حرية الدين والمعتقد في الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان

2021-09-11 . تطورات سياسية . قوانين وقرارات

11 سبتمبر 2021

أطلقت مصر في 11 سبتمبر 2021 الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، والتي تضمنت 4 محاور رئيسية، أولها محور حول الحقوق المدنية والسياسية، والمحور الثاني حول الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وجاء المحور الثالث حول حقوق المرأة والطفل والأشخاص ذوي القدرات الخاصة والشباب وكبار السن، أما المحور الرابع والأخير فجاء حول محور التثقيف وبناء القدرات في مجال حقوق الإنسان.[1]

تضمنت الإستراتيجية بندًا حول حرية المعتقد والدين، وذكرت الإستراتيجية تحت عنوان نقاط القوة والفرض 15 نقطة، جاءت الأولى  أن  الدسـتور ينص علـى جملـة المبـادئ الأساسية  للدولـة والمجتمـع، ومنهـا المواطنـة، وينـص علـى أن حريـة الاعتقاد مطلقـة ويكفـل الحـق فـي حريـة ممارسـة الشـعائر الدينيـة وإقامـة دور العبـادة لأصحـاب الديانات السـماوية، ويضمن لهم الاحتكام لشـرائعهم الخاصة في مسـائل الأحوال الشـخصية، والشـئون الدينيـة، واختيـار قياداتهـم الروحيـة. ويعتـرف بتعـدد تـراث مصـر الحضـاري والثقافـي والدينـي.

وتضمنت الإستراتيجية في النقطة الثانية إنشــاء المجلــس القومــي لمكافحــة الإرهاب والتطــرف في 2017 لتعبئـة القـدرات المؤسسـية والاجتماعيـة للتصـدي لأسـباب الإرهاب ومعالجـة آثـاره، وذلـك مـن خـلال وضع إستراتيجية داخلية وخارجية، وإقـرار سياسـات أجهـزة الدولـة وخططهـا فـي إطـار تلـك اﻹسـتراتيجية، وتنسـيق الجهـود مـع المؤسســـات الدينيـة لتمكيـن الخـــطاب الدينـي الوســـطي وتوعـــية المواطـــنين بأخـــطار الإرهاب والتطـرف.

وفي النقطة الثالثة، إنشــاء اللجنــة العليــا لمواجهــة الأحداث الطائفيــة بقــرار جمهــوري فــي 2018، وهي اللجنة التي شــرعت فــي وضــع السياســات وتنفيــذ الخطــط التــي تكفــل زيــادة الوعــي بمخاطــر الفتنــة الطائفيــة، وتعزيــز التســامح الدينــي والتعامــل مــع الحــوادث الطائفيــة الفرديــة، وتنفيــذ الأنشطة التنمويــة فــي المناطــق التــي توجــد بهــا بــؤر للتوتــر الطائفــي.

وجاءت النقطة الرابعة حول إطلاق وزارة التعليــم العالــي إســتراتيجية مواجهــة التطــرف والفكــر التكفيــري بالجامعــات المصريـة 2019-2023، مـن خلال  وضـع الأهداف والسياسـات والبرامـج والخطـط؛ لرصـد أهـم مظاهـر الفكـرالتكفيـري، وتحديـد أهـم نقـاط القـوة والضعـف فـي منظومـة العمـل فـي هـذا الشـأن.

وفي النقطة الخامسة، ذكرت الإستراتيجية قيام وزارة التربيـة والتعليـم بمراجعـة المقـررات الدراسـية الدينيـة وتنقيتهـا مـن أيـة موضوعـات لا تسهم في تعزيـز التسـامح فـي المجتمـع، إضافـة إلـى إدراجهـا مقـرر المحبـة والإخاء والتسـامح وتقبـل الآخر والمواطنـة، أما النقطة السادسة فجاءت حول تخصيص وزارة الأوقاف عـددًا مـن خطـب الجمعـة لنشـر قيـم التسـامح ونبـذ العنـف والكراهيـة، وقيامهــا بعقــد عــدة نــدوات حــول مفهــوم المواطنــة بالتعــاون مــع الهيئــة الوطنيــة لإعــلام، وإطلاقهــا مبادرة “سيدنا محمد رسول الإنسانية”، للتعريف برسالته التي تدعو لنبذ العنف والحض علـى الكراهيـة، وإصـدار مطبوعـات مترجمـة بعـدة لغـات للتعريـف بقيـم التسـامح والمواطنـة، إلى جانب  قيـام المجلـس الأعلى للشـئون الإسلامية التابـع لـوزارة الأوقاف بإنشـاء منتـدى السـماحة والوسـطية، مـن أجـل نشـر ثقافـة الحـوار، وترسـيخ التسـامح، ونبـذ آفـات التعصـب، والإرهاب، والكراهيـة الدينيـة.

