18 أغسطس 2022
عاقبت المحكمة التأديبية لمستوى الإدارة العليا بمجلس الدولة، “ص.ع” وكيل وزارة الأوقاف بالإسماعيلية والمكلف بتسيير أعمال مديرية الأوقاف بالإسماعيلية سابقًا، في الدعوى رقم لسنة 64 ق بعقوبة التنبيه، لما نُسب إليه من مخالفات تمثلت في تحدثه بأسلوب غير لائق قبل المصلين أثناء إلقائه خطبة الجمعة في شهر سبتمبر عام 2021 بالمسجد، كما تجاوز المدة المقررة للخطبة.
كانت النيابة الإدارية قد نسبت إلى المحال وهو إمام مسجد، التحدث بأسلوب غير لائق قبل المصلين بمسجد المطافئ بالإسماعيلية أثناء إلقائه خطبة الجمعة في شهر سبتمبر 2021، بقوله عبارة “أنا شايف ناس موش عاجبها الكلام إللي مش عاجبه يمشي” وكذا عبارة “نصف المسجد متطرفين والنصف الآخر مسلمين”، كما تجاوز المدة المحددة لخطبة الجمعة بمسجد المطافئ بالإسماعيلية بالمخالفة للتعليمات والقرارات المنظمة.
وقالت المحكمة في حيثيات الحكم، إنه أثناء إلقائه الخطبة صدر لفظ غير لائق من أحد المواطنين، فكان رده عمَّا صدر من هذا المواطن “أنا سامع ناس موش عاجبها الكلام براحتها، واللي موش عاجبه يمشي”، واستمر الإمام في خطبته ثم أقيمت الصلاة أعقبتها صلاة جنازة ثم غادر المسجد وأنكر قيامه بالتلفظ بعبارة “نص المسجد متطرفين والنصف مسلمين”.
وبِشأن المخالفة الثانية فقد أقر المحال بتجاوز الوقت المقرر للخطبة المقرر بعشر دقائق نظرًا إلى كون موضوع الخطبة كان يستدعي شرحًا ووقتًا حتي يتم توضيحه، وحتي لا يقصر في عمله، وأنه لم يقصد الإطالة أو مخالفة التعليمات.
وجاء في الحيثيات أن المحال خرج عن مقتضيات واجبات وظيفته السامية بقيامه بالتلاسن مع المصلين بالمسجد سواء أكان على المنبر أو بعد نزوله، وقبل شروعه في الصلاة، وذلك وفقًا لما أقر به المحال شخصيًّا من قوله للمصلين: “فيه ناس موش عاجبها كلامي اللي موش عاجبه يمشي” وما تواترت عليه أقوال شهود الواقعة الذين تطمئن المحكمة إلى شهادتهم من قوله: “المسجد نصفه متطرفين ونصفه مسلمين”، فما كان عليه وهو يؤدي أحد أسمى الرسالات الدينية إلا أن يتحلى بقيم السماحة والتواضع، وأن يدرأ بنفسه عن الخوض في جدل عقيم مع بعض المصلين من المترددين على هذا المسجد فيطلب من البعض منهم مغادرة المسجد ويصف آخرين بالتطرف، وهو ما يتنافى مع طبيعة عمله.
وأضافت المحكمة، أن المحال يشغل وظيفة وكيل لوزارة الأوقاف بمدينة الإسماعيلية، وتصدى للإمامة في هذا المسجد التابع له في ذلك اليوم، ذلك لأن الإمامة في الإسلام لها منزلة ودور كبير في التعليم والتذكير، وبمنهجهم الوسطى يواجهون المتشددين في مفاهيم يجب أن تصحح فلا تستغلق على الفهم والإقناع، ومن ثم فيجب على شاغل هذه الوظيفة أن يتمتع بمجموعة من الصفات الأخلاقية في حياته وتصرفاته لينال هذه المكانة الرفيعة، والتي من أهمها التجرد من السعي وراء أهداف دنيوية من عمله كالجاه أو المال أو المناصب أو التقرب من الناس.