غلق كنيسة السيدة العذراء بقرية الطود بمركز أبو تشت

2018-03-21 . تمييز وعنف طائفي . ممارسة شعائر دينية

21 مارس 2018

تجمهر المئات من مسلمي قرية الطود مركز أبو تشت شمال محافظة قنا، معترضين على تقنين وضع كنيسة العذراء بالقرية، ومطالبين بغلقها. وكانت لجنة مكونة من عدد من مسئولي المحليات وإدارة الإسكان في طريقها لمعاينة الكنيسة التي قدمت الأوراق المطلوبة إلى لجنة توفيق أوضاع الكنائس، لكن تم منعها من إجراء المعاينة.

وأفاد عدد من شهود العيان أنه جرى تسريب خبر زيارة اللجنة إلى الكنيسة في اليوم السابق للأحداث، حيث تم التحريض في شوارع القرية وعدد من مساجدها ومناداة الأهالي للنزول إلى الشوارع، وقد اعتدى المتظاهرون على مبنى الكنيسة من الخارج وقاموا بتكسير زجاج النوافذ وعداد الكهرباء إلا أن بعض الأهالي طالبوهم بالابتعاد، وعدم اقتحام الكنيسة، فرشقوا منازل الأقباط المجاورة بالحجارة، ثم قاموا ببناء سور من الطوب الحجري ارتفاعه قرابة المتر والنصف على مدخل الشارع المؤدي إلى الكنيسة، وهم يرددون هتافات منها: “بالطول والعرض هنجيب الكنيسة الأرض”. وعندما جاءت لجنة الإسكان في الثالثة عصرًا وجدت الأوضاع مشتعلة داخل القرية، وغادرت بدون إجراء المعاينة، وفور مغادرة اللجنة تفرق المتظاهرون، لا سيما بعد وصول قوات الأمن إلى القرية، ولم تلق القبض على أيٍّ منهم.

وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي منشورات للتحريض على غلق الكنيسة بحسابات منسوبة إلى أشخاص ينتمون إلى القرية _لدى المبادرة المصرية نسخة منها_ مثل مانشر على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك:

“الحمد لله الذي تتم به الصالحات، بشرى ساره لأهل الطود الكرام بعد معاينة اللجنة المكلفة من مجلس مدينة أبو تشت بخصوص تجديد وبناء كنيسه بالقرية، وبعد شهادة الشهود وهو الأخ جاد الله شاكر مسعود، هل من قبل كان يوجد كنيسه بهذا المكان؟ وأجاب بأن هذا المكان بيت وما زال بيت ولا توجد كنيسة”.

وكتب آخر: “الطود تمرض ولكن لن تموت، تحية تقدير وإجلال لكل شباب الطود. الطود فوق الجميع عذرًا أيها الأقباط لن يكون ببلدنا الحبيبة إلا دار العبادة للمسلمين فقط”.

وفي 22 مارس، عقدت جلسة صلح عرفية بمنزل أحد أعيان القرية، انتقد فيها ممثلون لمسلمي القرية قيام المسيحيين بتقديم طلب لتقنين وضع الكنيسة إلى لجنة توفيق أوضاع الكنائس، معتبرين ذلك سبب الفتنة، وانتهت الجلسة إلى رفض وجود كنيسة بالقرية وغلق المكان. وخلال الجلسة لم يسمح لممثلي الأقباط بالحديث عن حقهم في ممارسة الشعائر الدينية، كما لم تتم مناقشة الاعتداءات التي وقعت على بعض المنازل وبناء سور وغلق الشارع عن المنطقة التي يسكنها أقباط.