وتحدثت النقطة السابعة حول اســتمرار جهــود الأزهر الشــريف، والكنائــس المصريــة فــي العمــل معًا، تحت مظلة بيت العائلــة المصريــة، لتأكيــد قيــم المواطنــة، والتســامح، والحــوار، ومكافحــة التحريــض علــى العنــف والتمييــز، وتدريــب الوعــاظ، والقساوســة علــى الخطــاب الدينــي الوســطي، أما النقطة الثامنة فجاءت حول إصــدار الأزهر الشــريف عــدة مطبوعــات للتعريــف بحقــوق الإنسان، ومبــادئ المواطنــة والتعايــش الســلمي، ومحاربــة التشــدد والتطــرف مــع ترجمتهــا، واســتحداث مقــرر دراســي فــي مختلــف مراحــل التعليـم الأزهري للتأكيـد علـى التعدديـة الدينيـة والمذهبيـة والثقافيـة. كمـا تـم إطلـاق مبـادرة “الأزهر يجمعنـا”، فـي مراكـز الشـباب؛ لنشـر قيـم التسـامح وقبـول الآخر، وإنشـاء المرصـد العالمـي، لرصـد مــا تنشــره جماعــات التكفيــر والعنــف عبــر شــبكة الإنترنت، والتصــدي لهــا بتفنيدهــا، وبيــان الحكــم الصحيـح للشـرع فيهـا، وذلـك بلغـات مختلفـة.

وفي النقطة التاسعة، ذكرت الإستراتيجية إطلاق دار الإفتاء حزمــة مــن المبــادرات والمشــروعات العلميــة التــي اســتهدفت تجديــد الخطــاب الدينــي، وتفكيــك الأفكار المتطرفــة وتفنيدهــا، وإنجــاز العديــد مــن برامــج التأهيــل والتدريــب للمفتيــن والعلمــاء علــى مســتوى العالــم؛ لتمكينهــم مــن اســتيعاب شــبهات المتطرفيــن وأفكارهــم والــرد عليهــا بطريقــة علميــة وأســاليب إقناعيــة متنوعــة.

وتحدثت النقطة العاشرة عن إطلاق الكنائــس المصريــة لمبــادرات وأنشــطة متنوعــة هدفــت إلــى نشــر الفكــر المســتنير، وتأكيــد القيــم الإنسانية المشــتركة التــي تدعــو إليهــا جميــع الأديان، باﻹضافــة إلــى ترســيخ مشــاعر الولاء والانتماء، واحتــرام التعدديــة وقبــول الآخر، ونبــذ التعصــب، ومكافحــة خطــاب الكراهيــة.

وذكرت النقطة الحادية عشر صــدور قانــون بنــاء وترميــم الكنائــس رقــم 80 لســنة 2016 ،والــذي تضمــن للمــرة الأولى تحديــد للقواعــد والإجراءت الخاصــة بإصــدار تصاريــح الأعمال الإنشائية للكنائــس، وأوكل للمحافظيــن ســلطة إصــدار الموافقــة علــى طلبــات إصــدار التراخيــص اللازمة لذلــك، كمــا تضمــن النـص علـى توفيـق أوضـاع المنشـآت التـي كانـت تقـام فيهـا الشـعائر الدينيـة المسـيحية والتـي لـم تكـن مرخصــة وقــت صــدوره، وفي النقطة الثانية عشرة، أوضحت الإستراتيجية أنه تم تقنين أوضاع حوالي 1800 كنيسة ومبنى حتى ديسمبر 2020 وفقًا لقانون بناء وترميم الكنائس.

