طعن ثلاثة مسيحيين بمنطقة الورديان بالإسكندرية

2020-12-10 . استهداف على الهوية الدينية . تمييز وعنف طائفي

10 ديسمبر 2020

قام شخصان شقيقان بطعن ثلاثة مسيحيين في منطقة الورديان بمحافظة الإسكندرية مساء الخميس الموافق 10 ديسمبر 2020، وهم بمحلاتهم التجارية والتي تم الاعتداء عليها وتحطيم محتوياتها. وفقًا لشهود العيان بدأت الاعتداءات عقب وفاة والدة الجناة المسنة، فتجمع أبناؤها، وهم يحملون سيوفًا وأسلحة بيضاء، وقاموا بالاعتداء على الأقباط في الشارع، وهم يرددون هتافات عدائية ويسبون في المسيحية. هذا، وأفاد أحد شهود العيان أن أحد الجناة كان محبوسًا على ذمة عدة قضايا، وخرج قبل الأحداث بفترة وجيزة، وقيل إن من بين مقدمي البلاغات ضده أقباط. وأسفرت الاعتداءات عن: وفاة رمسيس بولس هرمينا، 47 عامًا، عقب تلقيه عدة طعنات بالرقبة، وإصابة شقيقه عادل بولس هرمينا، 60 عامًا، وطارق فوزي شنودة بعدة طعنات.[1]

 فور وقوع الاعتداءات، وصلت  قوات الأمن إلى المنطقة، وقامت بمحاصرتها، وألقت القبض على المتهمين، وهم: ناصر أحمد محمد وشهرته ناصر السامبو، علي أحمد محمد وشهرته علي السامبو. كما انتقلت النيابة العامة إلى موقع الحادث للمعاينة، وسؤال عدد من شهود العيان وأسرة القتيل، وتحفظت على فيديو التقط جانبًا من الحادث تمهيدًا لتفريغه وكشف ملابسات الحادث.

قال القس ميخائيل جمال كاهن الكنيسة في شهادته التي نشرها على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك إن المتهمين “اعتادوا سب الأقباط: رجال وسيدات، أثناء مرورهم من أمام بيتهم، الذي يقع خلف كنيسة الشهيدة دميانة، كنوع من فرض النفوذ والبلطجة، وقد سبوا في نفس يوم الحادث القس بولس أثناء مروره بسيارته من أمام بيتهم، قبل الحادث بثلث ساعة تقريبًا، وحدثت الشتائم على الأقباط على مرمى ومسمع من الأمن الواقف على الكنيسة، ولم يتحرك ساكن منهم. كان الموجود في الدورية على الكنيسة عمرو بك، وكان الأمين هاني حسن الذي تدخل أخيرًا بعد إصابة المرحوم رمسيس والمعلم طارق شنودة، وكل ذلك كان وكل سكان الشارع بالبلكونات يرون ما حدث.”

وأضاف القس ميخائيل في شهادته: “مشكلة ضابط المباحث إنه عايز يخرج السيناريو  إنها مشاجرة، و هذا لم يحدث بشهادة الشهود، كما أنه تم كتابة أنباء لتغيير الرأي العام خارجة على لسان المديرية في صفحات الإنترنت أنهم مختلون نفسيًّا، و هذا أيضًا غير صحيح لأنهم يميزون جيدًا الأقباط من غيرهم. هؤلاء المصابون والشهيد رمسيس مات على هويته ﻷنه مسيحي فقط، لم يتعدَ باللفظ أو القول على أحد، و علاقاتهم بكل جيرانهم المسلمين المعتدلين جيدة جدًّا، المعلم طارق بيحل مشاكل الناس المسلمين و المسيحيين.”

 وأضاف القس بولا بولس كاهن الكنيسة بالإسكندرية وقريب الضحايا في شهادته للمبادرة المصرية للحقوق الشخصية: “الاعتداء غير مبرر، مكانتش مشاجرة كما يروج البعض، الضحايا كانوا في محلاتهم، وفؤجئوا بالهجوم عليهم من قبل الجناة، تم طعن عمي رمسيس بولس بالرقبة وتوفي بعدها، وأصيب عمي التاني عادل بولس، وطارق فوزي. واحد من اللي اعتدوا على الأقباط سبق وتعرض بالألفاظ لكاهن كنيسة الشهيدة دميانة القس بولس هرمينا في اليوم السابق للأحداث ولكن الكاهن تركه ومشي.”[2]

