إخلاء الناس من الكنيسة بطريقة سريعة وبالفعل تم إخلاء أغلب الكنيسة حوالي الساعة 12 ونصف إلا أن البعض كان موجود بالكنيسة، البعض بجوار الكانتين بالكنيسة يتناول الإفطار والبعض الآخر بالداخل وبعض الناس الذين يقومون بافتراش الزعف بفناء الكنيسة أمام مكتبة الكنيسة وكل أعضاء لجنة النظام كانوا بداخل الكنيسة وحوالي الساعة 12 و47 دقيقة سمعنا صوت انفجار شديد هز جميع أرجاء الكنيسة فهرول الجميع إلى الخارج وجدنا الجثث والدماء متناثرة بجوار الباب الخارجي وبعد بوابه الكنيسة بأمتار”.
وقالت راندا بشير إسحق التي فقدت طفلتها الصغيرة لوسيندا في إفادتها: “كنت أحضر القداس أنا وبنتي الصغيرة ووالدتي وبعد انتهاء القداس الساعة 12 خرجنا من الكنيسة في اتجاه شارع سيزوستريس وذلك لطلب تاكسي أوبر لوالدتي لتوصليها وكل ذلك استغرق وقت حوالي أكثر من نصف ساعة حتي حضر التاكسي لنا”.
تتابع راندا “وبعد ذلك لم أعرف لماذا قمت بالمرور مرة أخرى من شارع الكنيسة وكنت أسير علي الرصيف الثاني المقابل إلى الباب الخارجي للكنيسة فلم أشعر إلا بصوت انفجار قوي على إثره وقعت علي الأرض ووجدت ابنتي الصغيرة بجانبي ملقاة ولم أعرف أنها توفت إلا بعد الذهاب إلى المستشفى وتمت إفاقتي وكانت الصدمة كبيرة جدًّا عليَّ”.
وتقول ماري إداور إحدى المصابين بكسور بالذراع وشظايا بالساق والأمعاء الدقيقة والغليظة، والتي فقدت زوجها كريم غطاس: “كنت أنا وكريم بالكاتدرائية نحضر القداس وبعد نهاية القداس الساعة 12 طلب مني زوجي الانتظار حتي تهدأ زحمة الخروج من باب الكنيسة وقت الانصراف وقبل وصولنا إلى الباب بأمتار قليلة استوقفتني زوجة أخي وأثناء الحديث معها حدث الانفجار، وقعت على الأرض ولكن كنت واعية لما يحدث وزوجي ملقى بجانبي علي الأرض والدم بينزف منه وفقد الوعي وانتقلت بعد ذلك إلى المستشفى العسكري أنا وزوجي، ورغم أنهم عملوا لي عدة عمليات بالبطن لوجود 14 شظيه رغم أني حامل في الشهر الثالث لكن الحمد لله الجنين بخير”.
وتقول قوت القلوب إحدى مصابي الحادث: “كنت في طريقي لصيدلية خليل إللي بجوار الكنيسة علشان أشتري أدوية وقبل وصولي إلى الصيدلية بحوالي أربع محلات وقع الانفجار ولم أدري بنفسي غير وأنا مرمية على الأرض ومش قادرة أحرك رجلي وشعرت ساعتها أني فقدت رجلي حتى جاءت سيارة الإسعاف وتم نقلي إلى مستشفى القوات المسلحة ولولا أني قمت بتصوير بعض الورق قبل وصولي إلى الصيدلية الملاصقة للكنيسة كنت زماني مت لأن شدة الانفجار كانت كبيرة فأنا أصبت وأنا قبل الصيدلية بأربع محلات”.
ومن جانبه قال العميد شريف الحسيني أحد أفراد قوة الأمن المكلفة بتأمين الكنيسة ومن ضمن المصابين “كنت أجلس علي الرصيف المقابل لباب الكنيسة أنا والرائد عماد الركايبي والعميد نجوى الحجار المكلفين بالتأمين وماتوا، قمنا بإجراءات التفتيش على كافة بوابات الكنيسة في ليلة الحادث، وتأكدنا من كافة الإجراءات الأمنية وكانت الأمور تسير في هدوء تام بعد انتهاء القداس وبداية الناس في الانصراف من الكنيسة وفي لحظات حدث الانفجار ومن شدته وقعت على الأرض وظل جسمي ينزف، ورأيت الرائد عماد الركايبي والعميد نجوى بجانبي متوفين في الحال من أثر الانفجار . جاء أحد العساكر حملني وجرى بي بعيدًا حتى جاءت سيارة الإسعاف، تم إجراء 9 عمليات لي حتى الآن بالمستشفى”.
أسفر التفجير عن وفاة ثمانية عشر مواطنًا منهم ثمانية من رواد الكنيسة وعشرة من قوات الأمن ومدنيين آخرين، من بينهم أسماء:
1- جرجس غطاس عطا الله.
