جدل أرثوذكسي بشأن احتفالين لعيد الميلاد أسقفان يوجهان خطابًا للبابا تواضروس ويطالبان بجلسة طارئة للمجمع المقدس

2019-12-21 . تطورات سياسية . مؤسسات مسيحية

 21 ديسمبر 2019

 أثار قرار الأنبا سيرابيون مطران لوس أنجلوس _بعد موافقة البابا تواضروس الثاني_ بشأن الاحتفال بعيد الميلاد المجيد بحسب التقويم الغربي 25 ديسمبر، حالة من الجدل والانقسام بين المسيحين داخل وخارج مصر، وهو الأمر الذي أيده أيضًا الأنبا ديفيد أسقف نيويورك بالاحتفال بعيد الميلاد في التوقيت نفسه وهو 25 ديسمبر طبقًا لاحتفال الكنيسة الغربية.

من ناحية أخرى، رفض أساقفة بالكنيسة الأرثوذكسية القرار البابوي بإقامة قداس ليلة الميلاد 24 ديسمبر وآخر 6 يناير، وعلى رأس الأساقفة الذين رفضوا قرار البابا تواضروس وأسقف لوس أنجلوس؛ الأنبا مايكل أسقف فرجينيا والأنبا أغاثون أسقف مغاغة، وطالب الأسقفان في خطاب موجه للبابا تواضروس بتاريخ 21 ديسمبر 2019 بجلسة طارئة للمجمع المقدس، وتدخل البابا شخصيًّا لوقف قرار الاحتفال بقداس الميلاد في 24 ديسمبر.


وقال الأسقفان في خطابهما الموجه للبابا: لدينا عدد من الاعتراضات حول ما جاء بشأن بيان الأنبا سيرابيون مطران لوس أنجلوس:

 أولًا: “أنه قد لاحظنا أن هذا القداس مقام لأسباب رعوية، وبالرجوع إلى الكتاب الرعوي للبابا شنودة الثالث في العام 2011، أن سن قوانين جديدة للكنيسة، يجب ألا يتعارض مع التسليم الكنسي الثابت، لذا لا يجب أن تتم إجراءات طقسية أو احتفالية في يوم 25 ديسمبر، لأن هذا الاحتفال يتعارض مع التسليم الكنسي بأن عيد الميلاد يتم الاحتفال به حسب التقويم القبطي في 29 كيهك”.

ثانيًا: “الأنبا سيرابيون يقيم قداسًا إضافيًّا في 25 ديسمبر مرجعًا ذلك لاحتياجات رعوية، ولكن كان من الممكن أن تتم الاحتياجات الرعوية بعمل طقس القداس حسب صوم الميلاد المجيد، وليس حسب طقس عيد الميلاد المجيد”.

وأضافوا: “كان من الممكن أن يقوم الأنبا سيرابيون بعمل نهضات روحية ولقاءات خاصة بإيبارشيته، تؤدي إلى تحسن حالة الرعية روحيًّا وقضاء جزء كبير من الإجازة، ومع ذلك فإنه يمكن التقدم بطلب للجهات المسؤولة في الدولة، بإعطاء يوم عيد الميلاد إجازة خاصة للأقباط بالدولة، والاعتراض على موقف الأنبا سيرابيون بسبب خروجه عن مبدأ الإجماع الكنسي، وإيمان الكنيسة وعقائدها”.

وتابع أسقف مغاغة وأسقف فرجينيا: بخصوص توصية أقباط المهجر الصادرة عن أقباط المهجر الصادر عن المجمع المقدس في دورته الأخيرة، فإن الاحتياجات الرعوية يجب ألا تتعارض مع قوانين الكنيسة والتقاليد المقدسة وأن هذه التوصية لم توضح أنه سيكون هناك استثناءات رعوية خاصة بالأعياد، ولم تكن محددة جوانب هذه الاستثناءات.

وفي إشارة للبرتوكول المبرم بين الكنيسة المصرية والكنيسة البريطانية الموقع في 1994 وتم إقراره بالمجمع المقدس يونيو 1994، فقد شمل أحد بنوده أن الكنيسة المنضمة للكنيسة المصرية ستشارك الكنيسة المصرية أسبوع الآلام وعيد القيامة حسب التقويم القبطي أما بقية الأصوام والأعياد من الممكن أن تكون بحسب التقويم الجريجوري، وقد يكون البابا الراحل شنودة الثالث ومعه المجمع المقدس وافقوا على هذه الجزئية في الاتفاق نظرًا ﻷنهم انضموا حديثًا إلى الكنيسة المصرية وهم من جنسيات أخرى إلى حين التعرف على الكنيسة المصرية وإيمانها وعقيدتها، وحتى هذا البند من البروتوكول لم يأخذ حيز التنفيذ وانفصلت هذه الكنيسة عن الكنيسة المصرية منذ بضع سنوات.

وفيما يخص بند الأعياد: لفت خطاب الأسقفين إلى أن الأعياد جانب من جوانب التقليد المقدس المسلم للكنيسة منذ عصور قديمة، والكنيسة القبطية تعتمد وترتبط ارتباطًا وثيقًا في أعيادها على التقويم القبطي الذي هو امتداد للتقويم المصري ومعمول به منذ دخول المسيحية مصر.

وحذر البيان: أنه ربما يتربت على قبول وتبني مواعيد غربية _ولو إضافية_  لعيد الميلاد أن البعض من الإكليروس والشعب البسيط ربما يتخيلون أنه تمت الوحدة مع كنيسة ما، أو مع أكثر من كنيسة، فيتخلون عن إيمانهم ومعتقداتهم ويتقدمون للأسرار المقدسة في الكنائس الأخرى، وهذا يمثل خطورة بالغة على إيمان الكنيسة وعقائدها، وقد تنزلق الكنيسة في منحنى صعب يترتب عليه أضرار كثيرة. ويترتب على ذلك بلبلة وشوشرة وانقسام وانفصال جزئي ثم انفصال كلي بين الداخل والخارج. وفي ختام البيان دعا الأسقفان البابا تواضروس، وأساقفة المجمع المقدس بالتدخل الفوري لإيقاف صلاة قداس عيد الميلاد المجيد في 25 ديسمبر لحين انعقاد المجمع المقدس في دورته العادية في عيد النصرة يونيو 2020، وإن لم يتم هذا يجب انعقاد جلسة طارئة للمجمع المقدس، لدراسة هذة المشكلة وحلها، لأن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كنيسة مجمعة، طبقًا للائحتها المنعقدة منذ تأسيسها، وذلك حرصًا على سلامة الكنيسة.