16 يونيو 2017
قامت شرطة محافظة بني سويف باقتحام مبنًى مخصصًا لتقديم خدمات دينية بقرية صفط الخرسا بمركز الفشن بمحافظة بني سويف، وألقت بعض الأدوات التي تستخدم في إقامة الشعائر الدينية في الشارع، وأغلقت المبنى بعدما تحفظت على مفاتيحه.
كان أقباط القرية يقيمون الشعائر الدينية على فترات متقطعة ويستقبلون الزوار بهذا المبنى، وعقب حادث استهداف زوار دير الأنبا صموئيل، والذي راح ضحيته الطفل بيشوي عياد من أبناء القرية، حصلت الكنيسة على موافقة شفوية من قوات الأمن بإقامة صلاة الخمسة عشر والأربعين في المكان. وقد قام الأنبا إسطفانوس أسقف ببا والفشن بزيارة القرية يوم الخميس 15 يونيو ليلة اقتحام قوات الأمن للمكان.
وكانت القرية قد شهدت من قبل اعتداءات على الأقباط ومحاولة اقتحام عدد من المنازل على خلفية شائعة بتحويل أحد المنازل إلى كنيسة، وقد سبق وتقدم الأهالي بتقديم طلب حمل رقم 544 بتاريخ 21/11/2016 لتحويل المبنى الحالي إلى كنيسة ولم يُنظر فيه حتى الآن.
وقال أحد أقباط القرية وشاهد عيان على واقعة تعدي الأمن على المبنى للمبادرة المصرية: “قام الأنبا إسطفانوس بزيارة القرية الخميس للتعزية في استشهاد الطفل بيشوي عياد ضمن أحداث مذبحة دير أنبا صموئيل، ولكن فوجئنا في الساعة الثانية بعد منتصف الليل باقتحام الشرطة للمبنى الذي يستخدم أيضًا كقاعة مناسبات، ونزع الصور الدينية والأواني المقدسة ومنها صور الشهيد بيشوي عياد وإلقائها أمام المبنى بالشارع وأيضًا متعلقات الأثاث والسجاد والكتب المقدسة ثم أغلقت المبنى بالجنازير ووضعت حراسة عليه”.1
هذا بينما أعلن القمص غبريال تواضروس الأمين العام لبيت العائلة المصرية فرع ببا بمحافظة بني سويف تجميد عضويته في بيت العائلة المصرية احتجاجًا علي تعنت الأمن والاعتداء على كنيسة صفط الخرسا بمركز الفشن وإلقاء محتويات الكنيسة من الصور الدينية والكتب الدينية المسيحية والأواني المقدسة والأيقونات المسيحية في الشارع وإغلاق المكان بالسلاسل والتحفظ عليه.
بعد يومين من حادث الإغلاق، التقى نحو 50 من كهنة إيبارشية ببا والفشن وسمسطا بمحافظة بني سويف المهندس شريف حبيب بحضور مدير المخابرات اللواء محمد سعد، والسكرتير العام للمحافظة اللواء يسري خضر وذلك بقاعة الديوان العام للمحافظة بمدينة بني سويف الجديدة.2
وانتقد الكهنة اقتحام الشرطة مبنى الخدمات والذي يوجد به كنيسة السيدة العذراء التابع لإيبارشية ببا والفشن بقرية صفط الخرسا وتخريبه وإتلاف محتوياته، وإغلاقه بالقوة والتحفظ علي المفاتيح الخاصة به وإغلاقه بواسطة السلاسل في واقعة تعد الأولى من نوعها على مستوى الجمهورية أن يقوم الأمن بإغلاق مكان والتحفظ على مفاتيحه.
ومن جانبه، قال محافظ بني سويف المهندس شريف حبيب أن المعلومات التي لديه هي أن صاحب المبني (مبنى الخدمات) هو من قام بإلقاء محتويات المكان خارجه وليس رجال الشرطة، مضيفًا أن المكان غير مرخص ولا يجوز إقامة فيه أي شعائر دينية وأنه صادر له رخصة هدم. وقام أحد الكهنة بتصحيح المعلومات مشيرًا إلى طلب التقنين الذي تقدموا به منذ شهر نوفمبر من العام الماضي وأن هناك صورًا تظهر قيام رجال الشرطة بإلقاء محتويات المبنى بالشارع.3
وتابع المحافظ: “قانون بناء الكنائس غير ساري حتى الآن لعدم صدور اللائحة التنفيذية للقانون”.