2- حنان لمعي درياس.
3- ميلاد نظيم جرجس.
4- الطفلة لوسيندا كريستيان كمال.
5- بيشوي عبد الملاك عيسى.
6- نسيم فهيم بخيت.
7- إبراهيم جرجس باخوم.
8- كريم غطاس أندراوس.
9- محمد صبحي
10- عصام الديب.
11- محمد رفعت شريف.
12- العميد نجوى عبد العليم الحجار.
13- الرائد عماد الركايبي.
14- أسماء أحمد إبراهيم.
15- أمنية محمد رشدي.
ومن جانبها أعلنت وزارة الداخلية في بيان لها هوية مرتكب الحادث:
“منفذ تفجير الكنيسة المرقسية بالإسكندرية يدعى محمود حسن مبارك عبدالله، مواليد 28/6/1986 بقنا ويقيم بحي السلام بمنطقة فيصل بمحافظة السويس، عامل بإحدى شركات البترول، والمطلوب ضبطه وإحضاره في القضية رقم 1040/2016 حصر أمن دولة. وتبين ارتباطه بإحدى البؤر الإرهابية التي يتولى مسئوليتها الهارب عمرو سعد عباس إبراهيم (مواليد 18/11/1985 بقنا ويقيم بها في الأشراف البحرية ـ حاصل على دبلوم فني صناعي- زوج شقيقة الانتحاري منفذ العملية) الذي اضطلع بتكوين عدة خلايا عنقودية يعتنق عناصرها الأفكار التكفيرية الإرهابية، فضلاً عن قناعة بعضهم بالأسلوب الانتحاري، لاستهداف مقومات الدولة ومنشآتها وأجهزتها الأمنية ودور العبادة المسيحية”.
وقد تم الصلاة على جثامين الضحايا بدير مار مينا بمنطقة مريوط بمحافظة الإسكندرية، حيث دفنت الجثامين بمقبرة الدير. وقد أرسل البابا تواضروس الثاني رسالة عزاء لأهالي الضحايا في الإسكندرية تلاها الأنبا دانيال أسقف المعادي خلال صلاة الجنازة، هذا نصها:
“قال القديس بولس الرسول: “لأعرفه وقوة قيامته وشوكة آلامه متشبهًا بموته” كلمات اختبرها هذا القديس، وها نحن نعيشها مع وداع أبنائنا الأحباء الشهداء من الكنيسة المرقسية بالإسكندرية. في يوم عيد وفرح واستقبال المسيح الوديع بالسعف والورود والتسابيح مع الألحان استعدادًا لبدء أسبوع الآلام الخلاصية، وبعد أن حضروا صلوات التجنيز العام، تهيئوا للرحيل يرحلوا فعلًا كما تقول كلمات الوحي الإلهي، ما هي حياتكم إنها بخار يظهر قليلًا ثم يضمحل، ويستقبلهم المسيح ضابط الكل في الأحضان السماوية بكل الفرح بعد أن أكملوا حياتهم الأرضيّة، نياحًا لهم. و عزاءً أيضًا لأبناء الشرطة الوطنية والذين ضحوا بأنفسهم من أجل مصرنا الحبيبة، هؤلاء حراس جبهتنا الداخلية، وصاروا في عداد شهداء الوطن الغالي، ونصلي من أجل المصابين والجرحى وكل الذين تأثروا بهذه الأحداث الجسام وليحفظ الله مصر بلادنا وكل أهلنا فيها من كل الشرور، واثقين في مستقبل مشرق و غد أفضل لكل البلاد والعباد”.
في 21 مايو، أمر النائب العام بسرعة إلقاء القبض على 17 متهمًا هاربًا في القضية المعروفة إعلاميًّا بـ”تفجيرات الكنائس”، والمتهمين بالانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي، وتكليف الجهات الأمنية بسرعة تنفيذ ذلك القرار.
1لدى المبادرة المصرية نسخة من أمر الإحالة للمتهمين وقائمة الاتهامات.
كما أحال النائب العام 48 متهمًا إلى القضاء العسكري، لاتهامهم بالانضمام لجماعة (داعش) الإرهابية، وتأسيس خليتين لها بمحافظتي القاهرة وقنا، وارتكابهم وقائع تفجير الكنائس الثلاث (البطرسية بالعباسية ومار مرقس بالإسكندرية ومار جرجس بالغربية) وقتل والشروع في قتل مرتاديها وقوات تأمينها، والهجوم على كمين النقب، وقتل عدد من القائمين عليه من قوات الشرطة، والشروع في قتل الباقين والاستيلاء على أسلحتهم وتصنيعهم وحيازتهم سترات وعبوات مفرقعة وأسلحة نارية وذخائر والالتحاق بتنظيم داعش الإرهابي خارج البلاد، وتلقيهم تدريبات عسكرية بمعسكرات تابعة للتنظيم بدول خارجية.1