5 أكتوبر 2021
طالب الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بالاهتمام بالمناهج التعليمية، مؤكدا أنه من المحزن أن نرى هذه المناهج، وقد بدأت تتآكل في الآونة الأخيرة وتتفكك تحت حداثة مفتوحة وحرية بلا سقف ولا كوابح، وهي التي تتولى تشكيل عقول الشباب، ومعارفهم وأذواقهم وأنماط سلوكهم وتصرفاتهم.[1]
وقال شيخ الأزهر الشريف، خلال كلمته في قمة قادة الأديان بشأن التعليم، والذي عقد بالتزامن مع يوم المعلم العالمي بالفاتيكان “إننا كممثلين للأديان لا نستشعر الخطر من قبل المعلم بقدر ما نستشعره من المناهج التعليمية التي اختارت عن عمد، أن تمشي على ساق واحدة، حين استبدلت الإنسان بالإله، والمادة بالروح، فهذه المناهج قد اكتسبها المعلمون، تحت تأثير فلسفات مادية وفيزيقية خالصة، طال عليها الزمن، حتى استبدت بالسيطرة على مفاصل العقل الإنساني وشعوره وحواسه، وشلت قدرته على التفكير خارج أطرها الحداثية أو التغريد خارج سربها”.
وكشف شيخ الأزهر عن أحد الأسئلة التي طالما شغلت ذهنه وتفكيره، وهو كيفية التقريب بين حداثة الغرب الفكرية والعلمية، التي تحاول جاهدة بكل ما أوتيت من دعم وقوة أن تفرض نفسها على التلاميذ والشباب في ربوع العالم شرقًا وغربًا وجنوبًا، وبين مناهج أخرى جمعت في جنباتها مقررات العلم وتقنياته مع قيم الدين وأخلاقه، جنبًا إلى جنب، وحتى امتزجت في ظلالها مطالب الجسد وأشواق الروح، مؤكدًا أن هذا التقريب غاية في الصعوبة؛ لأنه يشبه مواجهة للعالم بأسره، ومراجعة لأهم مقومات حضارته وثقافته، لكنه، وبكل تأكيد، ليس أمرًا مستحيلًا ولا مستبعدًا على القدرة الإلهية.
استضاف الفاتيكان قمة قادة الأديان بشأن التعليم، التي تنظمها لجنة
التوافق العالمي بشأن التعليم مع مجمع التعليم الكاثوليكي، بحضور مجموعة من القادة
الدينيين وممثليها حول العالم، بهدف تعزیـز میثـاق عالمي للتعلـیم، يضع في
الاعتبـار التحديات الراهنة التي تخص التعليم والمعلم في وقتنا المعاصر، ويتزامن
هذا الاجتماع مع يوم المعلم العالمي، والذي یوافـق 5 أكتوبر
من كل عام، وهو التاريخ الذي حددته الیونیسكو منذ العام ١٩٩٤ للاحتفال بالمعلم.
[1] من الفاتيكان.. شيخ الأزهر يطالب بإعادة تقييم أوضاع المعلمين والاهتمام بالمناهج التعليمية وخلق توازن بين حداثة العلم وقيم الدين، موقع درب، 5 ديسمبر 2021.
https://www.facebook.com/daaarbnews/photos/a.113652013577286/393813675561117/