في نهاية اللقاء أعلن المحافظ فتح مبنى صفط الخرسا فورًا دون إقامة شعائر دينية فيه وكتابة مذكرة لرئيس الوزراء للمطالبة بالسماح بالصلاة في المكان وتحويله إلى جمعية وسيتم الرد عليها خلال 48 ساعة، ومرت المهلة بدون الرد على طلب الكنيسة.
على صعيد آخر، شهد هذا اللقاء شكاوى مختلفة من كهنة الإيبارشية، حيث اشتكى بعضهم من التعنت الأمني الواضح في التعامل مع ملف الكنائس والوصول إلى مرحلة الإذلال من أجل بناء أو ترميم الكنائس أو تدبير مكان للصلاة في عدد كبير من قرى الإيبارشية. واشتكى كاهن آخر من إغلاق كنيسته لمجرد تركيب تكييف، موضحًا أن الأمن أهان العقيدة المسيحية ولا بد من معاقبة القائمين على هذا الفعل والاعتذار للمطرانية، وقال كاهن آخر: “الأمن مبهدلنا وأهان دينا وعقيدتنا وعبادتنا وهناك غضب عارم بين الأقباط بعد إحساسهم بأنهم مواطنين درجة ثانية”.
تاريخ من الاعتداءات في قرية صفط الخرسا
شهدت القرية أعمال عنف ضد أقباط القرية في 2 يوليو 2016 حيث اعتدى العشرات من مسلمي القرية علي منازل لمواطنين أقباط بحجة تحويل منزل إلى كنيسة، وقاموا برشقها بالحجارة مما أصاب أصحابها بالهلع بالإضافة إلى تكسير بعض النوافذ.
وأوضح مقطع فيديو للاعتداءات أن أطفالًا وشبابًا كانوا يرشقون منازل إسحق فهيم ونادي يعقوب وعزت سمير بالحجارة بالإضافة إلى سيارة نادي فهيم بحجة قيام الأقباط ببناء كنيسة بمنزل تحت الإنشاء على الرغم من حصول صاحب المنزل على ترخيص لإقامة منزل خاص به.
بينما اتهم بعض أقباط القرية أحد مسلمي القرية بتحريض شباب القرية على مهاجمة منازل الأقباط، وتحطيم زجاج منزل إسحق فهيم وسيارته، وألقت قوات الأمن القبض على 18 مواطنًا مسلمًا تم التحفظ عليهم على ذمة التحقيقات، بينما احتجز قسم شرطة الفشن سبعة أقباط قبل أن يطلق سراح عدد منهم دون توجيه أي اتهامات إليهم ودون قرار من النيابة.
وكما هو متبع عُقدت جلسة صلح عرفية برعاية المسئولين، تضمنت بنود الاتفاق بين الطرفين:
– لا مانع من أن يقوم الإخوة المسيحيون بإقامة صلواتهم في أي منزل من منازل المسيحيين بالقرية دون وجود أي مضايقات من جانب المسلمين تحت أي ظرف وفى أي وقت.
– لا مانع لدى المسلمين من إقامة المسيحيين كنيسة في القرية بعد استخراج التصاريح اللازمة من الجهات المعنية وأن يقدم المسلمون كافة الدعم لهم وعدم قيامهم بأي إجراء من شأنه تعطيل حصول المسيحيين على التصاريح اللازمة لإقامة الكنيسة.
– ألا يقوم المسلمون بتعطيل دخول المرافق إلى المنزل، أصل الخلاف، على أن يقوم صاحبه بالالتزام بما جاء في التصاريح المستخرجة من كون المنزل سكنيًّا والالتزام بالرسومات الهندسية من تقسيم للشقق والغرف بداخله، دون وجود قاعات أو ديكورات خارجية أو داخلية بالمنزل من شأنها الدلالة على أنه كنيسة أو دار عبادة.
– يلتزم الطرفان بما تم في الاتفاق.
1 مقابلة مع شاهد عيان في 16 يونيو 2017.
2 مصدر سابق.
3 مصدر سابق.