 أصدرت النيابة العامة بيانًا قالت فيه إنها تلقت إخطارًا من النجدة بحي مينا البصل بمحافظة الإسكندرية بوفاة شخص وإصابة اثنين آخرين على أثر تعدي متهميْنِ من أصحاب السوابق الجنائية عليهما ضربًا، بما أحرز كلٌّ منهما من سلاح أبيض. وأضاف: النيابة إنها سألت أحد المجني عليهم -شقيق الـمُتوفَّى- فقرر أن والدة المتهميْنِ تُوفِّيَت يوم الواقعة فانتابتهما حالة من الغضب حزنًا عليها وخرجا على أثرها للشارع محل سكنهما يصرخان ويتعديانبالسبِّ على أهالي المنطقة -وهو ذات ما أكده شقيقا المتهميْنِ حال سؤالهما- وتوجَّهَا صوب الـمُتوفَّى فكبَّله أحدهما بينما تعدى عليه الثاني بسكين أحرزه، وذلك بعد أن أتلفا بعض منقولات حانوته، وتدخل شقيق المتوفى بدوره للذَّوْد عنه، فتعدى عليه المتهمان فأحدثا إصابته، ولم تتمكن النيابة العامة  من سؤال المجني عليه الثاني لسوء حالته الصحية. وبمناظرة جثمان المتوفى تبينته لرجل في العقد السادس من العمر مصابًا بجرح بمنطقة البطن وآخر بالرقبة، وانتقلت «النيابة العامة» لمعاينة مسرح الواقعة، وسألت أربعة شهود أكدوا ذات الرواية السابقة، وأوضحوا أن المتهميْنِ تعدَّيا على المجني عليه الثالث بمجرد رؤيته بمحل الواقعة، كما أضاف اثنان منهم علمهما بسابق خلافات من سنين مضت بين المجني عليهم وبين المتهمينِ كانت والدتهما تحول دون احتدامها. وباستجواب المتهمينِ أنكرا ما نُسب إليهما من اتهام وأقرَّا بنشوب خلافات سابقة بينهما وبين اثنين من المجني عليهم.

وقد أمرت النيابة العامة بحبس المتهمين أربعة أيام على ذمة التحقيقات، وكلفت الطب الشرعي بتشريح جثمان المتوفى وفحص حالة المصابين وإعداد تقرير مفصل عن ذلك، كما طلبت تحريات الشرطة حول الواقعة.  وأضافت النيابة العامة في بيانها: “ولم تقف التحقيقات على أن تعدي المتهمين على المجني عليهم كان بوازعٍ ديني أو طائفي، ورجَّحت أن الواقعة باعثها غضب المتهمين لوفاة والدتهما وفاة طبيعية، وما كان بينهما وبين المجني عليهم من خلافات سابقة على النحو السالف عرضه، وجارٍ استكماله.”

بينما، أصدر الأنبا إيلاريون أسقف كنائس غرب الإسكندرية، والمسئول الديني عن المنطقة بيانًا في 13 ديسمبر 2020، وعقب وجود ادعاءات أن سبب الاعتداء هو مشاجرة بين الطرفين، وجاء في البيان “إنه في يوم الخميس 10 ديسمبر 2020، في تمام السابعة مساءً قام اثنان أشقاء من معتادي البلطجة المقيمين بمنزل بشارع سيف اليزل بالورديان خلف كنيسة القديسة دميانة بالورديان بالاعتداء على ثلاثة مسيحيين أصحاب محلات بنفس الشارع مستخدمين سيوفًا وسكاكين وشومًا ومرددين بعض الألفاظ والشتائم المسيئة للمسيحية، وقاموا بالاعتداء على كل من:[3]

1- رمسيس بولس هرمينا صاحب محل بلاستيكات الذي أصابوه بضربة سكين في عنقه وطعنه في جنبه الأيمن ونقل على إثرها إلى مستشفى القباري العام وفارق الحياة بعد وصوله.

2- عادل بولس هرمينا صاحب محل خردوات حيث قام أحدهم بتكتيفه وطعنه آخر في جنبه الأيسر فسقط أرضًا ونقل إلى مستشفى الميري ومنها إلى مستشفى مار مرقس حيث تم إسعافه ووضعه في العناية المركزة لمتابعة حالته.

3- طارق فوزي شنودة صاحب محلات ملابس الذي تم ضربه بشومه ثم طعنه بالسكين في صدره طعنة قريبة من القلب وتم نقله في حالة حرجة إلى المستشفى الميري وأجريت له عملية عاجلة ووضع بالعناية المركزة.

وأضاف بيان الأنبا إيلاريون: “وقبل الحادث بنصف ساعة قام أحدهم بالاعتداء والتحرش اللفظي بألفاظ بذيئة على راعي الكنيسة القس بولس بشرى، وعلى إثر الاعتداء على المسيحيين أصحاب المحلات حضرت القيادات الأمنية وقوات الأمن وفرضت كردونًا أمنيًّا حول الكنيسة والمنطقة وتم إلقاء القبض على المعتدين من قبل قوات الأمن ولا  زالت التحقيقات جارية وتمت الصلاة على الشهيد رمسيس بولس ودفنه يوم الجمعة 11 ديسمبر 2020.” وفي يوم 20 ديسمبر، تعدى مجهولون على سيارة القس توماس كامل كاهن كنيسة الشهيدة دميانة بالورديان الإسكندرية بإتلاف السطح وبعض جوانب السيارة


[1]حصلت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية على عدة شهادات من أهالي المجني عليهم.

[2]إفادة تليفونية من القس بولا بولس قريب الضحايا لباحثي المبادرة المصرية للحقوق الشخصية في 12 ديسمبر 2020.

[3]نادر شكري، الأنبا إيلاريون يصدر بيانا بشأن أحداث الاعتداء على أقباط الورديان، وطني، 13 ديسمبر 2020 .