رد الأنبا أغاثون أسقف مغاغة والعدوة على الشيخ سالم عبد الجليل

2017-05-19 . تطورات سياسية . مؤسسات مسيحية

19 مايو 20147

أصدر الأنبا أغاثون أسقف مغاغة والعدوة ورئيس رابطة خريجي الكلية الإكليريكية بيانًا رسميًّا يرد فيه على تصريحات الشيخ سالم عبد الجليل في برنامجه التلفزيوني، عن المسيحية والتي قال فيها “إن المسيحيين كفار وعقيدتهم فاسدة”.

وقال في نص البيان:

“أخي فضيلة الشيخ، قبل أن أبدأ في حدیثي مع فضيلتك، لك منى سلام خاص من القلب، مع كامل احترامي وتقدیري لشخصك.

أما بعد اسمح لي یا دكتور، بأن أصارحك، بأنني أنا وكثیرین غیري، داخل مصر وخارجها، سمعنا ورأينا فضيلتك، في برنامج (المسلمون يتساءلون) على قناة المحور، في حلقة يوم الثلاثاء الموافق 9 مايو 2017، وفي برامج أخرى، وقنوات أخرى، تتهم العقيدة المسيحية بالفساد، والمسیحیین بالكفر والضلال وببئس المصير لهم في النار والعذاب الأبدي، وهذه تهم وتعديات خطيرة، وجماعية للديانة المسیحیة بأكملها، وأتباعها المسیحیین، مع سبق الإصرار والعمد، لذلك مرفوضة شكلًا وموضوعًا، وتحتسب أمام القانون والدستور المصري جرائم يحاسب علیها القانون مرتكبيها”.

وتابع البيان “ولم تقتصر خطورة هذه التصريحات الفجة، وهذه الروح الغريبة على مجتمعنا المصري، على الديانة المسيحية وأتباعھا فحسب، بل تمتد آثارها السلبية على الدستور والقانون المصري، اللذان شرعا حرية المعتقد أي الديانة وحریة العبادة، وذلك طبقًا لميثاق الأمم المتحدة الذي ينص على حرية الديانة وحرية العبادة، وأيضًا على حرية ممارسة الشعائر الدينية، بالإضافة إلى كل هذه الآثار السلبية التي ذكرناها، من وراء هذه التصريحات المقصودة والمتكررة عدة مرات، الصادرة عن رجل دين ومسئول في الدين”.

واستطرد الأنبا أغاثون في بيانه “إنها تصريحات تعطي موافقة وتصريح موثق شرعيًّا للمتشددين والإرهابيين وذلك فى كل أساليب طرق التعدي على العقائد المسيحية، وعلى المسیحیة كديانة عمومًا، وأیضًا على الرموز الدینیة كقادة، بالإضافة إلى كل ذلك في التعدي على دور العبادة، أي الكنائس والأدیرة، كمقدسات دینیة، وعلى الأقباط وحرماتھم، وأعراضھم وممتلكاتھم.. إلخ”.

“رأینا من الواجب والضرورة علینا، أمام الله وضمائرنا والتاریخ والوطن، أن نرد على فضیلتكم، فیما اتهمتنا به، ولا وجود له على الإطلاق فى عقیدتنا المسیحیة، التي لیست هي ولیدة الیوم أو أمس، بل هي موحاة بها لنا من الله، منذ واحد وعشرین قرنًا من الزمان، وختامًا لحدیثنا المطول هذا، أتركك یا أخي فضیلة الشیخ لرعایة الله، المعتنى بكل خلیقته، ونظرًا لمحبة وتمسك كل واحد منا بمعتقداته الإیمانیة، فعلینا أن نتمسك بالعقائد الإیمانیة المشتركة بیننا، والتي ذكرناھا في بدایة حدیثنا، أما عن الجوانب الإیمانیة التي نختلف حولھا، فلا یعني أن أحدًا منا كافر، لأن كل منا مؤمن بعقیدته التي یختلف فیها مع الآخر، ولا یجوز لأحدنا أن یكفر الطرف الآخر لسبب اختلافه معه في العقیدة، ولنترك الحكم والفصل فیما نختلف فیه من عقائد، لأن الذي یجمعنا حول عقائدنا وإنسانیتنا ووطننا مصر، وحقوقنا وواجباتنا ما أكثره، وقد لا یدخل تحت حصر، وهذا هو الذي یقوي روابطنا الروحیة مع الله، ومع بعضنا البعض، ویبني وطننا، ولا یعرض السلم الاجتماعى والوحدة الوطنیة للخطر”.