وتطرقت في النقطة الثالثة عشرة لمبادرة أجهـزة الدولـة المختصـة بترميـم الكنائـس التـي تعرضـت للتلـف والتخريـب عقـب ثـورة 30 يونيـو، والتــي بلــغ عددهــا 72 كنيســة، بالإضافة إلــى إنشــاء أكبــر كاتدرائيــة فــي مصــر والشــرق الأوسط بالعاصمـة الإدارية الجديـدة، وجاءت النقطة الرابعة عشرة حول صدور القانـون رقـم 190 لسـنة 2020 بشـأن إنشـاء هيئتـي أوقـاف الكنيسـة الكاثوليكيـة، والطائفـة الإنجيلية.

وفي النقطة الخامسة عشرة والأخيرة، ذكرت الإستراتيجية تنفيـذ الحكومـة خطـة بقيمـة 70 مليـون دولار، مـن أجـل ترميـم بعـض الآثار المصريـة، ومـن بينهـا المعابـد اليهوديـة فـي القاهـرة والإسكندرية، وذلـك إلـى جانـب ترميـم المقابـر اليهوديـة القديمـة. وقيـام الحكومـة بترميـم بعـض الآثار الدينيـة الواقعـة فـي مسـار رحلـة العائلـة المقدسـة بمصـر.

وتحت عنوان التحديات، استعرضت الإستراتيجية 5 نقاط، وهي:

  1. انجراف بعــض الشــباب إلــى تيــارات التطــرف والعنــف، ونقــص الوعــي بالقيــم الصحيحــة بالأديان

الســماوية، ممــا يــؤدي إلــى وقــوع البعــض فريســة للأفكار المتطرفــة، وســلوكهم ســبيل العنــف والإرهاب.

بسـبب الدين.

ونشرت الإستراتيجية 8 نتائج مستهدفة، جاءت كالتالي:

  1. تكثيـف حمـلات التوعيـة خاصـة بيـن الشـباب لتعزيـز التعايـش والتسـامح وقبـول الآخر، ونبـذ

العنـف والكراهيـة، ونشـر القيـم والمبـادئ التـي تدعـو إليهـا الأديان السـماوية. بالإضافة إلـى

تنميـة قـدرات الشـباب علـى التعامـل النقـدي مـع المحتويـات المختلفـة.

تنفيـذ مزيـد مـن الأنشطة التـي مـن شـأنها تشـكيل الوعـي المجتمعـي بموضوعـات الحريـات

الدينيـة، وترسـيخ الهويـة الوطنيـة، ونبـذ التعصـب والأفكار المتطرفـة.

التســامح، واحتــرام الأديان، وتفنيــد الأفكار المتطرفــة والمغلوطــة.

لا تسـهم فـي تعزيـز التسـامح، وفـي نبـذ العنـف والتطـرف، وإدراج الموضوعـات التـي تسـهم

فـي ترسـيخ قيـم الحـوار، وإقـرار الاختلاف والعيـش المشـترك مـع المخالـف، ومحاربـة الكراهيـة

والتعصـب بشـتى صورهمـا.

المواطنـة، وبيـان القواسـم المشـتركة بيــن الأديان السـماوية، وخلـق وعــي مجتمعــي باحتـرام

الحريــات الدينيــة، ونبــذ التعصــب والأفكار المتطرفــة.

وتنطـوي علـى تمييـز أو تحريـض بيـن المواطنيـن بسـبب الديـن، وذلـك للتصـدي لهـا باتخـاذ

الإجراء القانونـي المناسـب حيالهـا.

الدينيـة الإسلامية والمسـيحية واليهوديـة، علـى نحـو يبـرز الثـراء الحضـاري الـذي تتمتـع بـه

مصـر، ويجسـد توالـي الحقـب التاريخيـة عليهـا.

الكنائــس والمبانــي الخدميــة التــي لــم تخضــع للتنظيــم بعــد.


[1]    لدى المبادرة المصرية للحقوق الشخصية نسخة من الإستراتجية.