3 يناير 2017
ذبح مواطن قبطي في مدينة الإسكندرية يدعى لمعي يوسف على يدي مواطن مسلم يُدعى عادل سليمان عبد النور الشهير بـ “عادل عسليه”. ووفق روايات شهود العيان وكاميرات المراقبة في المحال المجاورة فإن الجاني باغت المواطن القبطي من الخلف أثناء جلوسه أمام المحمصة المملوكة له في شارع خالد بن الوليد بمنطقة المنتزه بمحافظة الإسكندرية، وقام بذبحه أمام المارة بسلاح أبيض، وبعدها ردد أكثر من مرة عبارة “الله أكبر” ثم هرب، وتم نقل جثة المجني عليه إلى مشرحة كوم الدكة لتشريحها، وتبين من المعاينة إصابة الضحية بجرح طعني من الخلف وآخر ذبحي من الأمام.
وقال توني ابن الضحية للمبادرة المصرية: “القاتل كان ينتظر والدي، وفاجأنا بذبحه فقمنا بمطاردته ولكنه أشهر سكين كبير في وجهنا، وبعدها تمكن من الهرب”، مضيفًا: “مقهور على أبويا إللي إتذبح قدام عيني مقهور على بلد كانت في يوم فيها أمن وأمان”.
وأضاف نجل الضحية في شهادته: “أوضحت كاميرات المراقبة، أن عادل سليمان المتهم بجريمة القتل، كان ملتحي، يرتدى بالطو أصفر اللون، متوسط البنية، شعر الرأس خفيف من الأمام، ذو لحية خفيفة مصبوغة حناء بني، وكان يحمل سكينًا كبيرًا، أثناء تسلله من خلف لمعي يوسف، وجلوسه بمفرده أمام محله بالخارج وقام بتمرير السكين على رقبته مرتين، ثم فرَّ هاربًا قبل أن يسقط المجنى عليه قتيلًا وسط فزع وذهول أقاربه وأبنائه الذين حاولوا ملاحقته بالجري وراءه ولم يستطيعوا اللحاق بالمتهم”.
وكشفت تحقيقات النيابة، بعد استماعها لشهود الواقعة، ونجلي المجنى عليه توني وبيتر، أن الضحية ليس بينه وبين أحد أي خلافات مالية، وأن أحد أبنائه، حاول اللحاق بالمتهم بعد ارتكابه الواقعة، إلا أنه ركب سيارة ميكروباص بيضاء، كان يقودها آخر، وفر هاربًا.
وفي تصريحات لمدير مباحث الإسكندرية اللواء شريف عبد الحميد قال إن “التحقيقات الأولية مع المتهم بقتل المواطن يوسف لمعي كشفت أنه يتبنى الأفكار التكفيرية التي تقوم على تكفير المجتمع والأفراد دون التفريق بين مسلم أو مسيحي”.
وأضاف: “تم القبض على المجرم داخل منزله، وكشفت التحقيقات والمناقشات الأولية مع المتهم أنه نفذ الجريمة وهو مقتنع أن المجني عليه كافر، لأنه يبيع بعض أنواع الخمور بجانب محل المحمصة”، وأشار إلى أن الاعترافات الأولية للقاتل كشفت أنه تتبع المجني عليه منذ فترة بعد ملاحظة بيعه للخمور إلى أن أحضر سلاح الجريمة، وتوجه مباشرة لقتله ذبحًا بدعوى أنه كافر “ﻷن القاتل ينتهج منهجًا تكفيريًّا، ودوافعه للجريمة لم تكن طائفية، ولكن عزم على إنهاء حياة المجني عليه، ﻷنه يبيع الخمور بغض النظر عن ديانته”.
وتبين من التحقيقات، أن المتهم كان مطلوبًا من قبل ضباط مباحث الإسكندرية قبل ارتكابه الجريمة بيوم نظرًا لاعتدائه على سائق “ميكروباص” يدعى (ميلاد.م) بموقف العوايد بعد الدخول معه في مشاجرة.
وأكد المتهم في أقواله أمام النيابة العامة أنه ذهب للمجني عليه عدة مرات لكي يرجعه عن بيع الخمور المحرمة، إلا أنه لم يستجب له ولتحذيراته، مؤكدًا أنه لذلك قرر التخلص منه بقتله لكي يكون “عبرة لغيره من الفاسقين المخالفين لشرع الله، وحتى تكون رسالة موجهة للجميع حتى يرجعوا عما يفعلوه”.
وجاء في أمر الإحالة للمتهم أن ع”ادل عبد النور، 49 عامًا، بائع، مقيم بالجزيرة الخضراء، عقد العزم وبيت النية على قتل المجني عليه، انتقامًا منه لقيامه ببيع الخمور، وتردد على المجني عليه منذ فترة وطلب منه التوقف عن بيع الخمر إلا أنه لم يمتثل لإرادته ويعدل عن بيع الخمور، التي رآها المتهم بأنها منكرات مخالفة للشرع والإسلام”.
ووصف القاتل تخطيطه للجريمة في التحقيقات التي أجرتها نيابة المنتزه أول، وقال إنه أعد لجريمته سكينًا أخفاه بين طيات ملابسه، وتوجه قبيل ارتكاب الحادث بحوالي ساعتين إلى محل المجني عليه، إلا أنه لم يجده فجلس على أحد المقاهي بالمنطقة ذاتها، وانتظر بعض الوقت على المقهى لحين حضور المجني عليه، ثم توجه إليه مرة أخرى فوجده جالسًا أمام المحل فحضر من خلفه وأخرج السكين وقام بالإمساك برأسه وذبحه بالسكين من رقبته، ثم كرر الفعل ذاته مرتين حتى تيقن من إزهاق روحه وفر هاربا.
بينما دفع محامي المتهم بأنه حال ارتكابه الواقعة كان في غير إدراك لما يفعله، وهذا يؤدي لعدم توافر شرط سبق الإصرار والترصد، وأن المتهم كان أمامه محل آخر للخمور، ولم يرتكب واقعة مماثلة.
وفي 9 مارس 2017، قضت محكمة جنايات الإسكندرية، برئاسة المستشار مجدى نوارة، بإعدام المتهم شنقًا. وكانت المحكمة قد أحالت أوراق المتهم إلى فضيلة مفتي الجمهورية لإبداء الرأي، وحددت هذه الجلسة للنطق بالحكم، وذلك بعد سماع مرافعات الدفاع والمجني عليه.