8 سبتمبر 2021
قالت ماجدة هارون رئيسة الطائفة اليهودية في مصر، إن عدد المعابد اليهودية في القاهرة يصل لـ13 معبدًا، وهناك أنقاض لأحد المعابد في المحلة الكبرى، ولكنه لم يدرج كأثر، لأن قانون الآثار لا يعترف بالأنقاض، ولا يزال ملكًا للطائفة اليهودية، بجانب معبدين في الإسكندرية، أحدهما تم ترميمه مؤخرًا.
وعن عدد اليهود في مصر، أشارت رئيسة الجالية اليهودية في حوارها مع إبراهيم عيسى على قناة القاهرة والناس، أنهم وصلوا لـ80 ألف قبل ثورة يوليو، حين كان تعداد مصر يصل لـ20 مليون.
ويالرغم من وجود معابد يهودية، يمكن استغلالها كمزارات للسائحين، إلا أنها لا يتم فتحها للوافدين اليهود من السياح، وفقًا لهارون، وهو ما أرجعته لقلة عددهم، وانقسامهم على طائفتين، إحداهما في القاهرة والأخرى في الإسكندرية، وبعد ترميم معبد الإسكندرية لا يزال مغلقًا، ولا يمكن زيارة أي من المعابد سوى بأخذ ميعاد سابق من الجهات الأمنية، وهو ما يتم لدواعٍ أمنية لأن الدولة تحرص على حماية تلك الأماكن كما ترى.[1]
ويزور معابد القاهرة طلاب اللغة العبرية من الجامعات والمدارس، ولكن أغلب الوثائق التي كانت توثق حياة اليهود ليس في مصر فقط ولكن بالمنطقة أجمعها، خرجت خارج مصر، لكن هناك 3 مكتبات في محاولة للحفاظ على ما تبقى من تراث اليهود، متمنية أن يتم جمع تلك الكتب والوثائق المتبقية لإنشاء مركز دراسات، وقالت هارون في حديثها، إنها سلمت دار الوثائق كافة السجلات التي كانت تتبع الطائفة اليهودية، ويعملون الآن على فهرستها وترقيمها.
وعن مقابر البساتين، فأكدت أنها تعد أقدم ثاني مقابر في العالم، وبالرغم من قلة موارد الطائفة، فهي تعمل على تنظيف تلك المقابر بالتزامن مع توسعة الطريق الدائري المجاور لها، ويباشر تلك الأعمال 30 عاملًا ليسوا يهودًا، موزعين ما بين المعابد والمقابر.
وأشارت هارون، إلى أن مصر لن تتقدم إلا بقبول التعددية، وكافة الأديان، ولكن إنشاء إسرائيل سبب شرخًا كبيرًا في شكل مصر بعد أن كان اليهود جزءًا كبيرًا من حضارتها ومجتمعها، ليصبح اليهود المصريون مستهدفين بعد حروب 48 و56.
وعن مظاهر هذا الاستهداف، قالت هارون إنها كانت ترى كثيرًا من زميلاتها لا يحضرن، لمغادرتهن مصر، ولكن المدرسة والمدرسات لم تكن تعمل على التفرقة بين الطلاب, وهو ما لم تشعر به من صغرها، وعن عدم سفرها من مصر هي وأسرتها، قالت إنها فهمت سبب إصرار والدها على عدم الرحيل في الصغر مثل ما فعلت العديد من الأسر، لأنها أصبحت تحارب عن اليهود المصريين وعن الحفاظ على ثراثهم، وهو ما يقابله حرب موازية من يهود المهجر، فوجودها هو سبب لوجود هذا التراث أو ما تبقى منه للحفاظ عنه.
وما تسعى له هارون، هو استخدام تلك المعابد
لخدمة الناس، بدلًا من تحولها لأماكن خاوية، وهو ما يرفضه يهود المهجر باعتبار أن
تلك الأماكن عبادة، ولكنها ترى أن الفنون والثقافة عبادة أيضًا، فعند تحويل
المعابد لمسارح وانطلاق الموسيقى منها، لن يبعد هذا الأمر عن العبادة.
[1] رئيسة الطائفة اليهودية في مصر : أنا بحارب علشان أحافظ على التراث اليهودي أن يبقى موجودًا في مصر، قناة القاهرة والناس، 8 سبتمبر 2021.