6 فبراير 2023
قال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، إنَّ الفقة الحضاري في ظللِّ الشَّريعة الإسلامية يهدف إلى تحقيق الحياة الكريمة، وينقل عقلية المسلم من دائرةِ التَّبعيَّةِ والتَّخلُّفِ إلى دائرة الريادةِ والتَّقدُّمِ، وذلك على مستوى القلبِ والعقل والعلم والاقتصاد والثقافة وغير ذلك من مجالات الحياة، موضحًا أن هذا التقدم لن يتم إِلَّا عن طريق العلم الواعي، الَّذِي يقرُّ السَّلامَ منهجًا للحياة.
ودعا وكيل الأزهر، خلال كلمته بالمؤتمر العالمي الأول لفقه الحضارة، بإندونيسيا، والذي نظمته جمعية نهضة العلماء الإندونيسية بعنوان: “فقه إسلامي جديد لأجل الحضارة الإنسانية الجديدة (فقه الحضارة)”، العلماء والدعاة والمفكرين لأن يكون همهم الأول هو حفظ وحدة الأمة، وحماية الشُّعوب من التَّمَرُّقِ والتَّنازعِ، الَّذي يبدأ بالإقصاء والتهميش والازدراء، ويصل إلى التكفير والتَّبديعِ والتَّفسيق لأدنى خلاف. كما أوصى وكيل الأزهر العلماء بأن تتسع قلوبُهم وعقولهم للتنوع ما دام في إطار القواعد المستقرة، وأن يكون لديهم من رحابة الفكر وسلامةِ النَّظرِ ودقَةِ التَّأمل ما يعين على الوصول إلى الحق دون الانغلاق على مذاهب بعينها، وأن يعيدوا قراءةَ التُّراثِ وتقديمه للنَّاسِ بهذه النظرةِ الجديدة، وأن يرتكنوا إلى ما في التُّراثِ من قواعد حاكمة جعلته يستجيب للحاجات الحياتية المتجددة.
وأضاف الضويني خلال توصياته، أن تُبنى البرامج التعليمية والتثقيفية على ما يؤكد وحدة الأمة ويدعمها، وأن تنحي من حياتنا التعليمية والتثقيفية كل ما يعبث بهذه الغاية المقدسة، وكل ما يجذر لفرقة بغيضة أو اختلاف ممرض، وأن يُفوِّتَ العلماء والمفكرون والعقلاء الفرصة على المتربصين بالأمة الذين ينتظرون أي فرصة للطعن في ثوابتها وأصولها، ويعملون على تشويه هويتها.